بين الجدل والنقاش

هناك فرق كبير بين كلمتَي الجدل والنقاش، فالجدل عقيم لا يوصلك لأي نتيجة، والنقاش أمرٌ صحي ومطلوب وهو ما يطوّر الحياة ويقرّب وجهات النظر ويصحّح الأخطاء، وأنا حتماً ضد الجدل ومع النقاش خصوصاً إذا كان النقاش منطقياً وعلمياً وبين المختصين، ولكنّ المشكلة في عالم كرة القدم أن الكل يرى نفسه (من المختصين) ما دامت هي لعبة شعبية.
ويبدو أن النقاش والجدل مستمران حول مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب والتي انتهت بخسارة أخيرة من المنتخب المغربي بعد خسارة من الأردني وتعادل مع الفلسطيني.
صحيح أنه في سجلات كرة القدم سيتم تدوين النتيجة على أنها بين منتخبات الدول وبالتالي ستقول كتب التاريخ إن الأخضر خسر من الأردن ومن المغرب وكاد يخسر من فلسطين هذا من جانب الحقائق والتاريخ، ولكنّ المدربين عادةً يفكرون في الأمور الفنية أكثر من التاريخ والجغرافيا، ولهذا اتفق الكابتن محمد الدعيع مع قرار المشاركة في البطولة بالصف الثاني لأن الصف الأول في مهمة التأهل لكأس العالم وهي أهم بالتأكيد من كأس العرب وربما يصاب لاعب أو أكثر ويحتاج لعدة أشهر للعلاج وبالتالي يخسر المنتخب جهوده مع الاعتراف بأن أي لاعب يمكن أن يصاب حتى في منزله، كما شدد على ضرورة إيجاد مواهب تساعد مدرب المنتخب على ملء الثغرات في حالة حدوثها، ولكنّ زميلي عيسى الجوكم مثلاً يختلف ويقول إن السعودية يجب أن تقدم منتخبين بنفس المستوى تقريباً (وهو ما لم تفعله دول كثيرة متقدمة عالمياً)، وقال إن المشكلة ليست حتى في ألف أو باء بل في الاختيارات، إذ قال: «العلة في الاختيارات وليست في المسمى، فجميع الحراس المحليين في أندية المحترفين أفضل من الحارس الذي يمثل الأخضر حالياً أمام المغرب، مبرر اكتشاف المواهب أسطوانة عفا عليها الزمن والدوري كفيل بها لأنه الأقوى. استراتيجية خاطئة».
ويبقى الجدل مستمراً وأعتقد أنه لن ينتهي أبداً.