اليوم... مؤجلتان تسخنان شتاء النصر والهلال قبل الديربي

بيريرا  (الشرق الأوسط)
بيريرا (الشرق الأوسط)
TT
20

اليوم... مؤجلتان تسخنان شتاء النصر والهلال قبل الديربي

بيريرا  (الشرق الأوسط)
بيريرا (الشرق الأوسط)

تعود الحياة من جديد إلى ملاعب كرة القدم السعودية، وذلك من خلال مواجهتين مؤجلتين من الجولة الرابعة لدوري المحترفين، تجمع الأولى «الطائي والنصر» والثانية «الهلال والفيحاء».
وتوقف الدوري السعودي قرابة 12 يوماً بسبب مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب.
ويستضيف الهلال نظيره الفيحاء على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، في الوقت الذي يخوض النصر اختباراً خارج أرضه حينما يلاقي نظيره الطائي في مدينة حائل في مواجهة مؤجلة من ذات الجولة.
ويخوض قطبا العاصمة مواجهاتهما المؤجلة قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب بينهما في المباراة المؤجلة من الجولة الثامنة من الدوري السعودي للمحترفين والتي ستقام على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض الخميس المقبل.
ويواجه الهلال الفيحاء باحثاً عن استعادة نغمة انتصاراته المحلية بعد تعادله الأخير أمام أبها والذي أحبط فرصة زيادة حظوظ الفريق بالانفراد بالصدارة في حال انتصاره بالمباريات المؤجلة، ورغم تحقيق الهلال للقب بطولة دوري أبطال آسيا فإن نتائجه على الصعيد المحلي غير مستقرة من حيث تتابع الانتصارات.
ويظل الهلال الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لخسارة حتى الآن في مشواره بدوري المحترفين السعودي، حيث يتطلع الفريق العاصمي للعودة لنغمة الانتصارات من أجل اعتلاء الصدارة والمحافظة على لقبه للعام الثالث على التوالي.
ويحتل الهلال حالياً المركز الرابع برصيد عشرين نقطة مع امتلاكه للمباريات الثلاث المؤجلة بدءا من مواجهة الفيحاء وكذلك النصر ثم الاتحاد وهي المواجهة التي لم تحدد حتى الآن.
ويفتقد الهلال لخدمات محمد البريك الذي سيغيب عن مواجهة النصر كذلك بسبب إصابته بفيروس كورونا للمرة الثانية، فيما ينتعش بعودة المدافع علي البليهي بعد غيابه الفترة الماضية بسبب إصابته بالعضلة الضامة، حيث تبدو صفوف فريق الهلال مكتملة في الفترة الحالية.
وأمضى الهلال فترة التوقف الأخيرة دون خوض أي مواجهة ودية حيث اكتفى بالتدريبات اليومية تحت قيادة مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم، حيث منح المدرب لاعبيه راحة لمدة أربع أيام بعد مواجهة أبها قبل استئناف التحضيرات استعداداً لخوض المواجهات المؤجلة.
أما فريق الفيحاء فيدخل مباراته أمام الهلال بعد تعادله الأخير أمام التعاون والذي حضر في الوقت القاتل من عمر المواجهة التي كاد الفريق أن يخسرها بهدف وحيد دون رد قبل أن يسجل لاعبه سامي الخيبري هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.
ويحتل الفيحاء المركز الخامس بلائحة الترتيب برصيد 18 نقطة مما يعني أن الانتصار على نظيره فريق الهلال سيقفز به نحو المركز الرابع في لائحة الترتيب، حيث سجل الفيحاء بداية قوية هذا الموسم إلا أن الفريق ابتعد عن الانتصارات منذ جولتين حيث خسر أمام ضمك وتعادل مع التعاون.
وفي مدينة حائل، يستقبل الطائي نظيره فريق النصر في مواجهة مؤجلة من الجولة نفسها وتقام على ملعب مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد بمدينة حائل، حيث يتطلع صاحب الأرض لتحقيق نتيجة إيجابية تساهم بدورها في تحسين مركز الفريق الذي يحتل «المركز الأخير» بعشر نقاط.
فيما يتطلع النصر مواصلة عافيته الفنية وتحقيق انتصاراته بعد فوزه الثمين أمام الأهلي في الجولة الأخيرة قبل التوقف بهدفين مقابل هدف، ويحضر النصر حالياً في المركز السابع برصيد 17 نقطة مع امتلاكه مواجهتين مؤجلتين أمام الطائي والهلال.
ويسعى النصر لتجاوز الأزمة الفنية والمعنوية التي لحقت به منذ خروج الفريق من دوري أبطال آسيا في دور نصف النهائي أمام الغريم التقليدي الهلال، حيث أعقبها قرار إقالة المدرب بيدرو مانويل واستقالة حسين عبد الغني المدير التنفيذي لفريق كرة القدم، ثم إعلان فك الارتباط مع المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله.
ويملك النصر فرصة الاقتراب من صدارة لائحة الترتيب وإحياء آماله بالمنافسة مجدداً على لقب الدوري في حال انتصاره بالمواجهتين المؤجلتين مما يعني بلوغه النقطة 23 وتقدمه في لائحة الترتيب. أما الطائي الذي يقوده فنياً التشيلي سييرا المدرب صاحب التجربة الكبيرة مع فريق الاتفاق فيسعى لقيادة فريقه للخروج بنتيجة إيجابية أقلها نقطة التعادل، خاصة وأن الفريق سيفتقد لخدمات الجزائري أمير سعيود لمشاركته مع منتخب بلاده في كأس العرب، حيث يعتبر سعيود من أبرز لاعبي الفريق وأحد مفاتيح اللعب فيه.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.