مساعدة إنسانية أممية تعبر «الحدود» بين حلب وإدلب

أمطار «تغرق» خيم نازحين في شمال غربي سوريا

شاحنة تحمل مساعدات في مخيم للنازحين في عفرين شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مساعدات في مخيم للنازحين في عفرين شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT
20

مساعدة إنسانية أممية تعبر «الحدود» بين حلب وإدلب

شاحنة تحمل مساعدات في مخيم للنازحين في عفرين شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مساعدات في مخيم للنازحين في عفرين شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

دخلت قافلة مساعدات إنسانية أممية، يوم الخميس، إلى محافظة إدلب، قدمت من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، للمرة الثانية، مقدمة من منظمة الأغذية العالمية.
وقال حسام الحسن، وهو ناشط في إدلب: «دخلت قافلة مساعدات أممية مؤلفة من 14 شاحنة يوم الخميس 9 ديسمبر (كانون الأول)، قادمة من مناطق حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إلى المناطق المحررة في إدلب، عبر معبر سراقب والترنبة بريف إدلب الشرقي، الفاصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ورافق القافلة عدد من السيارات الأمنية والعسكرية التابعة لـهيئة تحرير الشام، إلى داخل محافظة إدلب، في وقت قالت فيه مصادر، إنه ستدخل قافلة أخرى في غضون اليومين المقبلين، بالطريقة ذاتها».
وأضاف أن «هذه القافلة من المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمة الأغذية العالمية (WFP)، هي الثانية، تأتي من مناطق خاضعة لسيطرة النظام بدلاً من باب الهوى الحدودي مع تركيا، حيث دخلت في 30 أغسطس (آب) الماضي، دفعتان من المساعدات الإنسانية مؤلفتان من 15 شاحنة، محملتان بالمواد الغذائية (12 ألف حصة غذائية) المقدمة من منظمة الأغذية العالمية (WFP)، دخلتا عبر معبر بلدة ميزناز، شمال شرقي إدلب، الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، وجرى نقلهما إلى مخازن في منطقة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمال محافظة إدلب».
من جهته، قال الناشط سامر الإدلبي، إن «دخول قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية الأممية للمرة الثانية عبر مناطق النظام السوري إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، أثار غضب الناشطين والمواطنين في الشارع، شمال غربي سوريا، إذ اعتبروا ذلك إجراءً خطيراً يصب في مصلحة النظام، وتعزيز دوره في الملف الإنساني أمام المجتمع الدولي، فضلاً عن عملية التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية لاحقاً على النازحين في إدلب، والنازحين في المخيمات الحدودية، ومحاولة النظام السوري سرقة جزء كبير من المساعدات الإنسانية الأممية لصالح قواته وميليشياته، في وقت يشهد فيه الاقتصاد السوري انهياراً حاداً، وعجزاً من قبل حكومة النظام في سد حاجة المواطنين السوريين، وقلة الغذاء والدواء ضمن مناطق النظام في البلاد».
في سياق آخر، تعرض أكثر من 30 مخيماً للنازحين في مناطق سرمدا وأطمة والدانا شمال إدلب، للغرق وانجراف التربة إلى داخل الخيام، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها عموم المناطق السورية الأربعاء 8 ديسمبر الجاري، وقضت عشرات العائلات ليلتها في العراء وأخرى لدى أقاربها في مخيمات مجاورة، بحسب ناشطين.
وقال مسؤول في فريق «منسقو استجابة سوريا»، إنه «أمضى آلاف النازحين ليلتهم السابقة (الأربعاء) في مخيمات النزوح شمال غربي سوريا في حالة من الخوف والتشرد والترقب من سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة، فيما تعرض أكثر من 30 مخيماً للغرق نتيجة هطول الأمطار، وأُجبرت عشرات العائلات على مغادرة خيامها بسبب تدفق المياه إلى داخل الخيام وغرقها، فضلاً عن انجراف الأتربة والوحل إلى داخل المخيمات، ما دفع بكوادر الدفاع المدني السوري إلى المساهمة في فتح قنوات لتسهيل مرور المياه»، وذلك في الوقت الذي تفتقر فيه المخيمات إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية، مع غياب أي نوع من الحلول لمقاومة فصل الشتاء، خاصة مع عودة الأضرار داخل المخيمات نتيجة هطولات مطرية جديدة في المنطقة.
وأضاف أن «أكثر من مليون ونصف المليون مدني مقيمين في المخيمات أصبحوا عاجزين عن تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، مع ارتفاع كبير ومستمر في أسعار المواد الغذائية ومواد التدفئة، مع عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية». وأشار إلى أن «بقاء مئات الآلاف من المدنيين في مخيمات لا يمكن تشبيهها إلا بالعراء والأماكن المفتوحة في انتظار حلول إنسانية أو سياسية ترضي النظام السوري وروسيا أصبح غير مقبول، ولا بديل عن ذلك إلا عودة النازحين والمهجرين قسراً إلى مدنهم وقراهم من جديد».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».