مقتل شخص وإصابة 12 في حريق بمقر «النهضة» التونسية

المتهم بإضرام النيران سجين سياسي سابق ينتمي للحركة

واجهة مقر حركة النهضة إثر تعرضه لحريق أمس وسط العاصمة التونسية (رويترز)
واجهة مقر حركة النهضة إثر تعرضه لحريق أمس وسط العاصمة التونسية (رويترز)
TT

مقتل شخص وإصابة 12 في حريق بمقر «النهضة» التونسية

واجهة مقر حركة النهضة إثر تعرضه لحريق أمس وسط العاصمة التونسية (رويترز)
واجهة مقر حركة النهضة إثر تعرضه لحريق أمس وسط العاصمة التونسية (رويترز)

خلّف حريق اندلع، مساء أمس، بمقر حركة النهضة التونسية في وسط العاصمة، وفاة شخص واحد، وإصابة علي العريض، نائب رئيس حركة النهضة، بإصابة بالغة بعد أن اضطر للقفز من الطابق الثاني لمقر الحزب، هرباً من الحريق الذي أتى على مكاتب الحركة. كما تعرض عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى النهضة، إلى حروق شديدة، وتم نقلهما إلى مصحة قريبة لتلقي الإسعافات.
وقال محمد الڨوماني، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، متحدثاً عن أسباب الحريق، إن أحد الموظفين السابقين بمقر الحركة أضرم النار في جسده، ما أدى إلى احتراق الطابق السفلي للمبنى، قبل أن تمتد النيران إلى بقية الطوابق، وانتشار دخان كثيف تسبب في تسجيل 12 حالة اختناق وإصابة.
بدورها، أكدت مريم بنور، عضو المكتب المركزي بحركة النهضة، إصابة القياديين عبد الكريم الهاروني وعلي العريض جراء الحريق، الذي اندلع بالمقر المركزي للحركة، وقالت إنه تم تسجيل حالات اختناق كثيرة، وسماع دوي انفجار قبل اندلاع الحريق.
في سياق ذلك، ذكرت مصادر مقربة من حركة النهضة أن المتسبب في الحريق سجين سياسي سابق، جاء إلى مقر حركة النهضة لمقابلة علي العريض، ومطالبته بتوفير عمل له، بعد أن تعرض لضائقة مالية، مؤكدة أن المتهم قضى سنوات طويلة في السجن، وجاء ليطالب بحقه في العمل، خاصة أنه لم يتلقَّ تعويضات مالية، كما روجت لذلك أحزاب المعارضة خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، من خلال الانتقادات الكثيرة التي أعقبت تصريحات عبد الكريم الهاروني حول حصول بعض المساجين على فرص عمل.
وبشأن الحادث، أوضحت المصادر ذاتها أن المتهم حضر إلى مكتب استقبال الحركة، وكان يرتدي معطفاً لإخفاء قارورة، وطلب مقابلة كبار المسؤولين في الحزب، غير أن بعض الموظفين منعوه من الدخول، فتخطى مكتب الاستقبال وفاجأ الجميع بإخراج قارورة بنزين كان يخفيها في معطفه، ثم سكبها على ملابسه وأضرم النار في نفسه.
وعلى أثر ذلك، حاول الهاروني، الذي كان قريباً من مسرح العملية، منعه من إضرام النار في جسده، وكنتيجة لذلك تعرض للإصابة بحروق بالغة. أما علي العريض، فقد وصلت إلى مكتبه ألسنة النيران والدخان، ما أدى إلى اختناقه، فرمى نفسه من الطابق الثاني ليصاب بكدمات ورضوض خطيرة.
من جانبه، أكد المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس، منير الريابي، أمس، أن الحريق الذي اندلع في مقر حركة النهضة بمونبليزير، تسبب في إصابة 12 شخصاً. وقال إن الحريق تسبب في خسائر مادية في مقر الحركة.
وأتت ألسنة اللهب على الطابق الأرضي لمقر حركة النهضة، ما أدى إلى احتراقه بالكامل، وفق ما أفادت به مصادر بعين المكان لـ«بوابة أفريقيا الإخبارية»، أمس، وهو ما جعل النزول من الطوابق الأخرى مستحيلاً، وبالتالي اضطر الموجودون داخل المقر إلى القفز من النوافذ. وأكد عضو المكتب التنفيذي للحركة، منذر الونيسي، في تصريحات إعلامية، أن رئيس الحركة راشد الغنوشي لم يكن موجوداً في المقر عندما شب الحريق.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.