حلبجة وذكرى الشهادة

كاتب عراقي

حلبجة وذكرى الشهادة
TT

حلبجة وذكرى الشهادة

حلبجة وذكرى الشهادة

عندما نستذكر جريمة قصف مدينة حلبجة الكردية في شمال العراق بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام العراقي السابق فإننا نقف باحترام أمام شعب صمد بوجه الطغاة ولم يخضع لإرادة الشر ودفع ضريبة سياسة التمييز العنصري والقومي التي انتهجها النظام في تعامله مع أبناء شعبه، فضرب الشعب الكردي أروع الأمثلة في الصبر والإباء والتضحية ليسجل بأحرف من نور تاريخا من الشهادة والخلود.
قصة حلبجة لم يكن أبطالها رجالا فقط بل كانوا أطفالا رضعا ونساء وشيوخا وكل ما في المدينة من معالم الحياة، العصافير والورود والهواء النقي، لأن الطغاة استهدفوا كل شيء ليحيلوا المدينة الجميلة إلى مقبرة جماعية تحكى قصتها للأجيال القادمة.
قصة شعب كل ذنبه أنه يريد العيش بحرية وسلام في زمن الديكتاتورية البغيضة. شعب لا يمكنه السكوت على الظلم، فقدم كل ما يملك قرابين على طريق الحرية والديمقراطية التي ننعم بها اليوم وينعم بها العراق لنقف وقفة احترام وإجلال لأولئك الذين غادروا هذه الحياة ليتمكن غيرهم من التنعم بالحرية والكرامة.
ولا بد لنا ونحن نستذكر هذه الفاجعة الأليمة أن ندرك أن الجريمة قد كشفت زيف الشعارات التي كان يحملها النظام السابق كالوحدة الوطنية والاعتراف بحقوق الشعب الكردي. وتكشف أيضا مدى صمود وشجاعة الشعب العراقي في التصدي لنظام شمولي وتقديم هذا الشعب وخاصة الشعب الكردي للتضحيات الكبيرة من دماء أبنائه ليسجل تاريخا مميزا بين الأمم. فلم يسبق أن قام حاكم بضرب أبناء شعبه بهذه القسوة والوحشية، ولذلك تعد مجزرة حلبجة حدثا تاريخيا ورمزا لوحشية الحاكم المستبد وانتصار الشعب الصابر.
ولا بد لنا اليوم من خلال قراءة متأنية لجريمة حلبجة أن نخرج بدروس كثيرة أهمها أن الصمت الذي رافق جريمة حلبجة كان جريمة أخلاقية يتحملها الجميع في ذلك الوقت من إعلام ومنظمات إنسانية ومجتمع دولي، الأمر الذي يجعل جميع الأطراف اليوم أمام مسؤولية إنسانية للوقوف مع الشعوب التي تتعرض لجرائم وحشية من قبل الأنظمة الديكتاتورية لأن التاريخ سيكون شاهدا على كل ما يحدث ولن يرحم الطغاة ومن يساعدهم على انتهاك حقوق الإنسان في بلدانهم.
وأخيرا نقول إن الجريمة التي قام بها ذلك النظام تعكس نوعية أولئك الأشخاص الذين كانوا يتحكمون بالسلطة في هذا البلد من خلال النظر إلى طبيعة الجريمة التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ في أبشع صور التعامل مع الشعوب. ولكن ما يميز الاحتفال اليوم بهذه المناسبة الأليمة هو أن الشعب الكردي تمكن من الحصول على حقوقه وهو يمارس حياة حرة كريمة في ظل الديمقراطية التي انتزعها أبناء الشعب العراقي من قبضة الأنظمة الديكتاتورية بكل أجهزتها القمعية لتصبح حلبجة درسا للشعوب ورسالة للإنسانية مفادها أن الشعوب تنتصر في النهاية وأن المدن لا تموت مهما قام الطغاة بجرائم يندى لها جبين الإنسانية.



مصر تُشدد على دعمها الكامل لجهود مالي في مكافحة «الإرهاب»

محادثات الرئيس آسيمي غويتا مع وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى مالي في يوليو الماضي (الخارجية المصرية)
محادثات الرئيس آسيمي غويتا مع وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى مالي في يوليو الماضي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُشدد على دعمها الكامل لجهود مالي في مكافحة «الإرهاب»

محادثات الرئيس آسيمي غويتا مع وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى مالي في يوليو الماضي (الخارجية المصرية)
محادثات الرئيس آسيمي غويتا مع وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى مالي في يوليو الماضي (الخارجية المصرية)

شدّدت مصر على «دعمها الكامل لجهود حكومة مالي في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبسط الأمن والاستقرار»، وأكدت «العمل مع مالي لتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل». جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره المالي عبد الله ديوب، الأحد؛ حيث بحثا «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

وأكد عبد العاطي «أهمية مواصلة البناء على ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بما يُسهم في الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية»، لافتاً إلى «الحرص على دعم التعاون الاقتصادي مع مالي، ولا سيما في مجالات الاستثمار والتجارة»، مشيراً إلى «اهتمام الشركات المصرية ذات الخبرات الكبيرة في قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل والتشييد بالمشاركة في المشروعات التنموية في مالي».

وشددت مصر ومالي على «ضرورة تعزيز العمل الأفريقي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية». وأكّد البلدان في يوليو (تموز) الماضي خلال زيارة عبد العاطي إلى باماكو، ولقاء الرئيس المالي آسيمي غويتا، «استمرار التنسيق والتشاور بشأن التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في القارة».

وسلّم وزير الخارجية المصري، حينها، رسالةً خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره المالي حول دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعرب غويتا عن «تقدير بلاده للدور المصري في دعم القارة الأفريقية، وحرص مالي على تعزيز الشراكة مع مصر في المجالات كافة»، مثمناً «دعم مصر الثابت لمسار الاستقرار والتنمية في بلاده».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر 2024 (الخارجية المصرية)

ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الأحد، فإن الاتصال الهاتفي بين عبد العاطي وديوب تطرّق أيضاً إلى الأوضاع الأمنية والتنموية في منطقة الساحل، وشدّد وزير الخارجية المصري على «دعم بلاده الكامل لجهود حكومة مالي في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبسط الأمن والاستقرار»، مؤكداً «أهمية المقاربة الشاملة التي تجمع بين الجوانب الأمنية والتنموية والفكرية»، مشيراً في هذا السياق إلى الدور الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية والدينية المصرية، وعلى رأسها الأزهر، في دعم الاستقرار ونشر الفكر الوسطي، والمنح والبرامج المقدمة من «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، و«مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام».

وقال عبد العاطي، في يوليو الماضي، إن «بلاده ستظل شريكاً رئيسياً لمالي في جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب»، مشدداً حينها على «أهمية تبني المقاربة الشاملة التي تربط بين الأمن والتنمية، بوصفهما ركيزة لتحقيق السلم المستدام».

وحسب متحدث «الخارجية المصرية»، الأحد، أكد الوزيران «التزامهما بمواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والعمل المشترك لدعم الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، بما يخدم مصالح البلدين، ويُسهم في تعزيز الاستقرار في القارة الأفريقية».


انهيار آمال إنجلترا بعد خروج وود من «الآشيز»

مارك وود (رويترز)
مارك وود (رويترز)
TT

انهيار آمال إنجلترا بعد خروج وود من «الآشيز»

مارك وود (رويترز)
مارك وود (رويترز)

تلقت بعثة المنتخب الإنجليزي للكريكيت ضربة جديدة بعدما تأكد خروج الرامي الإنجليزي مارك وود من جولة «الآشيز» الحالية، ليحلّ مكانه في التشكيلة اللاعب الإنجليزي ماثيو فيشر.

وكان وود، البالغ من العمر 35 عاماً، قد عاد إلى المستطيل الأخضر في الاختبار الأول بمدينة بيرث عقب غياب دام ثمانية أشهر بسبب جراحة في الركبة، غير أنّ آلاماً متجددة في الركبة نفسها أجبرته على الغياب عن الاختبار الثاني.

ورغم آمال الجهاز الفني في إمكانية استعادة خدماته خلال المباريات الثلاث المتبقية، فإن إصابة الركبة تفاقمت ليصبح وود مضطراً للعودة إلى بلاده نهاية الأسبوع. اللاعب عبّر عن خيبة أمله قائلاً في منشور عبر «إنستغرام»: «محبط للغاية لانسحابي من بقية سلسلة الآشيز. بعد الجراحة والتأهيل الطويلين، لم تصمد ركبتي كما تمنيت... لم يتوقع أحد هذا السيناريو».

وأضاف وود أن الأطباء حاولوا كل السبل من حقن وعلاج مكثف، إلا أن الالتهاب في الركبة كان أسوأ مما تم تقديره. ورغم ذلك أكد عزمه على محاولة العودة مجدداً: «سأواصل دفع نفسي لتخطي حدود الإصابة والعودة من جديد... الطريق كان صعباً لكنني ما زلت مؤمناً بالقدرة على النهوض».

خروج وود يمثل خسارة كبيرة لمنتخب إنجلترا المتأخر بالفعل 0-2 في السلسلة، لا سيما أن اللاعب يعد من أسرع الرماة الذين مرّوا على المنتخب، وقد حصد 119 ويكيت في 38 مباراة منذ بدايته الدولية عام 2015. كما كان جزءاً من منتخب إنجلترا الذي فاز بـ الآشيز في عام 2015، وكأس العالم (50 كرة) عام 2019، وبطولة العالم T20 عام 2022. مسيرة وود لم تخلُ من الإصابات؛ إذ جاء اختبار بيرث بعد غياب دام 15 شهراً بسبب إصابات في المرفق ثم الركبة، ولم ينجح في الحصول على أي ويكيت خلال الـ11 أوفر التي رماها هناك.

وبينما توجه مع بقية الفريق إلى استراحة منتصف السلسلة في نوسا، تأكد غيابه عن الاختبار الثالث في أديلايد يوم 17 ديسمبر (كانون الأول).

وحصل ماثيو فيشر (28 عاماً) على فرصة الانضمام إلى المنتخب الأول، بعدما كان ضمن قائمة «إنجلترا لايونز» في جولتهم الأسترالية. ويُعرف عن فيشر إجادته التعامل مع كرة «كوكابورا» المستخدمة في أستراليا، ما جعله خياراً مفضلاً على جوش هال، في حين خرج كل من سوني بايكر وتوم لوز من الحسابات بسبب الإصابات.

وفي المعسكر المقابل، أعلن المنتخب الأسترالي أيضاً غياب الرامي جوش هايزلوود عن بقية السلسلة بعد تجدد آلام وتر أخيل، وذلك بعدما غاب عن الاختبارين الأولين نتيجة إصابة في عضلات الفخذ الخلفية. لكن الأستراليين تلقوا دفعة إيجابية مع تأكيد المدرب أندرو ماكدونالد جاهزية القائد بات كامينز للعودة في الاختبار الثالث، فيما يُرجَّح أيضاً مشاركة ناثان ليون بعد غيابه عن مباراة بريزبن النهارية الليلية.

وتشير التوقعات إلى تغييرات متعددة في التشكيلة الأسترالية، مع احتمال استبعاد مايكل نيسير وبريندن دوجِت من حسابات الجهاز الفني، إضافة إلى إمكانية استعادة خدمات الضارب عثمان خواجة الذي عانى إصابة في الظهر خلال الاختبار الأول وغاب عن الثاني، وقد يعود هذه المرة في المركز الخامس مع الإبقاء على ثنائي الافتتاح: ترافيس هيد وجايك ويذيرالد.


الأستراليون يمجدون بطولته... «أحمد» يشتبك مع أحد المهاجمين وينتزع سلاحه

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
TT

الأستراليون يمجدون بطولته... «أحمد» يشتبك مع أحد المهاجمين وينتزع سلاحه

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)

أظهر مقطع فيديو أحد المارة وهو يتعامل مع مسلح وينزع سلاحه خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 على الأقل وإصابة العشرات خلال احتفال بعيد الأنوار اليهودي على شاطئ بونداي في سيدني بأستراليا اليوم الأحد، وهو تصرف قوبل بالإشادة ووصف بالبطل الذي أنقذ أرواحا.

وأظهرت لقطات متداولة على مواقع للتواصل الاجتماعي رجلا يرتدي قميصا أبيض في موقف سيارات، يهرع نحو مسلح يرتدي قميصا داكنا يحمل بندقية، قبل أن ينقض عليه من الخلف وينتزع البندقية منه ويوجهها نحوه. ثم بدا الرجل صاحب القميص الداكن في مقطع الفيديو وهو يفقد توازنه، ويتراجع نحو جسر عليه مسلح آخر، ووضع الرجل الذي هاجمه السلاح بعدها على الأرض.

وانتشر مقطع الهجوم على المسلح بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الناس بشجاعة الرجل، قائلين إن تصرفه ربما أنقذ أرواحا كثيرة. وأكد موقع News.com.au الأسترالي أن البطل هو أحمد الأحمد، 43 عامًا، من سكان سيدني، ويمتلك متجرًا للفواكه في ساذرلاند.

أُصيب أحمد، الأب لطفلين، برصاصتين خلال هذا العمل البطولي، وفقًا لما ذكره ابن عمه لقناة 7News. وأظهرت لقطات مؤثرة صاحب متجر الفاكهة، البالغ من العمر 43 عاماً، وهو ينتزع السلاح من أحد المسلحين.

وتأكدت رويترز من صحة الفيديو من خلال لقطات موثوقة تظهر نفس الأشخاص. كما تحققت رويترز من أن المسلحين في ذلك المقطع هما اللذين شوهدا محاطين بالشرطة في صور مؤكدة، وذلك من خلال ملابسهم. وقتل أحد المسلحين المشتبه بهما وأصيب الآخر وحالته حرجة.

صورة من مقطع الفيديو المتداول (شبكة إي بي سي الإخبارية الأسترالية)

تأجيج النار

في حديثه بعد ساعات من الهجوم قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أرسل رسالة في أغسطس (آب) إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، يتهم فيها كانبرا بتأجيج «نار معاداة السامية».

وبعبارة أخرى، قال نتنياهو إن سياسات ألبانيز، التي تشمل الاعتراف بدولة فلسطينية، «تشجع كراهية اليهود التي تعيث فسادًا في شوارعكم. معاداة السامية سرطان، تنتشر عندما يصمت القادة. يجب أن تستبدلوا الضعف بالعمل».

يقول نتنياهو إن الهجوم كان «مروعًا. جريمة قتل بدم بارد. للأسف، يتزايد عدد الضحايا كل دقيقة. لقد رأينا أقصى درجات الشر. ورأينا أيضًا ذروة البطولة اليهودية»، مشيرًا إلى أحد المارة، الذي قال إنه يهودي، والذي صُوّر وهو ينتزع سلاحًا من يد أحد المهاجمين.

مضيفا: «نحن نخوض معركة ضد معاداة السامية العالمية، والطريقة الوحيدة لمكافحتها هي إدانتها ومحاربتها... لا سبيل آخر. هذا ما نفعله في إسرائيل. الجيش الإسرائيلي وقواتنا الأمنية، مع حكومتنا وشعبنا، سنواصل القيام بذلك».

وفي هجومٍ غير مباشر على الحكومة الأسترالية، قال نتنياهو: «سنواصل إدانة من لا يدينون بل يشجعون. سنواصل مطالبتهم بفعل ما يُطلب من قادة الدول الحرة. لن نستسلم، ولن ننحني، وسنواصل النضال كما فعل أسلافنا».