إسرائيل تعتقل طالبات ومعلّمات بعد عملية طعن في القدس

وسط مخاوف من سلسلة {هجمات منفردة}

قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل فلسطينية من مدرسة في حي الشيخ جراح بعد حادثة الطعن أمس (أ.ف.ب)
قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل فلسطينية من مدرسة في حي الشيخ جراح بعد حادثة الطعن أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتقل طالبات ومعلّمات بعد عملية طعن في القدس

قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل فلسطينية من مدرسة في حي الشيخ جراح بعد حادثة الطعن أمس (أ.ف.ب)
قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل فلسطينية من مدرسة في حي الشيخ جراح بعد حادثة الطعن أمس (أ.ف.ب)

اعتقلت إسرائيل معلمات وطالبات في مدرسة في القدس بعدما نفّذت طالبة من المدرسة عملية طعنت خلالها إسرائيلية في المدينة وأصابتها بجروح.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مدرسة الروضة الحديثة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، واعتقلت طالبتين ومديرة المدرسة ومعلمة.
وقالت المعلمة لبنى عابدين إن قوات الاحتلال اقتحمت بشكل مفاجئ المدرسة، ودهمت الصفوف، ثم حضر عناصر من المخابرات بأعداد كبيرة وطالبوا بإخراج الطالبات إلى الساحات، وخلال ذلك شرعوا بتفتيش الطالبات ثم اعتقلوا طالبتين إلى جانب مديرة المدرسة فاطمة الرفاعي ومرشدة اجتماعية.
وأوضحت عابدين أن القوات فتشت الصفوف، وبعض الخزائن، إضافة إلى تفتيش الأسقف في الممرات.
وكانت طالبة قاصر هاجمت شابة إسرائيلية بالسكين في حي الشيخ جراح صباح أمس. وقالت الشرطة إن الإسرائيلية طُعنت في ظهرها وأصيبت بجروح عند مدخل منطقة الشيخ جراح في القدس الشرقية. وأضافت الشرطة في بيان أن المشتبه بها طعنت شابة بالعشرينات من عمرها وفرت من المكان، فنفذت الشرطة عمليات تمشيط واسعة بالاستعانة بمروحية، وفي النهاية ألقت القبض على المشتبه بها، وهي قاصر، في مؤسسات تعليمية قريبة من موقع الحادث.
والعملية هي الأحدث في سلسلة من الهجمات المشابهة التي وقعت أخيراً في القدس والضفة الغربية، ما أجبر إسرائيل على رفع حالة التأهب خشية سلسلة من الهجمات المماثلة.
وقال متحدث باسم الشرطة لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس: «إننا في فترة نشهد فيها سلسلة من الحوادث المشابهة في منطقة القدس».
ورصدت وسائل إعلام إسرائيلية 6 هجمات في الضفة والقدس خلال 3 أسابيع نفذت بشكل منفرد.
ويطلق الإسرائيليون على منفذي هذا النوع من الهجمات وصف {ذئب منفرد}، أي يعمل من تلقاء نفسه بدون تخطيط وتوجيه ومساندة من فصائل فلسطينية أو مجموعات. ويعتقد الإسرائيليون أنه من الناحية الاستخباراتية فإن مواجهة هذا النوع من العمليات أصعب من مواجهة العمليات التي تقف خلفها فصائل وتنظيمات.
واتهم مسؤولون إسرائيليون في السابق التنظيمات بتشجيع الفلسطينيين على تنفيذ هذه العمليات حتى لو لم يوجهوها.
لكن السلطة الفلسطينية حمّلت إسرائيل مسؤولية كل ما يجري وطالبتها بإنهاء احتلالها.
وقالت وزارة الخارجية إن على المجتمع الدولي احترام التزاماته واتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، والضغط على دولة الاحتلال لتمكين لجنة التحقيق الأممية الدائمة التي أقرها مجلس حقوق الإنسان من ممارسة مهامها على أرض الواقع وبكامل حريتها.
ودانت الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، {إنشاء تنظيم إرهابي يهودي سرّي يخطط لمهاجمة الفلسطينيين، ويتدرب على عمليات طعن إرهابية ورش غاز الفلفل كامتداد للعديد من التنظيمات اليهودية الإرهابية الموجودة في قواعد ارتكاز معروفة للمستوى الرسمي في إسرائيل، وأجهزته المختلفة، ما يعكس الثقافة السياسية التي تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال، خاصة في تعاملها مع شعبنا، وأرضه، ومقدساته، وممتلكاته}. كما استنكرت {عمليات الهدم والتجريف المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة، ومنع سلطات الاحتلال أعمال الترميم في الحرم الإبراهيمي، ولعدد من المنازل في البلدة القديمة في الخليل، وكذلك الاعتقالات الجماعية التي تتم بشكل يومي، والتي تطال العشرات من أبناء شعبنا بمن فيهم الأطفال والقصر والنساء}.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».