إردوغان يحمّل الأتراك مسؤولية الأزمة الاقتصادية

أكد الإصرار على خفض الفائدة... والمعارضة تصف الميزانية بـ«مشروع حرب»

أرجع الرئيس التركي سبب الأزمة الاقتصادية إلى عملية تخزين العملة الصعبة وتعهد بمعاقبة من يفعل ذلك (أ.ب)
أرجع الرئيس التركي سبب الأزمة الاقتصادية إلى عملية تخزين العملة الصعبة وتعهد بمعاقبة من يفعل ذلك (أ.ب)
TT

إردوغان يحمّل الأتراك مسؤولية الأزمة الاقتصادية

أرجع الرئيس التركي سبب الأزمة الاقتصادية إلى عملية تخزين العملة الصعبة وتعهد بمعاقبة من يفعل ذلك (أ.ب)
أرجع الرئيس التركي سبب الأزمة الاقتصادية إلى عملية تخزين العملة الصعبة وتعهد بمعاقبة من يفعل ذلك (أ.ب)

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إصراره على الاستمرار في خفض سعر الفائدة، معتبراً أنه الوسيلة الأساسية لخفض التضخم ودعم سعر الليرة المنهار، وأرجع سبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا إلى عملية تخزين العملة الصعبة، وتعهَّد بمعاقبة من يفعل ذلك.
في الوقت ذاته، هاجمت المعارضة التركية مشروع الميزانية الجديدة، الذي يناقَش في البرلمان حالياً، معتبرةً أنها «ميزانية حرب»، بسبب رفع نسبة المخصص للإنفاق العسكري والأمن.
ودافع إردوغان، مجدداً، عن قرارات خفض سعر الفائدة المتخَذة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مؤكداً أنه لا يزال غير مقتنع بالمعدل الحالي للفائدة البالغ 15% ويراه مرتفعاً. وقال، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من الدوحة بعد زيارة لقطر، نُشرت أمس (الأربعاء)، إن حكومته ستسيطر على التضخم من خلال الفائدة المنخفضة، خلافاً للنظريات الاقتصادية التقليدية الراسخة.
وكانت قطر، قد جددت أول من أمس (الثلاثاء)، اتفاقية مبادلة العملات مع تركيا الموقَّعة بين بنكيهما المركزيين في 2018، بهدف تسهيل التجارة بالعملات المحلية ودعم الاستقرار المالي للبلدين. ورفعت قطر قسمة اتفاقية المبادلة، التي كانت 3 مليارات دولار في 17 أغسطس (آب) 2018، إلى 5 مليارات دولار في 2019. وفي بيان صدر في مايو (أيار) 2020 زاد حجم تسهيلات المبادلة بين قطر وتركيا من 5 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار.
وقال إردوغان إن «هيئة الرقابة المصرفية التركية تحقق في قضية التلاعب بأسعار الصرف، وسنرى مَن يقف وراء ذلك»، معتبراً أن تركيا ستتغلب على «الهجمات التي تستهدف اقتصادها»، وأن هذه الهجمات لن تخلّف آثاراً عميقة في بنيته. وأضاف، بخصوص مسألة ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، أنه «عقب الانتهاء من مناقشة ميزانية 2022 في البرلمان، سنطرح مشروع قرار لمكافحة المحتكرين».
وتسببت تصريحات إردوغان في تراجع جديد في سعر الليرة التركية، ليجري تداولها عند مستوى 13.67 ليرة للدولار، بتراجع 1.4%، مقابل إغلاق تعاملات (الثلاثاء)، حيث سجلت 13.49 ليرة للدولار. وإجمالاً فقدت الليرة التركية نحو 47% من قيمتها منذ بداية العام.
وعدّلت وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني، الأسبوع الماضي، النظرة المستقبلية الخاصة بتركيا إلى «سلبية»، وأكدت تصنيفها عند درجة «بي بي سالب»، كما خفضت نظرتها المستقبلية المتعلقة بتخلف تركيا عن سداد الديون على الأمد الطويل إلى سلبية بدلاً من مستقرة.
في الوقت ذاته، هاجمت المعارضة التركية جهود حكومة إردوغان لإقرار ميزانية العام الجديد معتبرة أنها «ميزانية حرب». وأكد حزب الشعب الجمهوري أن العجز السنوي في الميزانية قد يتجاوز 30 مليون دولار، وهو ما يشكّل تقريباً 3.5% من إجمالي الناتج المحلي، في وقت تسجل فيه العملة مستويات منخفضة قياسية في سعر صرفها أمام العملات الأجنبية منذ مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ومن المتوقع أن يُقرّ البرلمان التركي الميزانية العامة للبلاد قبل نهاية عام 2021 الجاري، لكنّ نواب أكبر حزبين للمعارضة، وهما «الشعب الجمهوري» و«الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، يرفضان الموافقة عليها.
وبموجب مشروع الميزانية، سيتم رفع الموارد المخصصة للدفاع واحتياجات قوى الأمن الداخلي بنسبة 29.6%، مقارنةً بالعام السابق، إلى جانب رفع الموارد المخصصة لصندوق دعم الصناعات الدفاعية بنسبة 39%، الأمر الذي ترفضه أحزاب المعارضة.
وعدّت المعارضة مشروع الميزانية بمثابة «ميزانية الحرب»، منتقدة المبالغ الطائلة المخصصة لوزارتي الدفاع والداخلية. وانتقدت عدم منح الحكومة المبالغ المطلوبة لوزارة الصحة وقطاع الخدمات.
وقال كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري في تركيا إن «ميزانية تركيا تُجمع من الفقراء وتذهب إلى الأغنياء»، معتبراً أن هذه الميزانية «مؤامرة». ووجه كليتشدار أوغلو اتهامات للحزب الحاكم بتحويل مبالغ طائلة من الميزانية إلى خارج البلاد، وتحديداً إلى المملكة المتحدة، وقال: إن «حزب العدالة والتنمية ينقل أموالاً إلى الخارج ليستفيد من فوائدها بالعملة الأجنبية عن طريق قروضٍ دولية».
يُذكر أنّ تركيا شهدت انخفاضاً كبيراً في علمتها المحلية وانهياراً في الاقتصاد المحلي في واحدة من أسوأ الأزمات التي تشهدها البلاد، حيث وصل سعر الليرة التركية إلى ما يقارب 14 ليرة مقابل الدولار برقم قياسي لم يسبق أن وصلت إليه.



تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
TT

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)

تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل عام يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المخاوف من تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بشأن خططه لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على المكسيك وكندا والصين فور توليه منصبه، مما أثار قلق الأسواق العالمية.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 38.442 نقطة، بينما تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز - إيه إس إكس 200» في أستراليا بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 8.359.40 نقطة. أما مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية، فشهد انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 2.520.36 نقطة. في المقابل، بقي مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ ثابتاً تقريباً، حيث ارتفع بنسبة أقل من 0.1 في المائة ليصل إلى 19.158.76 نقطة، بينما سجل مؤشر «شنغهاي» المركب زيادة بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 3.261.12 نقطة، وفق «أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من تراجع الأسواق الآسيوية، شهدت «وول ستريت» يوم الاثنين انتعاشاً، حيث حققت الأسهم الأميركية مكاسب مع صعود الشركات التي يُتوقع أن تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة واقتصاد أقوى. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 5.987.37 نقطة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل أسبوعين. كما سجل مؤشر «داو جونز» الصناعي مكاسب بنسبة 1 في المائة ليغلق عند 44.736.57 نقطة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 19.054.84 نقطة.

من جهة أخرى، تراجعت عوائد السندات الأميركية فيما أشار إليه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت»، وذلك بعد إعلان ترمب عن ترشيح سكوت بيسنت، مدير صندوق تحوط، لمنصب وزير الخزانة. وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، مما يساعد على تخفيف المخاوف في «وول ستريت» بشأن زيادة كبيرة في العجز الوطني بسبب سياسات ترمب. وقد يقلل هذا التوجه من العوائد ويعزز الاستثمارات الأخرى مثل الأسهم.

وبعد أن تخطت العائدات على السندات لأجل 10 سنوات حاجز 4.44 في المائة مباشرة بعد فوز ترمب، انخفضت إلى 4.26 في المائة يوم الاثنين مقارنة بـ4.41 في المائة في نهاية الأسبوع الماضي، وهو انخفاض ملحوظ. هذا الانخفاض في العوائد يجعل الاقتراض أرخص للشركات والأسر، ما يسهم في رفع أسعار الأسهم والاستثمارات الأخرى.

كما شهد مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل 3 سنوات. وتُظهر هذه المكاسب أن الشركات الصغيرة تستفيد بشكل أكبر من انخفاض تكاليف الاقتراض نظراً لاعتمادها الكبير على الاقتراض للنمو.

وفي سوق السندات، تراجع العائد على السندات لأجل سنتين، الذي يعكس توقعات السوق بشأن سياسات «الاحتياطي الفيدرالي» فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

وبدأ «الاحتياطي الفيدرالي» في تقليص أسعار الفائدة بالأشهر الأخيرة، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن، بهدف دعم سوق العمل بعد تحسن التضخم الذي اقترب من هدفه البالغ 2 في المائة. لكن بعد فوز ترمب، قام المتداولون بتقليص توقعاتهم بشأن عدد التخفيضات المستقبلية في أسعار الفائدة، وسط مخاوف من أن سياسات ترمب بشأن الضرائب والإنفاق قد تؤدي إلى زيادة الدين الوطني.

وتوقع الخبراء أن يظهر تقرير يُنشر يوم الأربعاء، أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تسارع إلى 2.8 في المائة في الشهر الماضي، مقارنة بـ2.7 في المائة في سبتمبر (أيلول). وقد يجعل هذا التضخم الأعلى «الاحتياطي الفيدرالي» أكثر تردداً في خفض الفائدة بشكل سريع أو عميق.

وعلى صعيد الأسهم، حققت «باث آند بودي وركس» قفزة كبيرة بنسبة 16.5 في المائة بعد إعلانها عن أرباح تفوق التوقعات في الربع الأخير، مع زيادة تقديراتها المالية للسنة المالية الحالية.

وفي الوقت نفسه، ركزت الأنظار على قدرة المتسوقين الأميركيين على التحمل في ظل الأسعار المرتفعة عبر الاقتصاد وأسعار الفائدة المرتفعة، ما يثير تساؤلات بشأن قوة الاقتصاد الاستهلاكي الأميركي.