سان جيرمان يجب أن يستغل غياب نيمار لبناء فريق من دونه

إصابات اللاعب البرازيلي المتكررة تتطلب البحث عن بدائل لتحقيق حلم الفوز بدوري الأبطال

الإصابة الأخيرة التي تعرض لها نيمار أمام سانت إتيان (رويترز)
الإصابة الأخيرة التي تعرض لها نيمار أمام سانت إتيان (رويترز)
TT

سان جيرمان يجب أن يستغل غياب نيمار لبناء فريق من دونه

الإصابة الأخيرة التي تعرض لها نيمار أمام سانت إتيان (رويترز)
الإصابة الأخيرة التي تعرض لها نيمار أمام سانت إتيان (رويترز)

على الرغم من الخسارة المحبطة أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا بالجولة الخامسة قبل الأخيرة، كانت هناك أجواء احتفالية أثناء رحلة باريس سان جيرمان إلى سانت إتيان في المرحلة 15 من الدوري الفرنسي الممتاز. لم يكن سانت إتيان، الذي يعاني من الإصابات وعدم تدعيم صفوفه بصفقات قوية ومؤثرة خلال الصيف الماضي، جيداً تحت قيادة المدير الفني الفرنسي كلود بويل، حتى لو شهد أداؤه تحسناً طفيفاً في الآونة الأخيرة.
وشهدت تلك المباراة المشاركة الأولى المنتظرة للمدافع الإسباني سيرخيو راموس، وبدا الأمر كأن متصدر الدوري الفرنسي يمكنه، حتى مع استمرار غياب ماركو فيراتي، أخيراً أن يقدم المستويات المنتظرة منه التي تتناسب مع كوكبة النجوم الموجودة في الفريق. ومن المؤكد أن عدم احتلال باريس سان جيرمان لصدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا مخيب للآمال، لكن الفريق أصبح الآن لائقاً بشكل كبير وبدأ يقدم مستويات أفضل - كما يتضح من نجاح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صناعة ثلاثة أهداف في المباراة التي فاز فيها باريس سان جيرمان على سانت إتيان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهو إنجاز ليس بالسهل حتى أمام فريق يلعب بعشرة لاعبين بعد طرد أحد لاعبيه.
ربما يمكن إحراز تقدم أكبر من خلال استغلال مباريات الدوري والكأس المحلية من الآن وحتى منتصف مارس (آذار)، لتجربة كثير من الأمور الخططية والتكتيكية حتى يصل مدرب سان جيرمان ماوريسيو بوكيتينو إلى أفضل طريقة ممكنة للعب. وهناك تقارير بالفعل في صحيفة «ليكيب» الفرنسية بأن بوكيتينو يفكر في الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي: اركينيوس وبريسنيل كيمبيمبي وراموس.
على الأقل، كانت هذه هي النظرية التي يمكن تطبيقها عملياً قبل أن يتعرض نيمار لإصابة في الكاحل، وهي الإصابة التي ستبعده عن الملاعب لمدة ثمانية أسابيع. وعلى الرغم من أن هذه الإصابة ليست بخطورة إصابات الكسور في مشط القدم التي تعرض لها نيمار خلال أول موسمين له في باريس، أو مزيج الإصابات العضلية المزعجة التي جعلته لا يشارك إلا في 18 مباراة فقط في الدوري الفرنسي الممتاز الموسم الماضي، فإنها انتكاسة أخرى لبوكيتينو، الذي لا يزال محروماً تماماً من إمكانية الاعتماد على التشكيل الأساسي كما يريد بسبب الإصابات التي تعصف بعدد كبير من اللاعبين.
لا يوجد أدنى شك في أن نيمار يمتلك موهبة هائلة ويسهم بشكل كبير في إنجازات ونجاحات الفريق، خصوصاً على الصعيد المحلي، والدليل على ذلك أنه يسجل أو يصنع هدفاً كل 70 دقيقة في المتوسط منذ وصوله إلى فرنسا. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل حان الوقت لإعادة تقييم دوره كلاعب أساسي بشكل تلقائي، على الأقل خلال الموسم الحالي؟
لقد وقع نيمار على عقد جديد يبقيه في النادي الفرنسي حتى عام 2025 - سيكون قد بلغ الثالثة والثلاثين من عمره آنذاك - كما يحصل على راتب كبير للغاية، وهي الأمور التي تجعله غير قابل للمساس أو التغيير. قد يثبت نيمار أنه جزء أساسي من الفريق الموسم المقبل، مع تقدم ميسي وأنخيل دي ماريا في العمر سنة أخرى، وفي ظل احتمال رحيل كيليان مبابي خلال الصيف المقبل أيضاً. لكن إلى أي مدى يمكن للنادي أن يعتمد على لاعب لم يتمكن من خوض أكثر من 20 مباراة بالدوري في أي موسم منذ انتقاله لباريس سان جيرمان قادماً من برشلونة؟
وينطبق الأمر نفسه أيضاً على اللاعب الإيطالي ماركو فيراتي، الذي يغيب عن كثير من المباريات، سواء بسبب الإيقاف أو الإصابات. ومع ذلك، لا يوجد أدنى شك بشأن التزامه الشديد أو قدراته الخططية والتكتيكية. وعندما يكون فيراتي لائقاً، فإنه يكون قادراً على التألق في خط وسط الفريق، بغض النظر عن اللاعبين الذين يلعبون بجواره وبغض النظر عن طريقة اللعب التي يعتمد عليها الفريق، فهو قادر على القيام بكثير من الأدوار الخططية داخل الملعب والتأقلم مع اللاعبين الآخرين من حوله.
لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لنيمار، الذي يجيد اللعب كصانع ألعاب، وبالتالي سيكون من المثير للسخرية أن يتم الدفع به في هذا المركز في ظل وجود ميسي! وبالتالي، يكون من الأفضل الدفع به ناحية اليسار. يكون هذا جيداً إذا لعب الفريق بطريقة 4 - 3 - 3، في ظل المجهود البدني الكبير من جانب إدريسا غاي أو أندير هيريرا لتقديم التغطية الدفاعية اللازمة في خط الوسط، لكن هذا يعني أنه لا يوجد مكان لأنخيل دي ماريا، حيث يميل ميسي للعب في الناحية اليمنى.
وقد سبق لباريس سان جيرمان أن لعب بأربعة مهاجمين. وحتى المدير الفني الألماني توماس توخيل، المعروف عنه أنه محافظ نسبياً، كان يدفع بإدينسون كافاني أو ماورو إيكاردي جنباً إلى جنب مع مبابي في الأمام، ودي ماريا ونيمار على الأطراف، لكن كان هذا في ظل وجود خوان بيرنات وتوماس مونييه في مركز الظهير. وكان الظهير الأيمن البلجيكي أقوى في النواحي الدفاعية من أشرف حكيمي، على الرغم من القدرات الهجومية الواضحة للاعب المغربي.
وتكمن المشكلة الأساسية في أنه عندما يعتمد باريس سان جيرمان على نونو مينديز في مركز الظهير الأيسر، وأشرف حكيمي في مركز الظهير الأيمن، فإن ذلك يعني أن الفريق لا يمكنه اللعب باثنين في خط الوسط وأربعة في الدفاع، وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه مراراً وتكراراً هذا الموسم. لكن في ظل غياب نيمار، قد يفكر بوكيتينو في الاعتماد على دي ماريا بالجهة اليسرى أمام خط وسط مكون من ثلاثة لاعبين، أو مبابي على اليسار، على أن يقود إيكاردي خط الهجوم (عندما يكون لائقاً).
في الواقع، تبدو كل هذه الخيارات أكثر قبولاً من تلك التي كانت تعتمد على الدفع باللاعبين أصحاب المهارات الكبيرة بالشكل الذي كان يؤثر على قوة الفريق، خصوصاً من الناحية الدفاعية، في ظل طريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي كان يفضل بوكيتينو الاعتماد عليها عندما يكون كل من مبابي ونيمار ودي ماريا وميسي لائقين. ويقودنا هذا أيضاً للحديث عن الخيارات المتاحة بعد عودة راموس واستعادته جزءاً كبيراً من لياقته البدنية. وهل ستكون طريقة 3 - 4 - 3، التي تسمح لحكيمي ومينديز بالتقدم للأمام باستمرار للقيام بواجباتهما الهجومية، قوية بما يكفي للدفع بكل من ميسي ومبابي ونيمار في الخط الأمامي؟
ربما تكون الإجابة نعم، لكن بعد إصابة نيمار، فإن الوقت المتاح لتحقيق التوازن التكتيكي المطلوب غير متاح. وهل يستطيع بوكيتينو، وتطلعات النادي للحصول على دوري أبطال أوروبا، الانتظار وتحمل غياب اللاعب البرازيلي؟ الجواب هو مع الأسف لا. ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن أنخيل دي ماريا، وليس نيمار، هو اللاعب الذي يجب أن يبدو غريباً في حال اعتماد بوكيتينو على طريقة 4 - 3 - 3، لكن في الحقيقة كان أداء اللاعب الأرجنتيني منذ عودته إلى كامل لياقته (أحرز هدف التعادل أمام ليل، ثم قدم أداء رائعاً آخر بعد ذلك) كان أفضل من أداء نيمار، ناهيك بقدرته على اللعب في أكثر من مركز وبذله مجهوداً كبيراً داخل الملعب.
لذا، ففي حين أن مهارات ومراوغات نيمار هي التي تجذب الأنظار، فإن غيابه عن الملاعب يجب أن يكون دافعاً لبوكيتينو لكي يعيد بناء الفريق حتى يكون قادراً على المنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي يتطلب أكثر من مجرد إظهار بعض اللمحات المهارية هنا أو هناك على فترات متقطعة!



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».