بايدن يحذر بوتين من عواقب غير مسبوقة في حال مهاجمة أوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرا قاعدة أندروز الجوية إلى كنساس سيتي (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرا قاعدة أندروز الجوية إلى كنساس سيتي (أ.ب)
TT

بايدن يحذر بوتين من عواقب غير مسبوقة في حال مهاجمة أوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرا قاعدة أندروز الجوية إلى كنساس سيتي (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرا قاعدة أندروز الجوية إلى كنساس سيتي (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، إنه حذر نظيره الروسي فلاديمير بوتين من عقوبات أميركية غير مسبوقة إذا شنت القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية هجوما.
وغداة حديثهما لمدة ساعتين عبر الفيديو، اعتبر بايدن أن بوتين تلقى «الرسالة». وصرّح للصحافيين في البيت الأبيض: «أوضحت أنه إذا قام بغزو أوكرانيا، ستكون هناك عواقب وخيمة، عواقب اقتصادية لم يرَ مثلها أبدا». لكنه أضاف أن إرسال قوات أميركية لمواجهة روسيا «غير مطروح للنقاش».
وتابع: «لدينا واجب أخلاقي وقانوني تجاه حلفائنا في الناتو بموجب البند الخامس. إنه واجب مقدس. وذلك الواجب لا يشمل أوكرانيا. لكن ذلك سيعتمد على ما ترغب بقية دول الناتو في القيام به أيضا»، في إشارة محتملة إلى عدم استبعاد فكرة التدخل.
في ما يتعلق بزعم روسيا بأن توسع الناتو في الدول السوفياتية السابقة يشكل تهديدا لها، قال بايدن إن موسكو وحلفاء الناتو الرئيسيين يعملون على مستوى عالٍ «حول ما إذا كان بإمكاننا العمل على أي تسوية في ما يتعلق بخفض درجة التوتر على طول الجبهة الشرقية».
واشتدّ الضغط الدبلوماسي على بوتين مع تحذير المستشار الألماني الجديد أولاف شولتش من عواقب على خط أنابيب «نورد ستريم 2»، وهو مشروع روسي ضخم لإيصال الغاز الطبيعي إلى ألمانيا.
وكان البيت الأبيض قد أشار بعد اللقاء مع بوتين إلى أن وقف خط أنابيب «نورد ستريم 2» يمكن أن يكون جزءا من الردّ الاقتصادي، رغم أن هذه المسألة مثيرة للجدل في أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على الغار الروسي.
لكن الرئيس الروسي دافع عن حشد ما يصل إلى 100 ألف عسكري على حدود أوكرانيا، واصفًا الأمر بأنه إجراء دفاعي وسط مخاوف من انضمام الجمهورية السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في موسكو إن «روسيا تنتهج سياسة خارجية سلمية، لكن لديها الحقّ في الدفاع عن أمنها»، معتبرًا أن ترك حلف الأطلسي يقترب من حدودها بدون الردّ سيكون «تقاعسًا إجراميًا»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».