«ناسا» تُطلق تجربة الليزر التي قد تحدث ثورة بالاتصالات الفضائية

أجهزة الليزر هذه قد تؤدي إلى المزيد من مقاطع الفيديو والصور عالية الدقة من الفضاء أكثر من أي وقت مضى (سي إن إن)
أجهزة الليزر هذه قد تؤدي إلى المزيد من مقاطع الفيديو والصور عالية الدقة من الفضاء أكثر من أي وقت مضى (سي إن إن)
TT

«ناسا» تُطلق تجربة الليزر التي قد تحدث ثورة بالاتصالات الفضائية

أجهزة الليزر هذه قد تؤدي إلى المزيد من مقاطع الفيديو والصور عالية الدقة من الفضاء أكثر من أي وقت مضى (سي إن إن)
أجهزة الليزر هذه قد تؤدي إلى المزيد من مقاطع الفيديو والصور عالية الدقة من الفضاء أكثر من أي وقت مضى (سي إن إن)

قد يبدو استخدام الليزر غير المرئي في الفضاء وكأنه شيء من الخيال العلمي، لكنه في الواقع أمراً حقيقياً. يمكن أن يُحدث عرض تتابع اتصالات الليزر الخاص بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ثورة في الطريقة التي تتواصل بها الوكالة مع المهمات المستقبلية عبر النظام الشمسي، وفقا ً لشبكة «سي إن إن».
يمكن أن تؤدي أجهزة الليزر هذه إلى المزيد من مقاطع الفيديو والصور عالية الدقة من الفضاء أكثر من أي وقت مضى، وفقًا للشبكة الأميركية.
وبدأت المهمة أمس (الثلاثاء) في تمام الساعة 5:19 صباحًا بالتوقيت الشرقي كحمولة على متن القمر الصناعي لبرنامج اختبار الفضاء 6 التابع لوزارة الدفاع الأميركية من كيب كانافيرال، فلوريدا.

https://twitter.com/NASA/status/1468295999844139015?s=20

منذ عام 1958 ، استخدمت وكالة ناسا موجات الراديو للتواصل مع رواد الفضاء والبعثات الفضائية. بينما تتمتع موجات الراديو بسجل حافل بالإنجازات، فإن المهمات الفضائية أصبحت أكثر تعقيدًا وتجمع بيانات أكثر من ذي قبل.
ويمكننا اعتبار ليزر الأشعة تحت الحمراء كإصدار اتصال ضوئي للإنترنت عالي السرعة، بدلاً من الإنترنت الهاتفي البطيء بشكل محبط. سترسل اتصالات الليزر البيانات إلى الأرض من مدار متزامن مع دوران الأرض، على ارتفاع 22 ألف ميل (35 ألف و 406 كيلومترات) فوق سطح الأرض بسرعة 1.2 غيغابت في الثانية، وهو ما يشبه تحميل فيلم كامل في أقل من دقيقة.
سيؤدي ذلك إلى تحسين معدلات نقل البيانات- 10 إلى 100 مرة أفضل من موجات الراديو. ليزر الأشعة تحت الحمراء، غير المرئي لأعيننا، له أطوال موجية أقصر من موجات الراديو، لذا يمكنه نقل المزيد من البيانات في وقت واحد.
وباستخدام نظام الموجات الراديوية الحالي، سيستغرق الأمر تسعة أسابيع لإرسال خريطة كاملة للمريخ - لكن الليزر يمكن أن يفعل ذلك في تسعة أيام.
وعرض تتابع اتصالات الليزر هو أول نظام يرتبط بالليزر من طرف إلى طرف تابع لوكالة ناسا والذي سيرسل ويستقبل البيانات من الفضاء إلى محطتين أرضيتين بصريتين في جبل تيبل، كاليفورنيا، وهاليكالا، هاواي. تحتوي هذه المحطات على تلسكوبات يمكنها استقبال الضوء من الليزر وترجمته إلى بيانات رقمية. على عكس هوائيات الراديو، يمكن أن تكون مستقبلات اتصالات الليزر أصغر بما يصل إلى 44 مرة. نظرًا لأن القمر الصناعي يمكنه إرسال البيانات واستقبالها، فهو نظام ثنائي الاتجاه حقيقي.
ويتمثل الاضطراب الوحيد لمستقبلات الليزر الأرضية في الاضطرابات الجوية، مثل السحب، التي يمكن أن تتداخل مع إشارات الليزر التي تنتقل عبر الغلاف الجوي.
بمجرد وصول المهمة إلى المدار، سيقوم الفريق في مركز العمليات في لاس كروسيس، نيو مكسيكو، بتنشيط العرض التوضيحي لاتصالات الليزر وإعدادها لإرسال الاختبارات إلى المحطات الأرضية.
ومن المتوقع أن تستغرق البعثة عامين في إجراء الاختبارات والتجارب قبل أن تبدأ في دعم المهمات الفضائية، بما في ذلك محطة بصرية سيتم تركيبها بمحطة الفضاء الدولية في المستقبل. ستكون قادرة على إرسال البيانات من التجارب العلمية على المحطة الفضائية إلى القمر الصناعي، والذي سيعيدها إلى الأرض.
يعمل العرض كقمر صناعي لترحيل البيانات، مما يلغي الحاجة إلى أن يكون للبعثات المستقبلية هوائيات ذات خط رؤية مباشر على الأرض. يمكن أن يساعد القمر الصناعي في تقليل الحجم والوزن ومتطلبات الطاقة للاتصالات على المركبات الفضائية المستقبلية.
وهذا يعني أن إطلاق المهمات المستقبلية قد يكون أقل تكلفة وسيكون هناك مجال لمزيد من الأدوات العلمية.


مقالات ذات صلة

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».