إردوغان من الدوحة: نعمل على تطوير تعاوننا مع دول الخليج

أمير قطر والرئيس التركي عقدا جلسة مباحثات... وشهدا توقيع 15 اتفاقية

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله الرئيس رجب طيب إردوغان في الدوحة (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله الرئيس رجب طيب إردوغان في الدوحة (قنا)
TT

إردوغان من الدوحة: نعمل على تطوير تعاوننا مع دول الخليج

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله الرئيس رجب طيب إردوغان في الدوحة (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله الرئيس رجب طيب إردوغان في الدوحة (قنا)

أكدت قطر وتركيا، أمس، أنهما تعتزمان تعزيز العلاقات بينهما. في وقت تبحث فيه أنقرة فتح آفاق جديدة نحو دول الخليج لإنعاش اقتصادها الذي يتعرض لهزات بسبب انهيار قيمة العملة المحلية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه ماضٍ للقيام بالخطوات اللازمة لتوطيد علاقات بلاده مع دول الخليج، ترأس أمس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا، التي تُوّجت بتوقيع 15 اتفاقيات في مجالات مختلفة، تضاف إلى 80 اتفاقية وقعت في السابق.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في تغريدة له عبر «تويتر»: «يشمل التعاون الاستراتيجي بين قطر وتركيا مختلف المجالات الحيوية من اقتصاد وصناعة وأمن ودفاع وثقافة وتعليم ورياضة ونقل». وأضاف أنه بحث مع الرئيس التركي «أوجه تعميق تعاوننا بما يخدم الشعبين، كما تبادلنا الآراء حول مستجدات المنطقة والإقليم وسبل حفظ الاستقرار فيهما».
وخلال زيارته قاعدة خالد بن الوليد العسكرية، مقرّ قيادة القوات المشتركة القطرية التركية في الدوحة، أمس، قال الرئيس التركي «إن جميع شعوب الخليج هم إخوة حقيقيون لتركيا، بغض النظر عن أصولهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم».
وأضاف «لا نود على الإطلاق رؤية توترات وصراعات وعداوات في هذه المنطقة». وتابع قائلاً «نعمل على تطوير تعاوننا مع دول الخليج على أسس الاحترام والمصلحة المتبادلة».
وأردف الرئيس التركي «لا نفرّق بين الأمن والاستقرار في كل من قطر وبلدنا».
ورافق إردوغان في زيارته القاعدة، خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وخلوصي أكار، وزير الدفاع التركي.
ونقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول» تأكيده، أن بلاده وقطر توليان أهمية كبيرة لسلام وأمن منطقة الخليج بأسرها.
وعقد أمير قطر والرئيس التركي اجتماعاً ثنائياً، تبادلا خلاله الآراء ووجهات النظر حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وشملت مباحثات الرئيس التركي وأمير قطر القضايا الإقليمية والأوضاع في أفغانستان وسوريا والقضية الفلسطينية.
كما بحث الجانبان في الاجتماع سبل توطيد وتطوير علاقات التعاون الاستراتيجية بين قطر وتركيا وآفاق الارتقاء بها على مختلف الصعد، خصوصاً الاقتصاد والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن والأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية، إن أمير قطر نوّه بأهمية اجتماعات اللجنة العليا وبلقاءات مسؤولي البلدين من أجل تحقيق أهدافها في توطيد الشراكة الاستراتيجية القطرية - التركية، وعبّر عن تطلعه إلى تحقيق الاتفاقيات الجديدة بين الجانبين ما يطمح إليه الشعبان الشقيقان من مصالح في مختلف المجالات.
في حين أكد الرئيس التركي، أن هذه الدورة ستعزز التعاون المشترك القائم بين البلدين في مختلف مجالات الشراكة.
وأبرمت قطر وتركيا أمس 15 اتفاقية لتطوير علاقتهما الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن والأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة.
وشملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم في مجال إدارة الكوارث والطوارئ بين الإدارة العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية القطرية وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ بوزارة الداخلية التركية.
ومن بين الاتفاقات التي تمّ توقيعها أمس بحضور الشيخ تميم والرئيس التركي إردوغان؛ مذكرة تفاهم بين بنك قطر للتنمية وإدارة تنمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التركية، ومذكرة تفاهم أخرى بين معهد المعايير التركية، وهيئة التقييس العامة القطرية. واتفاقية تفاهم بين رابطة رجال الأعمال القطريين وهيئة الاستثمار التركية. كما أُبرمت مذكرة تفاهم بين مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية وجمعية رجال الأعمال القطرية.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، أن شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش)، قدمت عرضاً لمشاريعها من الطائرات والمروحيات أمام أمير قطر والرئيس التركي، في الدوحة أمس، حيث قدم مدير عام الشركة التركية تمل كوتيل، عرضاً لمجسمين لطائرتي «حُرجيت» و«غوك باي» تركيتَي الصنع.
وعقد الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، أمس، محادثات مع سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، حيث استعرض الجانبان «علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، لا سيما في المجالات الأمنية»، حسبما قالت وكالة الأنباء القطرية. وكان الرئيس التركي رجب إردوغان بدأ أول من أمس (الاثنين) زيارة رسمية إلى قطر برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين من تركيا.



في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.