قتلى وجرحى بانفجار دراجة نارية في البصرة

السلطات الأمنية تحقق... وإدانات عربية

عناصر أمن يعاينون حطام الدراجة النارية المفخخة التي انفجرت في البصرة أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون حطام الدراجة النارية المفخخة التي انفجرت في البصرة أمس (أ.ب)
TT
20

قتلى وجرحى بانفجار دراجة نارية في البصرة

عناصر أمن يعاينون حطام الدراجة النارية المفخخة التي انفجرت في البصرة أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون حطام الدراجة النارية المفخخة التي انفجرت في البصرة أمس (أ.ب)

أودى انفجار دراجة نارية مفخخة في مدينة البصرة جنوب العراق أمس، بحياة أربعة أشخاص على الأقل، طبقاً لإحصائية أولية أعلنتها مديرية الصحة هناك. وفيما لم تعلن السلطات المحلية أو الاتحادية تفاصيل كثيرة عن طبيعة الحادث والجهات التي تقف وراءه، أفادت مصادر الشرطة وأخرى طبية، حسب وكالة «رويترز» بإصابة 20 شخصاً في الانفجار.
وقالت خلية الإعلام الأمني إن «خبراء الأدلة الجنائية والفرق الفنية المختصة يوجدون في مكان الحادث لتحديد ماهيته وإعطاء تفاصيل أكثر»، ووعدت بإعلان تفاصيل أخرى في بيان لاحق، لكنها لم تصدر (حتى ساعة إعداد التقرير).
من جهته، أعلن رئيس اللجنة الأمنية العليا المحافظة أسعد العيدانيّ «الحداد ثلاثة أيام» في البصرة، وقال في بيان مقتضب: «بأسفٍ بالغٍ، أصاب البصرة الآمنة استهداف إرهابيّ غادر، راح ضحيته شهداء وجرحى، من المواطنين العزل». وتعهد لعوائل الضحايا بأن «القصاص العادل من المجرمين سيكون قريباً، وسنقف على كل حيثيات وتداعيات وأسباب هذا الانفجار الغاشم والجبان».
وأعلن قائد عمليات البصرة اللواء الركن علي الماجدي «امتلاك الأجهزة الأمنية خيوطاً أولية سيتم الكشف عنها قريباً بشأن منفذ حادث الانفجار الذي وقع في المحافظة اليوم، والذي أوقع عدداً من الضحايا». واعترف الماجدي بأن الحادث «ما زال غامضاً»، لكنه أكد استقرار الأوضاع الأمنية في المحافظة.
وأثار الحادث الذي جاء بعد سنوات من الاستقرار الأمني النسبي، سواء في البصرة أو بقية المحافظات، مشاعر الاستياء والخوف من إمكانية عودة أعمال العنف والتفجير التي ضربت البلاد بين عامي 2006 و2008، خصوصاً مع النشاط الذي أظهرته الجماعات الإرهابية في شمال البلاد خلال الأيام الأخيرة.
ولم يستبعد بعض المراقبين أن يكون للأزمة السياسية القائمة جراء اعتراض بعض القوى السياسية على نتائج الانتخابات دخل بتفجير البصرة وبقية أعمال العنف.
وتحت وطأة مشاعر القلق من عودة أعمال العنف في بغداد، أعلنت قيادة العمليات في العاصمة، أمس، رصدها لجسم غريب في ساحة مظفر في مدينة الصدر شرق العاصمة. وذكرت في بيان، أن «خبير مكافحة المتفجرات كشف أنها عبوة وهمية عبارة عن 10 علب عطر مع جهاز موبايل وعدّاد ملصق بلاصق ثم قام الخبير برفعها».
وردت قيادة العمليات على ما تداوله مواطنون ومواقع خبرية بشأن الاشتباه بوجود عجلة مفخخة في منطقة الكرادة ببغداد، وقالت إنها «كانت عجلة متروكة لأحد المواطنين ركنها في أحد الشوارع ضمن منطقة الكرادة دون إشعار، ما أدى إلى غلق الشارع واستدعاء الجهد الهندسي للتأكد من سلامتها». ودعت قيادة العمليات المواطنين إلى «توخي الحذر في نقل الأخبار المزيفة التي تنعكس سلباً على معنويات المواطنين وتنشر حالات الذعر والهلع في نفوسهم».
من ناحية أخرى، دانت غالبية الشخصيات الحكومية والسياسية، إلى جانب دول عربية ومجلس التعاون الخليجي حادث الانفجار. وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، إن «الحادث الإرهابي الإجرامي الذي استهدف أهلنا في ‎البصرة وفي هذا التوقيت، محاولة يائسة لزعزعة استقرار البلد».
ودان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الحادث بشدة، وأعرب عن استعداد الإقليم لاستقبال الجرحى وتقديم جميع الخدمات والرعاية الطبية اللازمة في مشافيه.
كما دانت دولة الكويت والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الحادث، وأعرب الأمين العام للمجلس نايف فلاح مبارك الحجرف عن أسفه وقدم تعازيه لأهالي الضحايا، مؤكداً «تضامن مجلس التعاون مع جمهورية العراق في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها».
واستنكرت مصر بأشد العبارات الهجوم، وأكدت في بيان أصدرته وزارة الخارجية «تضامنها الكامل مع العراق الشقيق في هذا الحادث الأليم، ودعمها لما يتخذه من إجراءات لصون أمنه واستقراره، وثقتها في قدرته على تجاوز مثل تلك الأحداث».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.