لم يكن البرازيلي جونيور ميسياس؛ الذي هاجر إلى إيطاليا عام 2011 ولم يجد سوى العمل في خدمة توصيل الطلبات للمنازل، يحلم بأن الحظ سيبتسم له ليحقق حلمه في عالم المستديرة ولو متأخراً، بتألق لافت وصعود صاروخي في صفوف فريق ميلان متصدر الدوري الإيطالي.
عام 2019؛ كان ميسياس يلعب في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، وقبلها تنقل بين أندية محلية مغمورة، فضلاً عن عمله في نقل الثلاجات والأدوات الكهربائية للمنازل.
لكن بعد بداية مشواره مع كروتوني في الدرجة الثانية والارتقاء للدرجة الأولى، سطع نجم اللاعب البالغ حاليا 30 عاماً، مما فتح له باب الانتقال إلى ميلان بطل أوروبا 7 مرات.
وينتظر ميسياس أن يلعب دوراً مهماً في مواجهة ليفربول الإنجليزي اليوم في دوري أبطال أوروبا؛ حيث يملك فريقه آمالاً ضئيلة في التأهل للمرة الأولى منذ 2013 إلى ثمن النهائي.
وقال ميسياس بعد تسجيله مرتين الأسبوع الماضي خلال الفوز على جنوا 3 - صفر: «أفكر دائماً في العمل على تطوير نفسي. اعتدت على الأمر السنة الماضية... اللعب مع فريق محترم هبط للأسف إلى الدرجة الثانية... الأمر مختلف هذه السنة؛ لأنني وجدت نفسي في فريق رائع وناد ضخم، منحني دفعة إضافية».
بفضل ميسياس الذي سجل باكورة أهداف ميلان في مرمى أتلتيكو مدريد الإسباني قبل أسبوعين، ما زال الفريق الإيطالي يتمسك بأمل قطف بطاقة العبور لثمن النهائي.
رأسيته قبل 3 دقائق من نهاية المواجهة على ملعب «واندا متروبوليتانو» في العاصمة مدريد، أعادت الروح إلى فريق كان فقد الأمل منطقياً، بعد بداية كارثية شهدت حصده نقطة يتيمة في أوّل 4 مباريات. ويلتقي ميلان مع ليفربول المتصدر والضامن للبطاقة الأولى، وهو مدرك أن فوزه قد لا يكفيه ويتعين عليه انتظار نتيجة المباراة الثانية بين أتلتيكو مدريد وبورتو البرتغالي. يتساوى ميلان بـ4 نقاط مع أتلتيكو مقابل 5 لبورتو. وقال ميسياس: «نشكر الله أننا نتحدّث عن هذا الأمر، ولولا الهدف في مدريد لكانت الأمور مختلفة تماماً». وأضاف: «عدد قليل من الناس أرادني في هذا الفريق بعد قدومي، لكن مع العمل الدؤوب أثبتُّ أحقية وجودي هنا... من الرائع أن يتحدث الناس عن قصتي، قليل منهم يعرفون ما قمت به كي أصل إلى هنا».
وُلد ميسياس في 13 مايو (أيار) 1991 في بيلو هوريزونتي، ونشأ مع نادي كروزيرو، لكنه لم يدرك الفريق الأول، مما دفعه إلى مغادرة النادي في 2011. استمر في ممارسة كرة القدم، لكن على مستوى الهواة، فيما تعقدت حياته الشخصية. كان قريباً من الموت في مناسبات عدة بسبب مشكلات متعلقة بتعاطي الكحول، لكنه عزم على الإقلاع عن كل هذا وترك البرازيل في عمر العشرين دون عائلته، للانضمام إلى شقيقه الذي سافر إلى إيطاليا.
وصل تورينو وبدأ العمل في ورشة لتنظيف الأحجار المستخرجة من المباني المهدّمة، ثم مارس وظائف صغيرة عدة؛ من بينها عامل توصيل لأدوات منزلية كهربائية. رشحه البعض بعد مباراة لفريق من المهاجرين عام 2015 للانضمام لنادي كازالي في الدرجة الخامسة، مقابل راتب بلغ 1500 يورو شهرياً إضافة إلى تكاليف الوقود لسيارته، وبالفعل تألق في صفوفه وقاده إلى الدرجة الثانية، لينتقل إلى نادي كروتوني الذي ارتقى معه للدرجة الأولى «سيري.أ» في عمر التاسعة والعشرين. في موسمه الأول في الدرجة الأولى، خاض 36 مباراة سجّل فيها 9 أهداف و4 تمريرات حاسمة، لكن فريقه هبط إلى الدرجة الثانية. قام نجم ميلان السابق والإداري الحالي باولو مالديني بضمه على سبيل الإعارة مع خيار الشراء في اللحظة الأخيرة من فترة الانتقالات، لتبدأ قصة الصعود الغريبة للاعب برازيلي اسمه جونيور ميسياس.
البرازيلي ميسياس... من عامل توصيل طلبات إلى نجم بارز في صفوف ميلان
البرازيلي ميسياس... من عامل توصيل طلبات إلى نجم بارز في صفوف ميلان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة