قمة بين بايدن وبوتين غداً وسط توتر حول أوكرانيا

يعقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، اجتماعاً عبر الفيديو (غداً) الثلاثاء، في خضم توتر متصاعد بين موسكو والغرب على خلفية اتهام الأميركيين، روسيا، بالتحضير لاجتياح وشيك لأوكرانيا.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن الرئيس بايدن سيناقش مع نظيره الروسي، 3 أمور رئيسية هي الاستقرار الاستراتيجي في العالم وبين البلدين، وقضايا الإنترنت، والقضايا الإقليمية، مشيرة إلى أن الرئيس بايدن «سوف يسلط الضوء على مخاوف الولايات المتحدة بشأن الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ويعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية».
كان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد أعلن أن المحادثات ستعقد عبر الفيديو مساء الثلاثاء بتوقيت موسكو، على أن «يحدد الرئيسان المدة التي ستستغرقها»، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.
ويأتي الإعلان عن هذا الاجتماع في غمرة توتر بين روسيا والدول الغربية حول أوكرانيا. ومنذ فترة قصيرة، حذرت العديد من الدول ووكالات الاستخبارات الغربية من التوتر القائم على الحدود الأوكرانية الروسية، كما ذهب رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش الأوكراني إلى ما هو أبعد، وتوقع أن تغزو القوات الروسية بلاده في فبراير (شباط) المقبل، داعياً الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى الاستعداد لهذا السيناريو.
وأوردت وثيقة استخباراتية أميركية «غير سرية»، تفاصيل الخطط التي أعدتها موسكو لشن هجوم عسكري يضم ما يقدر بنحو 175 ألف جندي في وقت مبكر من العام المقبل، ويقول الخبراء إن فرص الجيش الأوكراني «ضئيلة» لمواجهة الجيش الروسي.
ويؤكد المسؤولون الأميركيون، أن نيات بوتين لا تزال «غير واضحة»، وأن المعلومات الاستخباراتية لا تظهر أنه قرر تنفيذ خطة «الحرب الظاهرة»، لكن ما يقرب من نصف القوات الروسية التي سيتم استخدامها في الغزو موجودة بالفعل بالقرب من الحدود الأوكرانية، لذلك تأتي أهمية مكالمة الفيديو بين الرئيسين بايدن وبوتين، يوم الثلاثاء، في وقت تتدهور فيه العلاقات الأميركية الروسية.
وسبق هذه المكالمة، سلسلة مكالمات وأنشطة أميركية عديدة، حيث أجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، نحو 5 مكالمات مع نظرائه الأوروبيين، وكذلك الأوكرانيين، فيما اجتمع أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي مع الحلفاء الأوروبيين والأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الأسبوع الماضي، لمناقشة التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية.
وتصور المعلومات الاستخباراتية، التي تداولتها وسائل الإعلام الأميركية، الآلة العسكرية الروسية، أنها تنطلق إلى العمل وتستعد للهجوم، ويقول الخبراء إن الجيش الأوكراني لن تكون أمامه «فرصة تذكر»، لأن حوالي نصف القوات الروسية التي سيتم استخدامها في الغزو هي بالفعل بالقرب من الحدود الأوكرانية، مضيفين: «تتحرك موسكو بسرعة لبناء قوة كبيرة من جنود الاحتياط العسكريين المتعاقدين».
وفي تصريحات سابقة، قال نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة «لم ولن تعترف بسلطة روسيا على شبه جزيرة القرم»، مؤكداً أن الولايات المتحدة ودول «مجموعة السبع»، والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، اتخذوا جميعاً موقفاً موحداً بأنه «رغم محاولة روسيا الضم والاحتلال المستمر، فإن جزيرة القرم هي من الأراضي الأوكرانية»، مشيراً إلى هذا الإعلان في قمة منصة القرم في أغسطس (آب) الماضي، وكانت بلغاريا جزءاً من ذلك الاجتماع، «وأن القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا، ولن نعترف بجهود روسيا لإضفاء الشرعية على استيلائها على شبه الجزيرة واحتلالها».
في المقابل، كثفت واشنطن ضغوطها على موسكو بسبب خط أنابيب «نورد ستريم 2» لإيصال النفط الروسي إلى ألمانيا، عبر فرض عقوبات على شركة وسفينة مرتبطتين بروسيا وتعملان في المشروع. حاولت إدارة الرئيس بايدن، أكثر من مرة، ولكن دون جدوى، وقف بناء خط الأنابيب، خشية النفوذ الإضافي الذي يمنحه مشروع الطاقة لروسيا في أوروبا. وتمتلك شركة «غازبروم» الروسية العملاقة خط الأنابيب الذي يحظى باستثمارات من شركات أوروبية. وخلال الصيف الماضي، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع ألمانيا للسماح بإكمال خط الأنابيب من دون فرض عقوبات أميركية على المصالح الألمانية المشاركة في المشروع.