اغتيال ضابط استخبارات في كربلاء

بغداد وأربيل توحدان جهودهما لمواجهة «داعش»

TT

اغتيال ضابط استخبارات في كربلاء

اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية النقيب عباس كاظم عبد الواحد مدير شعبة استخبارات ناحية الحر في محافظة كربلاء. وفيما لم يصدر أي بيان عن الجهات الرسمية في المحافظة أو عن وزارة الداخلية حول ملابسات الحادث، أظهرت مشاهد مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي جثمان الضابط مضرجا بدمائه وهو ملقى على الأرض وسط دهشة المارة الذين اكتفوا بالمراقبة.
وقالت مصادر أمنية في المحافظة إن «المسلحين كانا يستقلان دراجة نارية، ونفذا عمليتهما ولاذا بالفرار مباشرة».
ويعيد حادث الاغتيال إلى الأذهان حوادث مماثلة طالت ناشطين ومثقفين في المحافظة من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الجناة، حيث اغتيل الكاتب والروائي علاء مشذوب وسط كربلاء في فبراير (شباط) 2019، ثم اغتيل في نفس العام الناشط فاهم الطائي، واغتيل الناشط إيهاب الوزني في مايو (أيار)2021.
ويقول ضابط رفيع في وزارة الداخلية فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن «وكالة الاستخبارات الاتحادية أوفدت لجنة للتحقيق في الحادث إلى كربلاء (اليوم الأحد)». وبحسب الضابط، فإن «الضابط المغدور كان يلاحق عصابة منظمة للاتجار بالمخدرات ولا يستبعد أنها متورطة بالحادث، لكن علينا انتظار نتيجة التحقيق، وسبق أن اشترك الضابط في التحقيقات في قضية القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح».
وعن أسباب إحجام السلطات المحلية ووزارة الداخلية عن الإدلاء بأي معلومات عن الحادث، ذكر المصدر أن «الحوادث ذات الطبيعة الخاصة والحساسة غالبا ما تدفع السلطات الأمنية إلى التزام الصمت لحين ورود توجيهات من جهات عليا، أظن أن حادث الاغتيال الجديد من النوع الخاص وربما متورطة فيه جماعات نافذة».
من ناحية أخرى، أكدت قيادة العمليات المشتركة، أول من أمس، الاتفاق مع وزارة البيشمركة الكردية على تنفيذ عمليات كبيرة ونوعية في مناطق الفراغات الأمنية بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان فضلاً عن الاتفاق على زيادة التنسيق الميداني بشقيه الاستخباري والعملياتي وتنفيذ ضربات جوية.
وجاء الاجتماع في إطار المخاوف من تنامي العمليات الإرهابية في مناطق شمال البلاد، وكان آخرها الهجوم الذي شنه الخميس الماضي، تنظيم «داعش» على قرية خضرجيجة التابعة لقضاء مخمور وأسفر عن مقتل 10 عناصر من قوات البيشمركة الكردية و3 مدنيين.
وقال الفريق الأول ركن عبد الأمير الشمري، نائب قائد العمليات المشتركة، لوكالة الأنباء الرسمية إن «اجتماع اليوم (أمس) بين قيادة العمليات المشتركة ووزارة البيشمركة جاء بعد سلسلة من الاجتماعات الدورية، وسبقه فتح مراكز تنسيق مشتركة في ديالى وكركوك ومخمور وغرب نينوى إضافة إلى مركزين رئيسيين في بغداد وأربيل وهذه المراكز بدأت بالعمل الفعلي، واليوم أكدنا الكثير من الأمور التي طرحها وفد رفيع من وزارة البيشمركة وقادة المحاور».
وعن أبرز مخرجات الاجتماع، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أنه «جرى بحث توحيد الجهود الأمنية والعسكرية لمواجهة هجمات (داعش) الإرهابي وتعزيز استراتيجية التعاون والتفاهم الأمني والعسكري في مناطق التنسيق الأمني بين قوات المركز والإقليم». وأشارت إلى أن «التفاهمات سادها الحرص المشترك على تأمين التراب الوطني في جميع محافظات البلاد بهمة وطنية واحدة وجرى الاتفاق على تعزيز العمل الاستخباري وزيادة التعاون في هذا الإطار بين قوات المركز والإقليم لمكافحة العمليات الإرهابية ومنع وقوعها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.