جائحة «كورونا» تحد من نفوذ الصين في المحيطين الهندي والهادي

مجموعة من السفن الحربية الصينية والروسية خلال مناورة عسكرية مشتركة في بحر اليابان (رويترز)
مجموعة من السفن الحربية الصينية والروسية خلال مناورة عسكرية مشتركة في بحر اليابان (رويترز)
TT

جائحة «كورونا» تحد من نفوذ الصين في المحيطين الهندي والهادي

مجموعة من السفن الحربية الصينية والروسية خلال مناورة عسكرية مشتركة في بحر اليابان (رويترز)
مجموعة من السفن الحربية الصينية والروسية خلال مناورة عسكرية مشتركة في بحر اليابان (رويترز)

قال معهد «لوي» للأبحاث في تقرير، اليوم الأحد، إن جائحة «كوفيد - 19» أضعفت نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإن عدم التيقن الأمني المتصاعد في المنطقة يزيد بدرجة كبيرة من خطر نشوب حرب.
وأضاف المركز المختص بأبحاث السياسة الدولية، ومقره سيدني، أن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة وقوى التوازن مثل الهند لم تكن أبداً أكثر اعتماداً على قدرات الولايات المتحدة ومدى استعدادها للإبقاء على ثقل عسكري واستراتيجي موازن لتنامي النفوذ الصيني.
وفي الوقت نفسه سعت بكين لإثناء دول جنوب شرقي آسيا عن الانضمام للتحالف الأميركي في حين تقوم بتحديث تبادلاتها العسكرية مع روسيا وباكستان بالإضافة إلى كوريا الشمالية مُشَكلة ثالوثاً هائلاً من القوى المسلحة نووياً المتحالفة مع الصين في المنطقة.
وقال التقرير: «ما إذا كان التوازن الجديد للقوى العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادي سيسهم في تحقيق الردع والتوازن الاستراتيجي، يظل سؤالاً مطروحاً»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتابع: «عمق العداء واتساع المنافسة الأميركية الصينية ووجود العديد من بؤر الصراع المحتمل يعني أن مخاطر الحرب كبيرة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1467142648368533505
وقوض أثر الجائحة رفاهة المنطقة بشكل عام وأضعف القوة الشاملة للصين.
وقال التقرير: «أصبح من غير المرجح الآن أن تتقدم الصين على منافستها في القوة الشاملة بحلول نهاية هذا العقد، ويشير ذلك إلى أنه ليس هناك شيء حتمي فيما يتعلق بصعود نفوذ الصين على مستوى العالم».
وتابع: «بل يبدو من غير المرجح بدرجة كبيرة أن تصبح الصين مهيمنة بالدرجة التي كانت عليها الولايات المتحدة ذات يوم».
وقال المعهد إن أستراليا، التي شهدت علاقاتها بالصين تدهوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، تحمّلت تنامي النفوذ الصيني بشكل أفضل من أغلب شركاء الولايات المتحدة.
وفي عام 2018 منعت أستراليا شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية العملاقة من دخول شبكة اتصالات الجيل الخامس الخاصة بها. وتدهورت العلاقات العام الماضي عندما دعت كانبيرا إلى إجراء تحقيق مستقل في منشأ فيروس كورونا، مما دفع الصين لاتخاذ سلسلة من الردود الانتقامية التجارية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».