تدريبات ومناورات عسكرية للتحالف الدولي شرقي الفرات

TT

تدريبات ومناورات عسكرية للتحالف الدولي شرقي الفرات

نفذت قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي تدريبات في قاعدة حقل الغاز «كونيكو» بريف دير الزور الشرقي، وأطلقت 10 قذائف مدفعية حية نحو أهداف ضمن منطقة صحراوية عسكرية مغلقة، وشاركت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في التدريبات تزامنت مع تحليق مروحيات قتالية وإطلاق قنابل مضيئة فوق محيط القاعدة.
وكثفت قوات التحالف مناوراتها العسكرية في المنطقة حيث شهد حقل «العمر» المجاور في 17 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تدريبات مماثلة بالذخيرة الحية وإطلاق صواريخ، وهذه القواعد تضم أكبر تواجد للقوات الأميركية والتحالف في سوريا، غير أنها تعرضت للاستهداف والطيران المسير عدة مرات خلال العام الجاري من الميليشيات الموالية لإيران، المنتشرة في القسم الجنوبي لنهر الفرات وتلك المناطق خاضعة للقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
كما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات التحالف الدولي قادمة من قواعدها في إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد الحدودي، وتعد هذه الدفعة الأولى من نوعها خلال الشهر الحالي والخامسة خلال شهر، وقال مصدر عسكري إن 30 شاحنة محملة بالمعدات والمواد اللوجيستية برفقة عدد من المدرعات العسكرية والكتل الخرسانية الإسمنتية، وصلت إلى قواعد التحالف بريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي.
في سياق متصل؛ سيرت القوات الأميركية أمس دورية عسكرية في بلدة الباغوز بمشاركة عربات عسكرية من طراز الهمبر تفقدت مركز البلدة والمجلس المحلي والنقطة الطبية، وتجولوا سيراً على الأقدام وتبادلوا الحديث مع سكان المنطقة وتمركزوا في تقاطع السوق الرئيسية على تلتها الاستراتيجية، وقال مسؤول عسكري بارز من «مجلس دير الزور العسكري»، إن الجيش الأميركي كثف دورياته في المنطقة وعلى طول بلدات ومدن الضفة الشمالية لنهر الفرات تزامنت مع تحركات مريبة للقوات السورية الحكومية والميليشيات الأجنبية الموالية لإيران.
إلى ذلك، شنت قوات «قسد» حملة أمنية واسعة طالت المعابر النهرية في بلدات جديدة بكارة ودرنج الواقعة في الضفة الشمالية لنهر الفرات، بغطاء وتنسيق جوي من طيران التحالف الدولي وأغلقت جميع المعابر الواصلة مع المناطق الخاضعة للقوات الحكومية بالضفة المقابلة أمام سفر الأهالي والحركة التجارية، كما داهمت المعابر السرية وطرقا نهرية منعاً لعمليات التهريب بين المنطقتين، وتأتي هذه التحركات مع مواصلة اللجان الأمنية السورية تسوية الراغبين في العودة لمناطق النظام في مدينة الميادين، على أن تكون بلدة البو كمال الحدودية المحطة الثانية.
من جهة ثانية، شهدت بلدة عين عيسى التابعة لمدينة الرقة شمالي سوريا أمس قصفاً صاروخياً عنيفاً أطلقه الجيش التركي من قواعده المنتشرة في منطقة «نبع السلام»، والقصف جاء بعد ساعات من اجتماع عملياتي بين ضباط من القوات الروسية ونظرائهم الأتراك في قاعدة صوامع شركراك، لضبط ومراقبة خفض التصعيد وكان الروس قد عقدوا اجتماعاً ثانياً مع قادة عسكريين من قوات «قسد» لاحتواء التصعيد بعد عملية تسلل نفذتها الأخيرة، على المناطق الخاضعة للنفوذ التركي والفصائل السورية الموالية شمال شرقي البلدة.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات «قسد» نفذت الخميس عملية تسلل بمنطقة عزيزة شمال غربي بلدة تل بالحسكة، واستهدفت قاعدة عسكرية تركية واشتبكت مع عناصر الحراسة لأكثر من ساعة متواصلة.



​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
TT

​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)

تواصل مصر استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، لتلقي العلاج، فيما تتكدس شاحنات الإغاثة الإنسانية أمام المعبر بعد تعليق إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى القطاع، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتستقبل القاهرة، بشكل يومي، أعداد من المصابين في غزة، ضمن إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، وفق مسؤول في «الهلال الأحمر» المصري، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «عدم عبور أي مساعدات للقطاع، من شاحنات الإغاثة المصطفة أمام معبر رفح، على مدار التسعة أيام الماضية».

ويُشكل معبر رفح البري (على الحدود المصرية الشرقية مع قطاع غزة) الشريان الرئيس لعبور المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

واستقبل المعبر مئات من شاحنات المساعدات المقدمة من مصر ودول عربية وأجنبية، فيما أعلنت القاهرة إعادة تأهيل المعبر لتسهيل عبور المساعدات بعد تعرضه للقصف الإسرائيلي عدة مرات.

قافلة مساعدات مصرية مقدمة إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويأتي ذلك، في وقت شدد فيه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لإنهاء الكارثة الإنسانية داخل قطاع غزة»، وقال خلال استقباله رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، كيت فوريس، الاثنين، إن «بلاده تبذل جهوداً لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، وتعمل على إيصال المساعدات للقطاع»، وفق إفادة للخارجية المصرية.

وعلّقت إسرائيل، في الثاني من مارس (آذار) الحالي، دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، بوساطة «مصرية - قطرية - أميركية».

واستقبل معبر رفح الحدودي دفعة جديدة من المصابين في غزة، لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية، وفق قناة «القاهرة الإخبارية»، التي أشارت إلى أن «المعبر استقبل نحو 30 مصاباً، و35 مرافقاً، الاثنين، في إطار الجهود الإنسانية المصرية التي تقدمها لسكان القطاع».

ورفعت مصر حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات شمال سيناء والمحافظات المجاورة لتكون جاهزة لاستقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وأكدت وزارة الصحة المصرية توافر الفرق الطبية، والأجهزة والمستلزمات، لاستقبال وإحالة المصابين، وأشارت إلى «إمداد محافظة شمال سيناء بـ150 سيارة إسعاف لاستقبال المصابين، لضمان سرعة نقل الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الصحية لها».

علاج الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء (محافظة شمال سيناء)

ورغم منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، فإن إجراءات نقل الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر ما زالت قائمة عبر معبر رفح بشكل يومي، وفق مدير الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، خالد زايد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «نقل المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية يأتي تطبيقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، بواقع نحو 50 مصاباً في اليوم».

وينص اتفاق «وقف إطلاق النار» على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بينها 50 شاحنة وقود، وتُخصّص 300 شاحنة منها لشمال القطاع.

ومنذ تسعة أيام لم تدخل قطاع غزة شاحنات إغاثية عبر معبر رفح؛ وفق زايد، مشيراً إلى أن «شاحنات المساعدات الإنسانية تصطف أمام المعبر من الجانب المصري في انتظار السماح بعبورها للقطاع»، وقال إن «فرق الإغاثة جاهزة لمواصلة جهودها لتلبية احتياجات الهلال الأحمر الفلسطيني، لدعم سكان غزة».

بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، أهمية «تضافر جهود الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر لتنفيذ (الخطة العربية)، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة أخيراً، للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة»، وأشار إلى «حرص بلاده على التعاون المثمر، مع (الاتحاد) بعدّه أكبر شبكة للمنظمات الإنسانية في العالم».

واعتمدت القمة العربية الطارئة، التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، المقدمة من مصر لتكون خطة عربية جامعة»، وتقضي بالبدء في مراحل «الإعفاء المبكر، وإعادة الإعمار، عبر مراحل»، دون تهجير للفلسطينيين.

شاحنات المساعدات المصرية تصطف قبل توجهها إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويعيد استمرار تعليق دخول المساعدات الإغاثية الوضع الإنساني في غزة إلى «المربع صفر»، وفق المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، الذي قال إن «الوضع الإنساني بالقطاع في انهيار؛ نتيجة نفاد كميات المواد الغذائية، في أغلب مناطق القطاع، وعدم توافر الوقود والكهرباء».

ويعتقد أبو حسنة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجانب الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى»، عادّاً ذلك «سياسة تحدث لأول مرة، منذ اندلاع العدوان على القطاع»، وقال إن ذلك «يُشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن الدولي».