إسرائيل: ميليشيا لـ«حماس» تعمل في لبنان بغطاء «حزب الله»

المئات منهم مدربّون على صناعة صواريخ متطورة

TT

إسرائيل: ميليشيا لـ«حماس» تعمل في لبنان بغطاء «حزب الله»

كشفت مصادر في الجيش الإسرائيلي وجود ميليشيا فلسطينية تعمل في لبنان منذ أشهر عدة وتجند مئات المقاتلين، متوقعةً أن تنضم إلى المعارك في حال نشوب جولة قتال جديدة في قطاع غزة.
وقالت المصادر إن الهدف من إقامة هذه الميليشيا هو أن تقاتل حركة «حماس» من خلال جبهتين، في قطاع غزة ولبنان، كي تعرقل الخطط الإسرائيلية ضد غزة.
وأوضحت المصادر، بحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، أن «حماس» أقامت هذه الميليشيا بشكل سري كذراع عسكرية في لبنان منذ عام 2014 بعد الحرب، وحاولت استخدامها خلال العملية الحربية التي شنتها إسرائيل على غزة، في مايو (أيار) الماضي. إذ أطلقت قذائف صاروخية محدودة باتجاه بلدات الشمال الإسرائيلية. لكنها لم تكن جاهزة لعمليات نوعية في حينه.
وأشارت المصادر إلى أن قائد حركة «حماس» في الخارج، صالح العاروري، هو مَن بادر وأشرف ووجّه لإنشاء هذه الميليشيا، وأنه في المرحلة الأولى قصد استخدام هذه القوة العسكرية من أجل إزعاج إسرائيل بواسطة إطلاق قذائف صاروخية من لبنان، لكنه طوّرها لاحقاً لتصبح قادرةً على إنشاء جبهة أخرى لها محدودة التأثير، بحيث لا تغير توازن القوى، وإنما تتيح حرف أنظار إسرائيل خلال مواجهة في غزة. وقد تم تجنيد ناشطين فلسطينيين في لبنان يتماثلون مع آيديولوجية «حماس» لهذه القوة العسكرية، وهم من منطقة مدينة صور بالأساس، ولديهم جيوب في مناطق أخرى، وفي الآونة الأخيرة انضم إليها عدد من المقاتلين اللبنانيين أيضاً.
وقالت الصحيفة إن «البنية التنظيمية في الوحدة الجديدة هرمية ومنظمة. وعلى الرغم من علاقتها بحماس في غزة، فإنها لا تخضع لها مباشرة وتتلقى الأوامر من قيادة حماس في الخارج فقط». وكشفت أن المقاتلين في هذه الوحدة تلقوا تدريبات وتأهيل على إنتاج وإطلاق قذائف صاروخية في لبنان من جهات إيرانية، وبمعرفة «حزب الله» وموافقته. وأكدت أن «حزب الله» أعطى الضوء الأخضر لإقامة هذه الميليشيا ويفرض عليها قيوداً ويحدد لها متى وكيف تطلق قذائف من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن أفراد ميليشيا «حماس» في لبنان، يعملون حالياً في صناعة ذاتية لقذائف صاروخية لأمدية تصل إلى عشرات الكيلومترات. وتتوقع «حماس» أن تكون أنواع أسلحة أكثر تطوراً في حوزة هذه الوحدة، وبينها طائرات من دون طيار.
ومع أن إسرائيل لم تولِ أهمية كبيرة لهذه القوة العسكرية الجديدة، في البدايات، فإنها عقب إطلاق قذائف صاروخية، أثناء الهجوم الأخير على غزة، بدأت بمراقبة أنشطتها بشكل أكبر. وهي تخشى أن تحصل على ضوء أخضر من «حزب الله» وإيران لإطلاق كمية كبيرة من القذائف الصاروخية من لبنان خلال التصعيد في غزة، وأن يستوجب ذلك رد فعل إسرائيلياً عنيفاً، بحيث قد يستدرج «حزب الله» إلى القتال وتتحول العملية إلى حرب على جبهتين في آن واحد. وقالت المصادر، حسب الصحيفة، إن «السيناريو الأسوأ هو أن يتم فتح معركة أخرى في الجبهة الشمالية، لا تكون إسرائيل وحزب الله معنيان بها. وبات هذا التخوف واقعياً بعد أن أطلقت حماس قذيفتين صاروخيتين من لبنان، في يوليو (تموز) الماضي، واعترضت القبة الحديدية إحداهما بينما سقطت الثانية في البحر، رغم أن حزب الله لم يصادق على إطلاقهما ويعتقد بأنه لم يتم اطلاعه بشأنهما».
يذكر أن الأبحاث التي يجريها الجيش الإسرائيلي في الشهور الأخيرة حول مكافحة النووي الإيراني تأخذ بالاعتبار احتمال أن تعتمد طهران توسيع حلقة العمليات الحربية لتشمل لبنان وسوريا وقطاع غزة. فهي تدرك أن إيران تضع في حساباتها تفعيل الميليشيات في الجبهات الثلاث رداً على أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في أراضيها. وتفحص القيادات الإسرائيلية مدى القدرة الإيرانية على تفعيل ميليشياتها في عمليات نوعية ضدها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.