نائب برلماني عن كتلة {الوفاء}: معركة الأنبار مجاملة للعبادي.. وبنادق العشائر «صينية» الصنع

شيوخ المحافظة أكدوا أن الحكومة جهزت {الحشد الشعبي} بأحدث الأسلحة

نائب برلماني عن كتلة {الوفاء}: معركة الأنبار مجاملة للعبادي.. وبنادق العشائر «صينية» الصنع
TT

نائب برلماني عن كتلة {الوفاء}: معركة الأنبار مجاملة للعبادي.. وبنادق العشائر «صينية» الصنع

نائب برلماني عن كتلة {الوفاء}: معركة الأنبار مجاملة للعبادي.. وبنادق العشائر «صينية» الصنع

حمّل قياديان سنيان أطرافا في مجلس محافظة الأنبار وقيادة العمليات فيها مسؤولية الدخول في معركة غير متكافئة في محافظة الأنبار، في وقت تم فيه تسليح عناصر «الحشد الشعبي» بأحدث أنواع الأسلحة خلال مشاركتها في معركة صلاح الدين التي لم تحسم إلا بعد تدخل التحالف الدولي بقوة.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «محافظة الأنبار تركت منذ البداية تحت رحمة الإرهاب منذ انطلاق المظاهرات الجماهيرية التي جرى النظر إليها من قبل الحكومة السابقة في ساحة الاعتصام على أنها مظاهرات فتنة، وتم التعامل مع أهالي المحافظات وقياداتها السياسية من منظور أنهم كلهم مع (داعش)، وبالتالي تركوا دون معالجة حقيقية للمشكلات والأزمات التي تظاهروا من أجلها، ومن ثم بدأ مسلسل تهميش وإقصاء من نوع آخر من خلال عدم تسليح العشائر أو منح الأسلحة لجهات كانت مقربة من السلطة، بينما يجري اتهام شيوخ العشائر ببيعها والتصرف بأموالها».
وأضاف الكربولي أن «الرمادي وأطرافها الشمالية تتعرض لهجمات شرسة ومستمرة من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محاولة لاقتحام المدينة والسيطرة عليها بالكامل هذه المرة، وهو ما تسبب بموجة نزوح جديدة من قبل أهالي تلك المناطق بسبب قلة الأسلحة والذخائر»، محملا «القيادات العسكرية في بغداد بدءا بوزيري الدفاع والداخلية اللذين كان يجب عليهما إعطاء تصور صحيح لرئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن واقع الحال هناك، بالإضافة إلى القيادات العسكرية في المحافظة والحكومة المحلية».
وبشأن مشاركة الحشد الشعبي في معركة الأنبار قال الكربولي: «إننا من حيث المبدأ ليس لدينا موقف أو اعتراض على الحشد الشعبي، لكننا قلنا ونقول إن المشكلة في الأنبار لا تكمن في الرجال حتى نستعين بجهات أخرى، بل المشكلة هي في التسليح الذي تشح به الحكومة على أهالي الأنبار، مما يجعلهم غير قادرين على مواجهة عدو منظم ويمتلك أسلحة وتجهيزات ضخمة».
وعلى الصعيد نفسه كشف عضو البرلمان العراقي عن كتلة الوفاء للأنبار فارس طه الفارس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسلحة التي جرى تسليمها من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عشائر الأنبار بهدف مقاتلة (داعش) لا تتعدى في الواقع رشاش كلاشنيكوف صيني الصنع، وهذا النوع من الأسلحة الخفيفة غير قادر على حسم معركة كبيرة في الأنبار التي هي مترامية الأطراف من حيث المساحة، ومعقدة كثيرا، بالإضافة إلى ما يمتلكه (داعش) من أسلحة ومعدات متطورة، فضلا عن ذخائر وتجهيزات يستطيع من خلالها القتال لفترة طويلة».
وأضاف الفارس أن «معركة الأنبار هي ليست أكثر من مجاملة للعبادي خلال زيارته إلى قاعدة الحبانية وقيامه بتوزيع هذه الرشاشات، بينما واقع الحال يشير إلى أن الاستعدادات لخوض معركة تحرير الأنبار ليست كافية»، مشيرا إلى إنه «بدلا من أن يحصل تقدم في هذه المعركة لو كانت هناك استعدادات حقيقية، فإن الذي حصل هو انتكاسة أمنية خطيرة، حيث تمكن (داعش) من السيطرة على منطقة البوفراج والبوعيثة بالكامل».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك وجود للحشد الشعبي في المحافظة قال الفارس: «هناك وجود رمزي إلى حد كبير للحشد الشعبي في بعض أطراف الرمادي ولكنهم لم يشاركوا حتى الآن بطلب من أهالي المحافظة وشيوخها؛ لأن أهالي الأنبار يملكون من الحشود ما يجعلهم قادرين على هزيمة (داعش) مثلما هزموه عامي 2006 و2007 حتى دون مشاركة الجيش العراقي نفسه الذي كان بأضعف حالاته، غير أن الجديد في الأمر اليوم هو تعامل الحكومة غير الصحيح مع أبناء هذه المناطق من خلال استخدام سياسات خاطئة حتى في التسليح، وهل يعقل أن يتم تزويد أبناء العشائر برشاشات صينية دون معرفة طبيعة أسلحة وتجهيزات العدو وهي من أبسط المبادئ في العلم العسكري؟». وأشار إلى أن «مشاركة الحشد بعد تجربة تكريت التي لم تحسم إلا بعد تدخل طيران التحالف الدولي تجعل من الضروري التعامل مع الأمور بمسؤولية، خصوصا أنه حتى رجال الدين الكبار، وفي مقدمتهم المرجعية، أقروا بوجود انتهاكات ورفع رايات وغيرها من الممارسات التي لا يمكن قبولها، الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر مما يسهلها».
في السياق نفسه انتقد الشيخ حميد الجميلي أحد شيوخ الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما سماه «سياسة المعايير المزدوجة على صعيد التسليح، حيث يتم تسليح الحشد الشعبي بأسلحة متطورة، وهناك دعم كامل له، سواء على صعيد الحقوق والمكتسبات، وانتقاد أي صوت يرتفع حتى ضد الانتهاكات التي تمارس من قبل بعض عناصره التي يجري تصنيفها كونهم من المندسين، بينما تترك العشائر في كل المحافظات الغربية تواجه مصيرها بنفسها، ومع ذلك تلاحقها تهم الإرهاب».
وأضاف الجميلي أن «لأهالي الأنبار ثارات لا تنتهي مع تنظيم داعش، وهم أولى بتحرير مدنهم، وبالتالي لا نريد فتح جبهة مع إخواننا في الوسط والجنوب باسم الحشد الشعبي، علما بأننا نرحب بالجيش العراقي كونه المؤسسة الرسمية بصرف النظر عن انتماءات المنتمين إليه».
من جهته، دافع المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي كريم النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن الحشد باعتباره «مؤسسة وطنية رسمية تتبع القائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره، وهو أمر لا يريد البعض استيعابه لأسباب سياسية ولا نقول طائفية، إلا من قبل البعض من السياسيين ممن لا يروق لهم تحقيق الانتصارات ضد تنظيم داعش بدءا من جرف الصخر شمال بابل وديالى ومن ثم حسم معركة تكريت، حيث امتزج الدم السني والشيعي».
وأضاف النوري أن «الممارسات التي يعيب البعض على الحشد الشعبي ارتكابها ثبت ومن خلال التحقيقات وبحضور مسؤولين من أبناء تكريت أنها ارتكبت من قبل عناصر ضعيفة النفوس، وقد تم إنزال أقسى العقوبات بمن تم اعتقاله، يضاف إلى ذلك توجيهات المرجعية الصارمة بعدم رفع أي رايات أو صور، وهي أمور تتعامل معها قيادة الحشد بجدية بالغة»، مؤكدا أن «مشاركة الحشد سواء بمعركة الأنبار أو الموصل تتوقف على قرار من القائد العام للقوات المسلحة».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم