الحكم بسجن شابة فلسطينية تعاونت مع «حزب الله» وندمت

TT

الحكم بسجن شابة فلسطينية تعاونت مع «حزب الله» وندمت

فرضت المحكمة المركزية في اللد، أمس (الخميس)، بالسجن الفعلي لمدة 30 شهراً، على شابة من مدينة الطيبة (فلسطينيي 48)، بعد إدانتها بتهمة «التخابر مع ناشط في (حزب الله)، ونقل صور ومعلومات عسكرية له في عامَي 2018 و2019». وقال القضاة إنهم فرضوا حكماً مخففاً عليها، لأنها ندمت ورفضت الطلبات الأخيرة لـ«حزب الله».
والصبية مي مصاروة (27 عاماً) من سكان مدينة الطيبة، وهي طالبة جامعية في بئر السبع. وقد تواصل معها أحد نشطاء «حزب الله» من لبنان بواسطة «فيسبوك». وحسب كتاب الإدانة، أقام نشِط «حزب الله»، الذي عرّف عن نفسه باسم «علي» من جنوب لبنان، وبعد معرفة قصيرة طلب من المتهمة تنفيذ مهام استخباراتية مختلفة داخل إسرائيل لصالح تنظيم «حزب الله» طيلة سنتين. وبناء على طلبه، التقطت 12 صورة لمركبات عسكرية في شارع 6 وفي منطقة الخليل، بالإضافة إلى معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي ومتحف السلاح البحري في «حتسريم» غرب مدينة بئر السبع، وصور أخرى للجدار الأمني في راس الناقورة، وحدائق البهائيين، وميناء حيفا.
وجاء في كتاب الإدانة أن «المتهمة أرفقت صوراً لمنظومة (القبة الحديدية) ولمعسكر آخر في الجنوب، للمدعو (علي)، بعد أن طلب منها تصوير مشهد لمدينة بئر السبع من شرفة منزلها، حتى يلحظ عاموداً يشير لوجود (القبة الحديدية)، ويطلب منها الوصول إلى مكان العامود والتقاط بعض الصور. وفي عام 2019، جرى ضم المتهمة لإحدى مجموعات (واتساب) باسم (اعرف عدوك)، وكان يطلب منها ترجمة نصوص من اللغة العبرية إلى العربية. وفي صيف العام ذاته وصلت المتهمة حاجز (إيرز) بيت حنون، شمال قطاع غزة، والتقطت صوراً لأرقام المركبات العسكرية ولبرج المراقبة هناك، وأرسلتها عبر (فيسبوك). وفي الثاني من سبتمبر (أيلول)، إثر المناوشات على الحدود مع (حزب الله)، طلب منها التقاط مجموعة صور لمستشفى (رمبام) في حيفا، ومدخل الطوارئ وغرف العمليات. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، توجه (علي) بطلب للمتهمة، وهو أن تشارك في إحدى المحاضرات لصحافي إسرائيلي بموضوع يرتبط بـ(حزب الله) وإسرائيل، وأن توجه سؤالاً للصحافي حول احتمالية نشوب حرب بين (حزب الله) وإسرائيل، وقامت المتهمة بتسجيل صوتي لسؤالها وإجابته، إذ شاركت المتهمة التسجيل مع علي. ولكنها عندئذ بدأت تندم على تورطها في هذه العلاقات، وفي نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) المذكور رفضت المتهمة الانصياع لطلب علي بتصوير معسكر جيش بالقرب من جامعة تل أبيب».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».