عقوبات أميركية على نظام لوكاتشينكو

TT

عقوبات أميركية على نظام لوكاتشينكو

فرضت الولايات المتحدة عقوبات موسعة تشمل 20 فرداً و12 كياناً وثلاث طائرات في نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو، الذي «يتجاهل بشكل صارخ» المعايير الدولية. وهذه هي الدفعة الخامسة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية المزورة في 9 أغسطس (آب) 2020. وهي اتخذت بالتنسيق مع شركاء الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بالإضافة إلى كندا.
وأصدرت هذه الجهات بياناً مشتركاً وزعته وزارة الخارجية الأميركية أفادت فيه بأن هذه الجزاءات المنسقة جاءت «رداً على الهجمات المتواصلة على حقوق الإنسان والحريات الأساسية في بيلاروسيا». وأضاف: «لا نزال ملتزمين دعم التطلعات الديمقراطية لشعب بيلاروسيا ونقف سوية لفرض تكاليف على النظام - ومن يدعمه - لجهوده لإسكات أصوات المجتمع المدني المستقل ووسائل الإعلام وجميع البيلاروسيين الذين يسعون لقول الحقيقة حول ما يحدث في بلادهم». وطالب مرة أخرى بأن يوقف نظام لوكاتشينكو على الفور وبشكل كامل تنظيمه للهجرة غير النظامية عبر حدوده مع الاتحاد الأوروبي. وقال: «يجب على أولئك الذين يسهلون العبور غير القانوني للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، في بيلاروسيا أو في دول ثالثة، أن يعلموا أن هذا يأتي بتكلفة باهظة».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن هذه العقوبات «تُظهر تصميمنا الذي لا يتزعزع على العمل في مواجهة نظام وحشي يقوم على نحو متزايد بقمع البيلاروسيين، ويقوض السلام والأمن في أوروبا، ويستمر في الإساءة إلى الأشخاص الذين يسعون فقط إلى العيش بحرية». وأوضح مكتب وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول الأجنبية، المعروف اختصاراً باسم «أوفاك» أن هذه العقوبات اتخذت «رداً على تجاهل نظام لوكاتشينكو الصارخ للمعايير الدولية ورفاهية مواطنيه»، مضيفاً أن الأشخاص المعاقبين «مكّنوا النظام من تهريب المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، وشاركوا في الحملة المستمرة ضد حقوق الإنسان والديمقراطية، ودعموا النظام مالياً».
وفرضت وزارة الخزانة أيضاً «قيوداً على التعاملات في الإصدارات الجديدة للديون السيادية البيلاروسية في الأسواق الأولية والثانوية، بما يتماشى مع الإجراءات التي اتخذها أخيراً الحلفاء والشركاء»، مشددة على التزام الولايات المتحدة «فرض تكاليف على نظام لوكاتشينكو لتمكينه من الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والاستغلال غير الإنساني للأشخاص المعرضين للخطر وتنظيم الهجرة غير النظامية والهجمات على الحريات الديمقراطية والأعراف الدولية». وقالت مديرة «أوفاك» أندريا جاكي: «تقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع شركائها الدوليين وحلفائها في فرض تكاليف على نظام لوكاتشينكو لسلوكه المؤسف، بما في ذلك تهريب المهاجرين».
وأضافت: «ستواصل وزارة الخزانة العمل مع المجتمع الدولي للتصدي للقمع والفساد والتنكر لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».