البابا فرنسيس يعبر عن «قلق شديد» حيال الأزمة في لبنان

من زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص (إ.ب.أ)
من زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص (إ.ب.أ)
TT

البابا فرنسيس يعبر عن «قلق شديد» حيال الأزمة في لبنان

من زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص (إ.ب.أ)
من زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص (إ.ب.أ)

عبّر البابا فرنسيس في أول محطة من زيارته، اليوم الخميس، إلى قبرص، عن «قلق شديد» إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، وذلك في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله.
وقال البابا في كاتدرائية سيدة النعم في نيقوسيا القديمة، وفق الترجمة إلى العربية التي وزعها الفاتيكان، «عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ووصل البابا إلى مطار لارنكا في قبرص الساعة 14:52 (12:52 بتوقيت غرينتش) في زيارة تستمر حتى صباح (السبت).
وتوجه فور وصوله إلى كاتدرائية سيدة النعم حيث تجمّع عدد من رجال الدين والراهبات وأعيان من الموارنة القبارصة للقائه. وقدمت وفود من لبنان للمشاركة في استقبال البابا بينهم صحافيون ورجال دين وراهبات ومؤمنون عاديون. وقال مسؤولون في الكنيسة المارونية إن عدد الذين قدموا من لبنان بلغ حوالي الألف.

ويعاني لبنان منذ أكثر من سنتين من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، بينما مؤسساته مشلولة ويشهد نقصاً في الخدمات والمواد الأساسية.
ووجّه البابا نداء إلى اللبنانيين الصيف الماضي، راجياً إياهم ألا يفقدوا الأمل، وداعياً إلى «حلول ملحّة وثابتة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية». كما وعد بزيارة لبنان.
ويحمل البابا خلال زيارته التي ستليها زيارة إلى اليونان مرة أخرى لواء الدفاع عن المهاجرين ويشدّد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.
ودعا البابا أوروبا إلى «التغلب على الانقسامات» و«تحطيم الجدران» و«الترحيب والاندماج»، في وقت تعاني القارة من تدفق المهاجرين إليها وترفض دول عدة استقبالهم.
وقال: «كلكم حول بحر واحد، البحر الأبيض المتوسط: بحر يروي قصصاً مختلفة، وهو مهد حضارات عديدة (...)»، مذكراً أوروبا «أنه من أجل بناء مستقبل يليق بالإنسان، من الضروري العمل معاً، والتغلب على الانقسامات وتحطيم الجدران وتغذية حلم الوحدة... نحن بحاجة إلى الترحيب والاندماج والسير معاً لنكون جميعاً إخوة وأخوات».
ومساء (الجمعة)، يترأس البابا صلاة مسكونية دعيت إليها مجموعة من المهاجرين.
وبحسب السلطات القبرصية، قد يكرّر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية في العام 2016، عندما اصطحب معه إلى الفاتيكان ثلاث عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني إلى اليونان، مشيرة إلى أن مفاوضات جارية ليصطحب معه عندما يغادر الجزيرة، عدداً من المهاجرين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».