هل تناول السوشي آمن وصحي؟

امرأة تتناول السوشي بمطعم في تشيلي (أرشيفية-رويترز)
امرأة تتناول السوشي بمطعم في تشيلي (أرشيفية-رويترز)
TT

هل تناول السوشي آمن وصحي؟

امرأة تتناول السوشي بمطعم في تشيلي (أرشيفية-رويترز)
امرأة تتناول السوشي بمطعم في تشيلي (أرشيفية-رويترز)

يعرِف قاموس «ميريام ويبستر» السوشي بأنه «أرز بارد مغطى بالخل، يتكون من أشكال مختلفة، ويزين بشكل خاص بقطع من المأكولات البحرية النيئة أو الخضار». بالتأكيد، يمكنك أن تجد السوشي مليئاً بأي مكوّن تقريباً. لكن في أغلب الأحيان، يُصنع السوشي بمزيج من الأرز والأسماك والخضراوات مثل الخيار والأفوكادو، وفقاً لمجلة «مانز هيلث».
ومع ذلك، هل السوشي مغذٍ؟
تعتمد الخصائص الغذائية للسوشي - أي مزيج المغذيات الكبيرة المقدار (البروتين والكربوهيدرات والدهون) والمغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن) - حقاً على المكونات المستخدمة. وقالت لورين ماناكير، الخبيرة ومؤلفة كتاب عن التغذية المرتبطة بالرجال: «قد يكون تناول السوشي طريقة رائعة لزيادة الدهون الصحية (مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية)، والبروتين عالي الجودة، والسيلينيوم، والكثير من العناصر الغذائية الرئيسية الأخرى».
ويُعتبر السلمون والماكريل من المصادر الرئيسية لاثنين من أكثر ثلاثة أحماض أوميغا 3 الدهنية شيوعاً - حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA). وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، فإن استهلاك ما لا يقل عن 1.6 غرام من أحماض أوميغا 3 الدهنية يومياً (للرجال فوق 18 عاماً) يساعد في دعم نمو الخلايا الصحية وقد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وأنواع معينة من السرطان.
وعند طلب مجموعة متنوعة من الأسماك المختلفة عند تناول السوشي، فإنك تتناول مجموعة متعددة من العناصر الغذائية أيضاً. تحتوي ثلاثة أونصات فقط من التونة ذات الزعانف الصفراء على 92 ميكروغراماً من السيلينيوم، والتي تمثل 167 في المائة من القيمة اليومية الموصى بها. وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، يعمل السيلينيوم كمضاد للأكسدة، وهو مهم لإنتاج هرمون الغدة الدرقية وتخليق الحمض النووي.

• هل يحتوي السوشي على الكثير من الكربوهيدرات؟
إذا كنت تخشى تناول السوشي بسبب الكربوهيدرات - وتحديداً الأرز الأبيض، والحبوب - فتؤكد ماناكير أنه لا داعي للقلق حقاً. وتشرح: «لقد حصل الأرز الأبيض على سمعة سيئة على مر السنين، لكن الأرز قد يكون جزءاً صحياً من نظام غذائي شامل».
وتوضح مانكير أن «الأرز هو مصدر للكربوهيدرات، مما يعطي دفعة جيدة من الطاقة..اعتماداً على الأرز المستخدم، يمكن تقويته بالعناصر الغذائية المهمة مثل حمض الفوليك وفيتامينات بي الأخرى».
وتضيف: «نظراً لأنك تتناول الأرز جنباً إلى جنب مع البروتين عالي الجودة والدهون الصحية (كلاهما من الأسماك)، فمن غير المرجح أن ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير».
* هل هناك أي مخاطر صحية مرتبطة بالسوشي؟
قالت ماناكير: «يمكن أن تحتوي أنواع معينة من الأسماك على كميات كبيرة من ميثيل الزئبق، وهو معدن ثقيل يرتبط ببعض الآثار الجانبية البغيضة عند تناوله بكميات كبيرة... اختر أنواعاً لا تحتوي على كمية كبيرة من الزئبق مثل السلمون والروبيان لتقليل هذا الخطر».
نظراً لأن السوشي يحتوي عموماً على سمك نيء، فإن نضارته هي أيضاً مفتاح، وتابعت الخبيرة: «تأكد من أن السوشي الخاص بك طازج وأنه يأتي من مطعم حسن السمعة».

* إذاً، هل وجبة السوشي صحية؟
خلاصة القول هي أن وجبة السوشي صحية. يحتوي هذا الطعام على بروتين عالي الجودة وأحماض أوميغا 3 الدهنية من الأسماك، بالإضافة إلى مزيج رائع من الفيتامينات والمعادن. يوفر الأرز الأبيض الكربوهيدرات للطاقة، ولن يرفع نسبة السكر في الدم بشكل كبير لأنه متحد مع الدهون والبروتين. لجعل السوشي وجبة متوازنة، أضف جانباً بعض الخضار أو سلطة الأعشاب البحرية للحصول على الألياف.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
TT

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)

«هذه هي فرنسا»، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معرباً عن فخره وسعادته بنجاح حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس أمس. وجاءت تغريدة ماكرون لتوافق المشاعر التي أحس بها المشاهدون الذين تابعوا الحفل الضخم عبر البث التلفزيوني. جمع الحفل مشاهير الرياضة مثل زين الدين زيدان الذي حمل الشعلة الأولمبية، وسلمها للاعب التنس الإسباني رافاييل نادال والرياضيين الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية ناديا كومانتشي، وتألق في الحفل أيضاً مشاهير الغناء أمثال ليدي غاغا وسلين ديون التي اختتمت الحفل بأداء أسطوري لأغنية إديث بياف «ترنيمة للحب». وبالطبع تميز العرض بأداء المجموعات الراقصة وباللقطات الفريدة للدخان الملون الذي تشكل على هيئة العلم الفرنسي أو لراكب حصان مجنح يطوي صفحة نهر السين، وشخصية الرجل المقنع الغامض وهو يشق شوارع باريس تارة، وينزلق عبر الحبال تارة حاملاً الشعلة الأولمبية ليسلمها للاعب العالمي زين الدين زيدان قبل أن يختفي.

الرجل المقنع الغامض حامل الشعلة الأولمبية (رويترز)

الحفل وصفته وسائل الإعلام بكثير من الإعجاب والانبهار بكيفية تحول العاصمة باريس لساحة مفتوحة للعرض المختلفة.

«مخالف للأعراف» كان وصفاً متداولاً أمس لحفل خرج من أسوار الملعب الأولمبي للمرة الأولى لتصبح الجسور وصفحة النهر وأسطح البنايات وواجهاتها هي المسرح الذي تجري عليه الفعاليات، وهو ما قالته صحيفة «لوموند» الفرنسية مشيدة بمخرج الحفل توماس جولي الذي «نجح في التحدي المتمثل في تقديم عرض خلاب في عاصمة تحولت إلى مسرح عملاق».

انتقادات

غير أن هناك بعض الانتقادات على الحفل أثارتها حسابات مختلفة على وسائل التواصل، وعلقت عليها بعض الصحف أيضاً، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الحفل كان «عظيماً، ولكن بعض أجزائه كان مبالغاً فيها»، مشيرة إلى مشاهد متعلقة بلوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي. واللوحة التمثيلية حظيت بأغلب الانتقادات على وسائل التواصل ما بين مغردين من مختلف الجنسيات. إذ قدمت اللوحة عبر أداء لممثلين متحولين، واتسمت بالمبالغة التي وصفها الكثيرون بـ«الفجة»، وأنها مهينة للمعتقدات. وعلق آخرون على لوحة تمثل الملكة ماري أنطوانيت تحمل رأسها المقطوعة، وتغني بأنشودة الثورة الفرنسية في فقرة انتهت بإطلاق الأشرطة الحمراء في إشارة إلى دم الملكة التي أعدمت على المقصلة بعد الثورة الفرنسية، وكانت الوصف الشائع للفقرة بأنها «عنيفة ودموية».

مشهد الملكة ماري أنطوانيت وشرائط الدم الحمراء أثار التعليقات (رويترز)

كما لام البعض على الحفل انسياقه وراء الاستعراض وتهميشه الوفود الرياضية المشاركة التي وصلت للحفل على متن قوارب على نهر السين. وتساءلت صحيفة «الغارديان» عن اختيار المغنية الأميركية ليدي غاغا لبداية الحفل بأداء أغنية الكباريه الفرنسية، التي تعود إلى الستينات «مون ترونج أن بلومز» مع راقصين يحملون مراوح مزينة بالريش الوردي اللون.

ليدي غاغا وأغنية الكباريه الفرنسية (أ.ف.ب)

في إيطاليا، قالت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»، حسب تقرير لـ«رويترز»، إن الحفل كان «حدثاً غير مسبوق، وغير عادي أيضاً. عرض رائع أو عمل طويل ومضجر، يعتمد حكمك على وجهة نظرك وتفاعلك». وشبهت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» واسعة الانتشار العرض بأداء فني معاصر، مشيرة إلى أن «بعض (المشاهدين) كانوا يشعرون بالملل، والبعض الآخر كان مستمتعاً، ووجد الكثيرون العرض مخيباً للآمال». وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، ذات التوجه اليساري، أن الحفل طغى على الرياضيين وقالت: «قدم الكثير عن فرنسا، والكثير عن باريس، والقليل جداً عن الألعاب الأولمبية»، من جانب آخر أشادت صحف فرنسية بالحفل مثل صحيفة «ليكيب» التي وصفته بـ«الحفل الرائع»، وأنه «أقوى من المطر»، واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «مبهر».

سيلين ديون والتحدي

على الجانب الإيجابي أجمعت وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل على الإعجاب بالمغنية الكندية سيلين ديون وأدائها لأغنية إديث بياف من الطبقة الأولى لبرج إيفل، مطلقة ذلك الصوت العملاق ليصل كل أنحاء باريس وعبرها للعالم. في أدائها المبهر تحدت ديون مرضها النادر المعروف باسم «متلازمة الشخص المتيبّس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافٍ له. وقد دفعها ذلك إلى إلغاء عشرات الحفلات حول العالم خلال السنوات الأخيرة.

سيلين ديون وأداء عملاق (أ.ف.ب)

وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين ديون في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر منصة «إكس» أنها «تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً».