تقرير لـ {الإفتاء} المصرية يحذر من كتاب جديد لـ«داعش» يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق

مستشار مفتي مصر لـ {الشرق الأوسط}: التنظيم ينفق أموالاً طائلة لجذب مقاتلين تحت رايته

تقرير لـ {الإفتاء} المصرية يحذر من كتاب جديد لـ«داعش» يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق
TT

تقرير لـ {الإفتاء} المصرية يحذر من كتاب جديد لـ«داعش» يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق

تقرير لـ {الإفتاء} المصرية يحذر من كتاب جديد لـ«داعش» يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق

حذرت دار الإفتاء في مصر من كتاب جديد لتنظيم داعش يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق. وقالت الدار، في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، أمس، إن «الكتيب محاولة من التنظيم لكسب رضاء المواطنين وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولا لهدمها من الداخل، لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية الفاسدة».
في حين قال مستشار مفتي مصر، الدكتور إبراهيم نجم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(داعش) ينفق أموالا طائلة لجذب مزيد من المقاتلين تحت رايته.. والكتيب الجديد يتوازى مع التحرك الكبير للتنظيم خلال الفترة المقبلة في ساحة الفضاء الإلكتروني».
وأطلقت دار الإفتاء على «داعش» اسم «دولة المنشقين عن (القاعدة) في العراق والشام»، في حملة دولية أعلنتها منتصف أغسطس (آب) الماضي، كما دشنت الدار صفحة على «فيسبوك» للرد على شبهات التنظيم. كما أفتت بأن ما يقوم به «داعش» من ترويع للآمنين وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ونهبها لا يمت للإسلام بصلة.
ويشار إلى أن «داعش» يمتلك آلة إعلامية قوية مكنته في غضون أشهر قليلة من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم، ولدى التنظيم منابر إعلامية متمثلة في «إذاعة ومواقع على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) ومجلات وصحف ونشرات.. وأخيرا دخل عالم الكتب المطبوعة». ويواصل مرصد فتاوى التكفير والآراء الشاذة والمتشددة عمله في الإفتاء المصرية، للرد عليها بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذي يجتاح العالم. ورصدت الإفتاء في تقرير أعده المرصد ونشرته على موقعها الرسمي، أمس، قيام «داعش» بتوزيع كتيب على المواطنين في الموصل، يعلن فيه أن جميع الدول العربية، عدا العراق وسوريا، «دول غير إسلامية»، ويعلن فيه وجوب هجرة جميع المسلمين والانضمام إلى «أرض الخلافة»، باعتبارها مركزا للهجرة والجهاد.
وأكد مرصد الإفتاء أن هذا «الكتيب» يأتي في محاولة منه لكسب رضاء المواطنين، وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وزرع الشقاق وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولا إلى هدم وتقويض الدول القائمة، لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية التي تعيث في الأرض الفساد.
من جهته، أكد مستشار المفتي، الدكتور نجم، أن الكتاب الجديد - بحسب ما ورد إلينا من تقارير من الموصل - جاء بعنوان «الولاء للخلافة وليس للدولة القومية»، وأن التنظيم وزعه على أهالي الموصل لجذب المزيد من المقاتلين من الشباب والفتيات تحت رايته.
وحول ما تضمنه الكتاب، أكد نجم، وهو المتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء، أن «الكتاب انتقد في جزء منه اللاجئين الذين يفرون من المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم»، لافتا إلى أن أفكار الكتاب حملت فكر «داعش» المتطرف، واستند فيه إلى أدلة وحجج واهية تخدم فكره البعيد عن وسطية الدين الإسلامي وباقي التشريعات السماوية.
وأكد تقرير مرصد الإفتاء في تعليقه على ما حواه الكتاب، أن «التكفير (عندما ذكر أن دولا غير إسلامية) قطعا يفضي إلى التناحر والتفرق، ليس فقط بين أبناء الأمة الواحدة؛ بل بين أبناء الأمم والحضارات الإنسانية المتباينة، وهو خطر داهم يستتبعه استحلال دماء وإزهاق أرواح، الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم».
وتابع التقرير أن قول «داعش» بأن المناطق الواقعة تحت سيطرتهم هي أرض الخلافة ومركز الجهاد، إنما هو تدليس في القول وتلبيس على الناس، فما من أرض دخلوها إلا وعاثوا فيها الفساد والقتل والتشريد؛ بل هم يقتلون المسلمين ويشردونهم بأضعاف ما يفعل غير المسلمين بهم، فهم لم يدفعوا بما ادعوه من جهاد عن المسلمين عدوًّا؛ بل جروا عداوة الأمم على المسلمين واستعدوهم عليهم، وزادت الأمة بما يفعلونه ضعفا.
وأوضح تقرير مرصد الإفتاء أن ما يقوم به «داعش» من أعمال إرهابية وتخريبية، وما يلحقه بالمسلمين من مفاسد في مشارق الأرض ومغاربها؛ إنما هو تكأة وذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية والإسلامية والتسلط عليها واستغلال خيراتها ونهب مواردها، بحجة ملاحقة الإرهاب أو المحافظة على المصالح الاقتصادية أو تحرير الشعوب.
واختتم التقرير بتحذير الجميع من التجاوب أو الاستماع إلى تلك الأكاذيب والأباطيل التي جاءت في الكتاب، مؤكدا أن من أعان هؤلاء (أي تنظيم داعش) على تحقيق مقصدهم وبلوغ مآربهم بأفعاله الخرقاء، فقد فتح على المسلمين وبالا وشرا، وفتح للتسلط على بلاد الإسلام ثغرا، وأعان على انتقاص المسلمين وضعف قوتهم، وتقويض دولهم ومجتمعاتهم، وهذا من أعظم الإجرام.
من جهته، أضاف نجم أن «مرصد الفتاوى التكفيرية بالإفتاء، أداة ترصدية بحثية مهمة للغاية، تستطيع من خلاله الدار متابعة ورصد مقولات التكفير وما تبثه الجماعات الإرهابية في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء المتشددة»، لافتا إلى أن «داعش» يحاول جاهدا أن يعمل في مسارين، الأول القتال في المعركة بسوريا والعراق.. والثاني الانتشار في ساحة الفضاء الإلكتروني عبر «إذاعات ومجلات إلكترونية ومواقع للتواصل الاجتماعي»، كاشفا عن اعتزام «داعش» إنفاق أموال طائلة على أذرعه الإعلامية.. وأن الفترة المقبلة ستشهد تحركا أكبر للتنظيم في الفضاء الإلكتروني.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.