رالف رانغنيك قادر على جلب هوية مبتكرة لمانشستر يونايتد

معلّم كلوب وتوخيل بنى فلسفته في التدريب من خلال صعوده من دوري الدرجة السادسة إلى دوري الأبطال

رانغنيك (يمين) كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول كلوب (غيتي)
رانغنيك (يمين) كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول كلوب (غيتي)
TT

رالف رانغنيك قادر على جلب هوية مبتكرة لمانشستر يونايتد

رانغنيك (يمين) كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول كلوب (غيتي)
رانغنيك (يمين) كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول كلوب (غيتي)

سيصبح الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر إثارة وقوة مع القدوم المرتقب للألماني رالف رانغنيك، المقرر تعيينه كمدير فني مؤقت لمانشستر يونايتد ثم مستشاراً للنادي بعد رحيل المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير. وكان لرانغنيك تأثير ناجح بالفعل على كرة القدم الإنجليزية حتى قبل قدومه، فإيمانه بالتحولات السريعة كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، كما كان مرشداً ومعلماً للمدير الفني لتشيلسي، توماس توخيل، وكان هو من منحه أول منصب تدريبي له (كمدير فني لفريق الشباب بنادي شتوتغارت).
والآن، وبعد مغازلة طويلة لكرة القدم الإنجليزية - كان رانغنيك قريباً من تولي القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي في عام 2016، ومن تولي قيادة إيفرتون في عام 2019 وتشيلسي الموسم الماضي - جاءت الفرصة لكي يضع بصمته على أحد الأندية الإنجليزية. ومن المؤكد أنه سيترك بصمة كبيرة، لأنه عودنا دائماً على أن يترك هوية واضحة على أي مكان يعمل به، فهو يتبع أسلوب لعب واضحاً ويطلب من الفرق التي يتولى تدريبها الالتزام به. لقد سبق وأن قال إن جميع المديرين الفنيين الكبار في أوروبا «يعرفون كيف تبدو كرة القدم التي يقدمونها». ولأول مرة منذ عدة سنوات، قد يتمكن مانشستر يونايتد أخيراً من قول الشيء نفسه!
بدأ أسلوب رانغنيك في اللعب عام 1983 عندما كان لاعباً ومديراً فنياً لفريق فيكتوريا باكنانغ في دوري الدرجة السادسة. وخسر فريقه مباراة ودية أمام دينامو كييف في إطار الاستعدادات للموسم الجديد، ولم يتمكن رانغنيك من مجاراة دينامو كييف الذي كان يضغط بشكل هائل على المنافس، للدرجة التي جعلته يعتقد بأن هذا الفريق يلعب بثلاثة لاعبين إضافيين أكثر من فريقه! وشكل ذلك أساس فلسفته التدريبية، التي طورها بعد ذلك مع هوفنهايم، الذي نجح في قيادته من دوري الدرجة الثالثة في ألمانيا إلى المراكز السبعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز.
وكانت فلسلته التدريبية - بالاستعانة بالإحصائيات والتحليلات المبكرة في ذلك الوقت - تعتمد على الضغط القوي، والتمرير المباشر والعمودي، والتفوق العددي في المناطق الرئيسية من الملعب، والركض المتواصل من أجل استعادة الكرة من الخصم. وقال رانغنيك في أحد المؤتمرات عن فلسفته التدريبية: «يتعين على اللاعبين الالتزام التام داخل الملعب، سواء في حال الاستحواذ على الكرة أو فقدانها، ليس من خلال الأفراد ولكن من خلال اللعب الجماعي والتحول السريع والتفكير السريع وإيجاد الحلول المناسبة بسرعة، وتمرير الكرة في غضون 10 ثوانٍ من استعادتها».
وكانت هذه الطريقة مناسبة تماماً لنادي ريد بول لايبزيغ، عندما تولى رانغنيك القيادة الفنية للفريق ثم كمدير للكرة، حيث خفض متوسط عمر لاعبي الفريق من 29 عاماً إلى 24 عاماً، وقاد الفريق من دوري الدرجة الثانية في ألمانيا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، بل والوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة في عام 2020. وانتهى المطاف برانغنيك بتولي منصب مدير الرياضة والتنمية في أندية كرة القدم الأربعة التابعة لمؤسسة «ريد بول». وتضمنت إحدى السمات المميزة له في وضع سياسة تخطيط رائعة على المدى الطويل، بحيث كان يتم استبدال أي مدير فني يرحل (عادةً لنادٍ أفضل) بسلاسة ومن دون تغيير في أسلوب اللعب. لقد أصبح رانغنيك مثالاً يحتذى به للتأثير الخططي والتكتيكي وتطوير المواهب في ألمانيا، بل ونسب إليه الفضل الأكبر في نجاح المنتخب الألماني في الفوز بكأس العالم 2014.
ويمتلك المدير الفني البالغ من العمر 63 عاماً رغبة هائلة في تطوير لاعبيه، ليس فقط من خلال مساعدتهم في الركض بشكل أسرع أو تسديد الكرة بشكل أقوى، حيث قال لي ذات مرة خلال أحد اللقاءات: «تكمن أكبر الإمكانات غير المستغلة في عقل لاعب كرة القدم». وكان رانغنيك من أوائل المديرين الفنيين الذين اعتمدوا على محللي الفيديو وعلماء النفس الرياضي لمساعدة الفرق التي يتولى تدريبها في التفوق على المنافسين. وقال رانغنيك: «العقلية تتعلق بالجهود التي تبذلها. هل ترغب في تقديم المزيد؟ وهل أنت على استعداد لتقديم كل شيء ممكن من أجل التطور والتحسن؟ وهل تريد تطوير نفسك كل يوم؟ وهل تعيش بطريقة احترافية؟ وهل تقاوم أشياء مثل الذهاب للنوادي الليلية أو تناول الكحوليات؟ وهل تريد شراء سيارة كبيرة أو أشياء أخرى لنفسك؟ إذا لم تكن لديك العقلية الصحيحة، فيمكنك أن تنسى الموهبة الموروثة الموجودة في حمضك النووي، وما تعلمته من الآخرين، وتصبح هذه الموهبة من دون فائدة ولن تساعدك في تحقيق شيء. موهبة اللاعب وحدها ستصبح بلا أهمية إذا لم يكن يتحلى بالعقليلة الجيدة».
وشبه رانغنيك دوره كمدير فني بمندوب مبيعات يحاول إقناع عميل متشكك بالحصول على السلعة. وقال ضاحكاً: «هذه هي طبيعة عمل المدير الفني، إذ يتعين عليه أن يعطي اللاعبين سبباً للاستيقاظ مبكراً كل يوم للذهاب إلى التدريبات، ولكي ينجح في القيام بذلك يتعين عليه أن يقدم لهم الحوافز اللازمة كأفراد حتى يواصلون العمل بقوة». قد يكون رانغنيك صارماً وصعباً، لكنه في الوقت نفسه يتمتع بدفء حقيقي. ويقول المدير الفني الألماني: «القيادة في العصر الحديث تتمحور حول الإقناع وخلق أسس للتحفيز، حتى تكون لدى اللاعبين الرغبة كل يوم في القدوم والتحسن. ويعتمد ذلك على الثقة والتعاطف والعلاقات الإنسانية».
قد تبدو كلمات كالفلسفة والهوية مثل الكلمات الطنانة التي تعتمد عليها الشركات في الترويج لمنتجاتها، لكن عندما يتعلق الأمر بمانشستر يونايتد فإن هذه هي الأشياء المطلوبة بالضبط لمساعدة الفريق في الخروج من مشكلاته. لقد حذر رانغنيك في الماضي من تغييرات التدريب التي تتطلب نهجاً جديداً تماماً في أسلوب اللعب والإدارة وإبرام التعاقدات الجديدة. وكان هذا هو الأسلوب الذي اتبعه مانشستر يونايتد منذ رحيل السير أليكس فيرغسون في عام 2013.
يعرف رانغنيك أن الأمر يستغرق بعض الوقت لكي يحدث تغيير حقيقي داخل النادي. ويتضمن اتفاق مانشستر يونايتد معه أن يعمل كمستشار للنادي لمدة عامين على الأقل لمنع النادي من تكرار أخطاء الماضي. وتكمن المفارقة في أنه بعد ثلاث سنوات من بدء مانشستر يونايتد في البحث عن مدير كرة قدم، استقر النادي على التعاقد مع أحد أفضل مديري الكرة في العالم، لكنه عينه كمدير فني وليس كمدير للكرة! وبالتالي، فإن أهم عمل قد يقدمه رانغنيك لمانشستر يونايتد قد يأتي بعد نهاية هذا الموسم!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.