تونس تطلق حملة دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي

إجراءات أمنية «استثنائية» بالمناطق السياحية

تونس تطلق حملة دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي
TT

تونس تطلق حملة دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي

تونس تطلق حملة دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي

اتخذت تونس إجراءات أمنية «استثنائية» بالمناطق السياحية، وقررت إطلاق حملة دعاية دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي الذي بات مهددا منذ هجوم دموي استهدف متحف «باردو» الشهير وأسفر عن مقتل 21 سائحا أجنبيا، وشرطي تونسي، حسب ما أعلنت وزيرة السياحة سلمى الرقيق اليوم الجمعة.
وأعلنت وزيرة السياحة في مؤتمر صحافي، أن السلطات قررت اتخاذ إجراءات أمنية «استثنائية وشديدة» بالمناطق السياحية في البلاد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت إنه «تم اتخاذ إجراءات أمنية مهمة جدا» لتأمين زيارة اليهود السنوية إلى كنيس الغريبة (أقدم معبد يهودي في أفريقيا) بجزيرة جربة (جنوبي شرق)، المقررة يومي 6 و7 مايو (أيار) المقبل.
وأضافت أنه «بداية من 12 أبريل (نيسان) الحالي سيتم إطلاق حملة دعاية عالمية للسياحة التونسية بمشاركة شخصيات معروفة».
وتعتبر السياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي؛ إذ تساهم بنسبة 7 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، وتشغل، وفق وزيرة السياحة، 400 ألف شخص بشكل مباشر، وهي من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة.
وفي 18 مارس (آذار) الماضي، هاجم مسلحان برشاشي كلاشنيكوف سياحا أجانب عندما كانوا ينزلون من حافلات أمام متحف «باردو» الشهير ثم طاردوهم داخل المتحف وقتلوا منهم 21، إضافة إلى رجل أمن تونسي، قبل أن تقتلهما الشرطة.
ونسبت الحكومة الهجوم إلى «كتيبة عقبة بن نافع»، المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، مع أن تنظيم «داعش» تبناه. وكان ذلك أول هجوم يستهدف سياحا أجانب في تونس منذ 13 عاما.
ففي 11 أبريل من عام 2002 قتل 14 سائحا ألمانيا وسائحان فرنسيان و5 تونسيين عندما هاجم انتحاري تونسي بشاحنة محملة بالغاز كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة. ونفذ تونسي مقيم بفرنسا الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة، وألحق الهجوم أضرارا كبيرة بقطاع السياحة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.