كشفت الشرطة الكورية الجنوبية عن أن أحد المتسللين تمكن من الوصول إلى الكاميرات الأمنية المنزلية وغيرها من الأجهزة «الذكية» في البلاد، ثم سرق فيديوهات لأشخاص عندما كانوا عراة أو يمارسون العلاقة الحميمة وباعها عبر الإنترنت، وفقاً لصحيفة «التايمز» البريطانية.
ويعدّ الهجوم الإلكتروني على المنازل الخاصة في كوريا الجنوبية أحدث مثال على كيفية تعرض المجتمعات ذات الأجهزة المنزلية الذكية المتصلة بالإنترنت لأنواع جديدة من الجرائم.
كُشف عن عملية الاحتيال من قبل موقع أخبار التكنولوجيا «آي تي شوسون»، الذي تظاهر مراسله بأنه عميل محتمل واتصل بالمتسلل المزعوم، الذي لم يُكشف عن اسمه. وفقاً للموقع الإلكتروني، أرسل المخترق قائمة بـ«مئات المجمعات السكنية» التي تمكن من اختراقها مقابل عُشر عملة «بيتكوين»؛ أي نحو 4300 جنيه إسترليني.
وعبر شبكة الإنترنت المظلمة، وهي جزء من الإنترنت الذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال برامج خاصة، باع المتسلل مقاطع فيديو وصوراً من كاميرات الأمن الرقمية إلى الأنظمة التي تمكن من الوصول إليها عبر الإنترنت. وفقاً لـ«آي تي شوسون»، فقد تضمنت مشاهد لأشخاص عراة وآخرين يمارسون العلاقة الحميمة.
تحتوي العديد من الشقق الجديدة في كوريا الجنوبية على ميزات، مثل الأقفال الأمنية والأضواء والثلاجات والغسالات ومكيفات الهواء التي يمكن التحكم فيها عبر الإنترنت. يحتوي بعضها أيضاً على كاميرات أمنية، تهدف إلى السماح للسكان بمراقبة الغرباء من بُعد. ويبدو أن المتسلل تمكن من اختراق هذه الكاميرات.
قال كيم نام سيونغ، من وزارة العلوم والتكنولوجيا، لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»: «هذا الحادث يجذب انتباه الجمهور حيث جرى اختراق أجهزة لوحة الحائط، وليس أجهزة الكومبيوتر المنزلية أو الهواتف الجوالة، وانتهاك خصوصية المنازل على نطاق واسع». وتابع: «كما يسلط الضوء أيضاً على أهمية تجنب المستخدمين كلمات المرور السهلة، وضرورة تنزيل التحديثات المرتبطة بالأمان بانتظام واستخدام المنتجات المعتمدة من الحكومة».
وتتمتع كوريا الجنوبية بأحد أعلى معدلات استخدام الإنترنت في العالم، لكن الجرائم الإلكترونية شائعة فيها. في عام 2019، كسرت الشرطة حلقة إباحية كانت تحتوي على كاميرات مخفية في عشرات الفنادق في كوريا الجنوبية وسجلت فيديوهات لـ1600 شخص يمارسون العلاقة الحميمة جرى بيعها عبر الإنترنت إلى العملاء الذين يدفعون مقابلها.
عُثر على كاميرات صغيرة مع عدسات بعرض مليمتر واحد في 42 غرفة في 30 فندقاً صغيراً في 10 مدن كورية جنوبية. كانت الكاميرات مخبأة داخل مجففات الشعر، ومقابس الحوائط، وأجهزة التلفزيون الرقمية، واستخدمت لبث صور الأفراد، والأزواج، عبر موقع ويب على الإنترنت على مدار 24 ساعة في اليوم.
وتحدث تقرير صدر هذا العام عن «هيومن رايتس ووتش» عن «وباء» جرائم الجنس الرقمية، حيث يستخدم الرجال كاميرات تجسس صغيرة لالتقاط صور غير أخلاقية للنساء دون موافقتهن، وأحياناً لأغراض الابتزاز أو البيع من أجل الربح على المواقع الإباحية.