اليوم... «مونديال العرب» ينطلق في الدوحة بعد غياب 9 سنوات

البطولة ستشهد اختبار تقنية جديدة لكشف حالات التسلل

استاد البيت أحد الملاعب التي ستحتضن المباريات (الشرق الأوسط)
استاد البيت أحد الملاعب التي ستحتضن المباريات (الشرق الأوسط)
TT
20

اليوم... «مونديال العرب» ينطلق في الدوحة بعد غياب 9 سنوات

استاد البيت أحد الملاعب التي ستحتضن المباريات (الشرق الأوسط)
استاد البيت أحد الملاعب التي ستحتضن المباريات (الشرق الأوسط)

تشهد العاصمة القطرية الدوحة، اليوم (الثلاثاء)، انطلاقة منافسات النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب، بمواجهة ستجمع قطر صاحبة الأرض والجارة البحرين على ملعب البيت المشيد بطراز الخيمة العربية الذي يعد أحد الملاعب التي ستستضيف «مونديال 2022»، وثاني أكبر ملاعب البلاد من حيث السعة.
وستدشن انطلاقة منافسات البطولة حفل افتتاح يتضمن عروضاً موسيقية، وإطلاق ألعاب نارية، إضافة إلى فقرة تستعرض تاريخ المنطقة العربية. وتسعى قطر من خلال استضافتها البطولة العربية التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمرة الأولى إلى أن تكون هذه النهائيات بمثابة بروفة مصغرة لكأس العالم التي ستستضيفها العام المقبل.
وتسبق مباراة الافتتاح الرسمية مواجهتان بين تونس وموريتانيا، والعراق وعمان، فيما تعقبها مباراة بين سوريا والإمارات اللذين سبق أن التقيا مؤخراً ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال.
وتعود كأس العرب بثوبها الجديد بعد غياب 9 سنوات، في ضيافة قطرية لستة عشر منتخباً يتواجهون على 6 من الملاعب المونديالية الثمانية.
وإلى جانب البيت، تقام المباريات على استادات أحمد بن علي، الجنوب، الثمامة، المدينة التعليمية و974، وصولاً إلى النهائي المحدد في 18 ديسمبر (كانون الأول)، تزامناً مع اليوم الوطني لقطر في استاد البيت نفسه.
ويتطلع الإسباني فيليكس سانشيس، مدرب المنتخب القطري، اليوم، لمصالحة الجماهير العنابية بعد نتائج مخيبة مؤخراً في التصفيات المونديالية التي شاركت فيها قطر بصفتها منتخباً زائراً.
ويُعد المنتخب القطري من بين أكثر المنتخبات جاهزية واكتمالاً للصفوف، في الوقت الذي أكد اللاعب عاصم ماديبو أن البطولة ليست لتعويض النتائج السابقة للعنابي، مشيراً إلى أن كل المنتخبات المشاركة حظوظها متساوية في الظفر باللقب.
واكتفى المنتخب القطري طيلة 58 عاماً بمشاركتين فقط في بطولات كأس العرب التسع السابقة، فظهر للمرة الأولى في كأس العرب الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985، وحلّ رابعاً، فيما جاء وصيفاً للنسخة السابعة التي استضافها على أرضه عام 1998.
ومن جهته، يدخل المنتخب البحريني المنافسات بنوايا تحقيق إنجاز جديد في الدوحة، حيث أحرز لقبه الخليجي الأول عام 2019. وبعد 6 مشاركات سابقة أعوام 1966 و1985 و1988 و2002 و2012، حل المنتخب البحريني وصيفاً مرتين في 1985 و2002، ويأمل حالياً بلقب جديد، بعد كأس غرب آسيا في العراق عام 2019، وبعدها مباشرة اللقب الخليجي في الدوحة.
وفي المجموعة عينها، يعود منتخب «أسود الرافدين» إلى كأس العرب الذي يحمل 4 من ألقابها (رقم قياسي)، قادماً من الدور الحاسم لتصفيات المونديال الذي تضاءلت فيه تماماً آماله في خطف إحدى بطاقتي التأهل المباشر.
ودفعت النتائج المخيبة المدرب الهولندي ديك أدفوكات إلى الاستقالة من منصبه قبل أسبوع من كأس العرب التي كان يريد التعويل عليها بظهور أفضل قد يخفف من كاهل الضغوطات الراهنة.
وقال مدربه الجديد المونتينيغري جيليكو بتروفيتش: «قد يكون تفكير الجمهور أننا نشارك من أجل كأس العرب فقط، لكن الواقع أنها محطة للاستعداد الأمثل للمستقبل».
وفي الاختبار الأول، سيواجه العراق منتخب عمان، المشارك للمرة الأولى في تاريخه بكأس العرب، على الرغم من الجدل الذي رافق مشاركة فريق لعب باسمه في النسخة الثالثة عام 1966 في بغداد، وخسر أمام ليبيا بنتيجة قياسية (0-21).
ولا يعترف الاتحاد العماني لكرة القدم بالمباراة، ذلك لأن الفريق الذي شارك في كأس العرب قبل 55 عاماً تألف من طلاب يدرسون في الخارج.
وفي المجموعة الثانية، تبحث تونس عن لقبٍ ثانٍ بعد الافتتاحي عام 1963، بمواجهة موريتانيا التي تعول على نهضتها الأخيرة ببلوغها النهائيات الأفريقية مرتين توالياً.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن كأس العرب التي ستنطلق اليوم ستشهد اختبار تقنية جديدة «نصف آلية» لكشف حالات التسلل، تمهيداً لإمكانية استخدامها نهاية العام المقبل في كأس العالم 2022 التي تستضيفها الدولة الخليجية.
وتهدف هذه التكنولوجيا إلى زيادة الموثوقية، وتسريع اكتشاف التسلل، وسبق أن تم اختبارها «في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا»، لكنها كانت تنتظر بدايتها في بطولة كاملة، وفقاً ليوهانس هولتسمولر، مسؤول قسم الابتكار في «فيفا».
وأطلق على التكنولوجيا «نصف آلية» (سيمي - أوتومايتد) لأن القرار النهائي في احتساب التسلل من عدمه يبقى في نهاية المطاف من صلاحية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)، خلافاً لتكنولوجيا خط المرمى التي تحدد بشكل جازم تجاوز الكرة للخط.
وتعتمد التقنية الجديدة على كاميرات في سقف الملعب، يتراوح عددها بين 10 و12، وذلك لمتابعة اللاعبين، ومساعدة الحكام على تقدير نقطتين حاسمتين: اللحظة التي يتم فيها تمرير الكرة أو لمسها، وموقع كل جزء من أجزاء أجسام اللاعبين المعنيين، استناداً إلى خط التسلل الوهمي.
وستُنقل البيانات التي تم جمعها، في الوقت الفعلي تقريباً، إلى خلية حكم الفيديو المساعد، والقرار النهائي يكون دائماً على عاتق الحكم نفسه، بحسب ما شدد عليه الاتحاد الدولي للعبة.
وتشكل كأس العرب التي تتوزع مبارياتها على 6 ملاعب بمشاركة 16 منتخباً، وتستمر حتى 18 ديسمبر (كانون الأول)، بروفة مهمة لاختبار هذه التكنولوجيا التي ترتكز على 29 نقطة من جسم اللاعب، وبياناتها المرسلة إلى «في إيه آر» ليست متأخرة سوى بفارق نصف ثانية عن الوقت الفعلي.
وإذا أثبتت التجربة نجاحها، فمن المحتمل أن تتم الموافقة على استخدامها في «مونديال 2022» خلال الاجتماع السنوي لمجلس «فيفا» في مارس (آذار) المقبل.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.