كريم عبد العزيز: الأفلام لا تباع بوسامة الممثلين

قال الفنان المصري كريم عبد العزيز، إنه اضطر للاعتذار عن عدم تأدية أدوار عديدة عُرضت عليه في بداياته كممثل، حتى لا يقع أسيراً لنوعية محددة من الأدوار الكوميدية أو الرومانسية أو الأكشن، انتظاراً لأعمال تحقق له نقلة على مستوى فني آخر، منوها بأنه كان يضع نصب عينيه تجارب الممثلين الكبار على غرار عادل إمام، ونور الشريف وأحمد زكي، ومحمود عبد العزيز على مستوى اختياراتهم الفنية.
ولعب كريم بطولة 25 فيلماً منذ بدايته و8 مسلسلات ومسرحية واحدة هي «حكيم عيون»، وكشف خلال ندوة تكريمه أمس، في مهرجان القاهرة السينمائي، أنه يستعد لتصوير مسلسل «الاختيار3» أمام أحمد السقا وأحمد عز، لعرضه في شهر رمضان المقبل.
وأكد عبد العزيز أنه لا يوجد عمل بلا صعوبات، وفي مجال الفن فإن الممثل يسعى لإثبات نفسه في البداية، ثم لتقديم أعمال تؤكد موهبته، وحينما يحقق قدراً مما يطمح إليه يكون عليه أن يحافظ على ما حققه ويضيف إليه، وألا يهبط بمؤشر أعماله، كما اعتبر فكرة وضع الممثل في إطار محدد أزمة كبيرة، لأن الممثل لا يمكن أن يفرض نفسه على المخرج، وعليه أن يتمسك بقناعاته، وألا يرضخ لضغوط قبول أعمال لمجرد الوجود.
وعن مدى إحساسه بما حققه من نجومية، قال كريم: «من الأمور المهمة في الفن هو ألا يشعر الممثل بهذه النجومية، وما زلت أذكر جملة مهمة قالها لي والدي المخرج محمد عبد العزيز في بداياتي الفنية: (نحن لم نخترع السينما بل ورثناها عن مبدعين سبقونا، عملوا كثيراً للحفاظ عليها، وعلينا أن نحافظ عليها لنسلمها لأجيال قادمة)، وأرى أن احترام العمل الفني، والوقت، والعمل والناس، كل ذلك يحافظ على السينما».
وعبّر النجم المصري عن فخره بنشأته في بيت فني: «والدي المخرج الكبير محمد عبد العزيز نعمة كبيرة من الله، وقد علمني أن أقول رأيي وأختار طريقي، ثم جاءت دراستي للإخراج بمعهد السينما لتفيدني كثيراً في مجالي كممثل».
وكان كريم قد درس الإخراج في معهد السينما رغم بدايته المبكرة ممثلاً منذ طفولته في أفلام والده، منها «المشبوه»، و«البعض يذهب للمأذون مرتين»، إلا أنه قرر دراسة الإخراج، وقال خلال حواره في المهرجان: «إن حلمي بممارسة الإخراج لم يمت، لكنني لا أضع خطة ولا موعداً لذلك، وربما لو فكرت في إخراج فيلم قصير سأختار قضية التحرش لطرحها من خلاله».
ونفى عبد العزيز تدخله في عمل المخرجين أو المؤلفين خلال الأعمال التي يقدم بطولتها: «لا أتدخل في السيناريو أو الإخراج، لكنني أقول وجهة نظري في العمل، وعادة أقرأ السيناريو مرتين؛ الأولى أتتبع فيها طريقة حكيه ورؤية كاتبه ومدى شغفي بسرعة استكماله، وفي المرة الثانية أراجع الشخصيات بالفيلم، وأنا ليس لدي مانع في التعامل مع مخرجين أو كتاب جدد».
وارتبطت مسيرة كريم عبد العزيز الفنية بعدة مخرجين، بداية من شريف عرفة (اضحك الصورة تطلع حلوة)، و(عبود على الحدود) وساندرا نشأت (حرامية كي جي تو)، و(حرامية في تايلاند)، والمخرج أحمد نادر جلال في (أبو علي)، و(واحد من الناس)، و(في محطة مصر)، ومروان حامد (الفيل الأزرق1 و2) - (كيرة والجن)، وعن ذلك يقول: «كل مخرج عملت معه ترك معي بصمة كممثل، ولا يوجد مخرج لم يضف لي، لأنه عادة يرى الممثل من زاوية مختلفة قد لا يراها هو في نفسه».
وأعرب كريم عن سعادته بتكريمه ووصفه بأنه أكبر تكريم ناله، خصوصاً بعد تتويجه بجائزة تحمل اسم «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة، قائلاً: «لقد شعرت أن 25 عاماً في الفن منذ بداياتي مرت سريعاً وكأنها خمس سنوات، لكن سرعة مرور الزمن لا تمثل لي أزمة، كما أن الفيلم لا يباع بوسامة الممثل، ولم أعتمد عليها لأنها لن توصلني لشيء».
وقال عن صديقه ماجد الكدواني، «إنه أخي وصديقي وحبيبي، وهو إنسان صادق ورائع». كما أكد اعتزازه بالأعمال التي جمعته بنجمات جيله على غرار هند صبري ومنة شلبي، ومنى زكي التي فوجئ بتقديمها له على المسرح في حفل الافتتاح.
فيما قال الناقد طارق الشناوي، الذي أدار الحوار معه، وألّف كتاباً عنه بعنوان «واحد من الناس»، إن كريم ممثل متعدد الوجوه، ولا يراهن سوى على الممثل بداخله ولديه قدرة كبيرة على أن يصدقه الجمهور في مختلف الأنماط الدرامية (الطيب، وابن الباشا، وابن البلد) وهذا لا يرتبط فقط بملامحه، بل بإحساس الممثل وقدراته التي يتمتع بها.