الأزهر يتصدى لـ«مجاهدات داعش» بمؤتمر عالمي عن المرأة

الطيب التقى باحثات شرعيات ودعاهن للانتشار بالأندية

الأزهر يتصدى لـ«مجاهدات داعش» بمؤتمر عالمي عن المرأة
TT

الأزهر يتصدى لـ«مجاهدات داعش» بمؤتمر عالمي عن المرأة

الأزهر يتصدى لـ«مجاهدات داعش» بمؤتمر عالمي عن المرأة

يعتزم الأزهر عقد مؤتمر عالمي عن المرأة يتصدى فيه لتجنيد تنظيم داعش للنساء والزواج بالقاصرات عبر المواقع الإلكترونية، ويفند مخاطر انضمام الفتيات وطالبات المدارس والجامعات للتنظيم الإرهابي، وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب خلال لقائه الباحثات الشرعيات بالأزهر أمس، إنه «يدعم وبكل قوة دور المرأة في العمل الدعوي، لتوضيح مزاعم الجماعات المتطرفة التي لا تمت للإسلام بصلة».
في غضون ذلك، أكدت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر أمس، أن «الطيب طالب وفد الباحثات بالانطلاق في اﻷندية ومراكز الشباب، لتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار المتطرفة وتوعية الفتيات بالابتعاد تماما عن أي فكر غير الفكر الوسطي»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر العالمي للمرأة، من المقرر تنظيمه خلال الفترة المقبلة، وسيتناول المخاطر التي تتعرض لها المرأة والفتيات من جراء الانضمام للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش، أو الزواج من عناصر التنظيم الإرهابي عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر».
وتثير ظاهرة النساء المقاتلات في صفوف «داعش» ويطلق عليهن التنظيم اسم «المجاهدات» الكثير من التساؤلات حول هؤلاء المقاتلات، خاصة بعد وجودهن اللافت للنظر في صفوف «داعش»، إضافة إلى اكتشاف بعض الشبكات التي تعمل على تجنيد النساء والفتيات للانضمام إلى التنظيم من عدة دول، فضلا عن الزواج بهن. وتقول المصادر بمشيخة الأزهر، إن ما يحدث للنساء في تنظيم داعش فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، فتحولت من كائن رومانسي إلى قاتل إرهابي، يتم استغلال جسدها - من دون زواج رسمي - مع وعدها بالجنة بدعوى أن ما تقوم به جهاد في سبيل نصرة الإسلام.
وتابعت المصادر أن «الطيب أكد للباحثات الشرعيات، أن هناك من زيف مفهوم الجهاد وعبث بعقول بعض الشباب والفتيات، مستخدما لافتات براقة تحمل تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة، وضم الدول الإسلامية تحت راية واحدة باسم الجهاد في سبيل الله، مشددا على أن الجهاد إذا كان من أجل السيطرة على الآخرين كان جهادا في سبيل الشيطان وإشباع رغبة النفس، وإذا كان من أجل التمدد في شؤون الآخرين والتدخل في أمورهم وتقسيم الشعوب لشطرين لم يكن جهادا، وإنما نوع من التسلط والظلم».
وحذر الأزهر من إطلاق اسم «الدولة» و«الخلافة الإسلامية» على التنظيم الإرهابي، وأطلقت هيئة كبار العلماء في مصر على «داعش» اسم «دولة المنشقين عن (القاعدة)».
ويرفض الأزهر نعت «داعش» بـ«الإسلامي»؛ قائلا إن هذه التسمية «تنفذ أجندة استعمارية تسعى لتفكيك الوطن العربي والإسلامي، وتحاول صنع صورة مغلوطة ومشوهة ومفزعة عن الإسلام والمسلمين الذين يستنكرون كل هذه الممارسات الوحشية والإجرامية».
وسبق أن أفتت دار الإفتاء المصرية، بأن الدعوات التي أطلقها تنظيم داعش للزواج بالفتيات عبر «الفيديو كونفرانس» لا تجوز شرعا، ومخالفة للشريعة الإسلامية، محذرة الفتيات من أن هذه الزيجات سوف تجر عليهن الكثير من الويلات وتدخلهن دائرة التطرف والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ولا رسوله.
وكان مرصد فتاوى التكفير والآراء الشاذة بدار الإفتاء، قد رصد مؤخرا دعوات أطلقها «داعش» عبر مواقعه الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وجهها للفتيات للزواج بعناصر متطرفة بالتنظيم عن طريق «الفيديو كونفرانس» تمهيدا لسفرهن إلى مناطق وجود التنظيم الإرهابي.
من جهته، أكد الطيب خلال لقائه الباحثات الشرعيات أمس، أن «فضائية الأزهر سوف تنطلق خلال أشهر قريبة؛ لبيان منهج الإسلام الوسطي بعيدا عن الإفراط والتفريط، وأنه سيتم الاستعانة بكن للعمل بالقناة التي سنخاطب بها الناس برسالة الأزهر التي تقوم على الحوار والرأي والرأي الآخر»، موضحا «إننا لا نعادي أحدا؛ ولكننا ننتقد الأفكار التي تشذ عن سماحة الإسلام واعتداله».
في السياق نفسه، قارب الأزهر على الانتهاء من مرصده الإلكتروني، الذي أنشأه بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، لرصد ما يبثه تنظيم داعش الإرهابي من رسائل وأفكار موجهة إلى الشباب والفتيات والرد عليها بنفس لغتها، وقالت المصادر المسؤولة نفسها في مشيخة الأزهر، إن «هدف المركز يتوازى مع مؤتمر الأزهر العالمي عن المرأة، لتحصين النساء والشباب والفتيات وحمايتهم من الانخداع والوقوع في شرك هذه الجماعات الإرهابية ومن ينهج نهجها»، لافتة إلى أن «المركز سيكون أداة بحثية مهمة لمتابعة مقولات التكفير والتطرف والعنف وتجنيد النساء واستخدام الأطفال في العنف على شبكة الإنترنت، والرد عليها بشكل فوري، للعمل على الحد من هذا الفكر الداعشي، الذي يسعى لتشكيك الشباب والفتيات في ثوابت الدين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.