«أوميكرون» يحدث تصدعاً في حكومة إسرائيل

أحدث النقاش حول مواجهة المتحول الجنوب الأفريقي الجديد من فيروس كورونا، أوميكرون، إلى تصدع وتوتر شديدين في الحكومة الإسرائيلية. لكن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، تمكن من حسم الخلافات باتخاذ عدة إجراءات بالأكثرية، وبينها إغلاق مطار بن غوريون الدولي أمام السياح الأجانب والعودة إلى قسم كبير من إجراءات الوقاية القاسية، وقال: «نحن على حافة الإعلان عن حالة طوارئ جديدة».
وكانت إسرائيل قد اكتشفت حالة واحدة فقط من المتحورة الجنوب الأفريقية الجديدة «أوميكرون»، ولكنها كانت كافية لتتخذ الحكومة قراراً بقبول توصيات اللجنة الوزارية لشؤون كورونا، بهذا لشأن. وأبرزها: إغلاق المعابر الدولية، بما فيها المطارات والحدود البرية مع الأردن ومصر، أمام السياحة الخارجية لمدة 14 يوماً. وعدم السماح للسياح والزوار الأجانب بدخول إسرائيل، إلا في حالات خاصة تقررها لجنة استثناءات مختصة. وكذلك حظر السفر إلى البلدان الحمراء، إلا بموافقة لجنة الاستثناءات. وعدم الاكتفاء بالفحص العادي وإلزام كل مواطن إسرائيلي عائد إلى البلاد بفحص «بي سي آر» في مطار بن غوريون، وأيضاً العودة لفرض الحجر الذاتي على المسافرين العائدين من الخارج حتى لو كانوا من متلقي اللقاح.
ولكن القرار الذي أثار مشكلة في الحكومة هو طلب المصادقة على توصيات «كابينيت كورونا» على تدخل جهاز الأمن العام (الشاباك) لتَتَبُّع الأشخاص المصابين بالطفرة الجنوب أفريقية، بهدف التأكد من التزام المصابين بالحجر الصحي. فقد اعترض عدد من الوزراء على ذلك. وقال وزير التخطيط الاستراتيجي، إيلي أبيدار، إن هذا القرار يلائم حكومة بنيامين نتنياهو. وهاجم رئيس الشاباك، رونين بار، على موافقته على ذلك قائلاً له: «أنت كنت نائباً لرئيس الشاباك عندما كان نتنياهو رئيساً للحكومة وتنقل إلينا تقاليد تلك الفترة». فصرخ رئيس الوزراء، بنيت، في وجهه قائلا: «من تحسب نفسك حتى تتكلم بهذه اللهجة مع رئيس الشاباك؟». وحصل تراشق مشابه بين وزير الدفاع، بيني غانتس، وبين وزير العدل، غدعون ساعر، الذي عارض هو الآخر تدخل الشاباك واعتبره «أخطر اعتداء على الحريات الديمقراطية للمواطنين، لأنه يؤدي إلى تدخل فظ في خصوصية كل منهم».
وأكد بنيت خلال الجلسة أنه «خلال الأيام الأخيرة نشهد موجة إصابات قاسية جداً تضرب أوروبا، كما نشاهد ارتفاعاً ما في معدل الإصابات هنا في إسرائيل. يطرق موسم الشتاء الأبواب، ونحن مقبلون على بداية موجة مرض لدى الأطفال على ما يبدو. وكنا لا نزال نجس النبض باستمرار حتى عندما كان الاتجاه إيجابياً وبالتالي فنحن على أهبة الاستعداد».