اللندنيون أكثر البريطانيين تفضيلاً للطعام الحريف

بحسب استطلاع للرأي أجرته أكبر شركة للتوابل

اللندنيون أكثر البريطانيين تفضيلاً للطعام الحريف
TT

اللندنيون أكثر البريطانيين تفضيلاً للطعام الحريف

اللندنيون أكثر البريطانيين تفضيلاً للطعام الحريف

المعروف عن البريطانيين أنهم تبنّوا المطبخ الهندي وحولوا الكثير من أكلاته إلى أطباق وطنية مثل الفيندالو والكاري وغيرها من الأطباق الحريفة، ويبدو أن المذاق الحد والحار يروق للبريطانيين، وبالتحديد لأهالي لندن الذين يضيفون الصلصة الحارة إلى أنواع الطعام كافة وفي وجميع الأوقات.
أجرى باحثون في العاصمة البريطانية لندن استطلاع رأي لاكتشاف أكثر المدن تفضيلاً للطعام الحار، حيث احتلت لندن المرتبة الأولى حيث أشار 28 في المائة ممن شملهم الاستطلاع في لندن إلى أنهم يضيفون الصلصة الحارة إلى كل شيء تقريباً.
وذكر 12 في المائة أنهم يضعون الصلصة الحارة في الوجبات الثلاثة: الإفطار والغداء والعشاء.
أظهرت النتائج تغلب سكان لندن على نظرائهم في برمنغهام - عاصمة الكاري في المملكة المتحدة – فيما يخص بالتوابل الحارة، حيث ذكر 16 في المائة فقط أنهم يضيفون الفلفل الحار إلى طعامهم.
وبحسب البيانات، احتلت مدينة ليستر المركز الثالث (13 في المائة)، وجاءت مانشستر ليفربول وكارديف في المركز الرابع (12 في المائة).
وفيما يخص المدن الأقل تفضيلاً للمذاق الحار، جاءت غلاسكو أسفل القائمة، حيث اختار 3 في المائة فقط من السكان تحضير وجباتهم بالقليل من الصلصلة الحارة، في حين أن واحداً فقط من بين كل 20 مواطناً من «بريستول» يستخدم الصلصة الحارة.
الجدير بالذكر، أن درجة حرارة الطعام (مقدار الفلفل الحار أو الشطة) تقاس على مقياس «سكوفيل جالابينو» المعتدل - والذي يأتي بين 2500 و8000 وحدة حرارية - وصولاً إلى مقياس «كارولين ريبر الشرس» البالغ 1.400.000 إلى 2.200.000 وحدة التي تتساقط معها الدموع. وقال متحدث باسم مؤسسة «تاباسكو» التي أجرت المسح، إن «سكان لندن أعلى بكثير من المتوسط الوطني فيما يخص تفضيل التوابل». بعد كل هذا نريد أن نرى كيف تقوم المناطق الأخرى بتتبيل وجبة الإفطار. فنحن حالياً بصدد البحث عن شطيرة الإفطار الأكثر إثارة في البلاد.

أكثر عشر مدن محبّة للصلصة الحارة (إضافة الصلصة الساخنة على الإفطار والغداء والعشاء)
لندن - 28 %
برمنغهام - 16 %
ليستر - 13 %
مانشستر - 12 %
كمبردج - 11 %
ليفربول - 12 %
كارديف - 12 %
نورويتش - 11 %
شيفيلد - 11 %
إدنبرة - 11 %



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.