منظمة التحرير: إسرائيل تكثف الاستيطان في القدس لعزلها عن الضفة

«السلطة» الفلسطينية تطالب بوقف المشروع الاستيطاني في مطار قلنديا المهجور

مطار قلنديا المهجور حيث تخطط إسرائيل لبناء مستوطنة (رويترز)
مطار قلنديا المهجور حيث تخطط إسرائيل لبناء مستوطنة (رويترز)
TT

منظمة التحرير: إسرائيل تكثف الاستيطان في القدس لعزلها عن الضفة

مطار قلنديا المهجور حيث تخطط إسرائيل لبناء مستوطنة (رويترز)
مطار قلنديا المهجور حيث تخطط إسرائيل لبناء مستوطنة (رويترز)

قالت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس السبت، إن مدينة القدس تشهد هجوماً استيطانياً غير مسبوق لمصادرة المزيد من الأراضي فيها وتهويد المدينة.
واتهم تقرير أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع للمنظمة إسرائيل بتركيز خطط الاستيطان على القدس، بهدف تكريس فصلها عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات وتغيير واقع المدينة التاريخي والقانوني والديمغرافي. وقال التقرير: «إن التوسع الاستيطاني في القدس يستهدف كذلك إخراج المدينة من أي مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين، ومنع أي إمكانية للتفكير ببقاء المطار الدولي الذي كان معروفاً بمطار القدس». وأشار التقرير إلى موافقة حكومة الاحتلال مبدئياً على مخطط لبناء حي استيطاني يضم آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة على أراضي مطار قلنديا (المهجور) شمال القدس.
ويدور الحديث عن المطار الأقدم في فلسطين، الذي أقيم في عام 1920، خلال فترة الانتداب البريطاني، على أرض مساحتها 650 دونماً، وتم استخدامه لأغراض عسكرية آنذاك، ثم حولته السلطات الأردنية إلى مطار مدني، قبل أن تحتل إسرائيل المنطقة عام 1967 وتحوله لأغراض سياحية وتجارية، ثم تغلقه.
وسيقوم المشروع الاستيطاني الجديد على نحو 1200 دونم، ويشتمل على ما يتراوح بين 7 آلاف و9 آلاف وحدة سكنية، إضافة إلى مراكز تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع، و45 ألف متر مربع ستُخَصص لـ«مناطق تشغيل» وفندق وخزانات مياه وأماكن دينية يهودية ومنشآت مختلفة.
وكانت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية قد تقدمت في فبراير (شباط) 2020، بالخطة إلى اللجنة اللوائية من أجل المصادقة عليها.
وللمطار مدرج وبرج مراقبة وصالة استقبال للقادمين والمغادرين، ولكن تم إهماله بشكل كامل منذ أن أغلقته السلطات الإسرائيلية عام 2000.
وقالت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية إن «الخطة تقع في قلب سلسلة متواصلة فلسطينية حضرية تمتد من رام الله عبر أحياء القدس الشرقية الفلسطينية، التي ضمتها إسرائيل في كفر عقب وقلنديا، إلى بيت حنينا وشعفاط، التي يقطنها مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين». وحذرت المنظمة من أنه «من شأن تنفيذ هذا المخطط الاستيطاني، وهو الأكبر منذ عقود، فصل القدس الشرقية بالكامل عن الشمال وعن مدينة رام الله».
ودعا وزير النقل والمواصلات في السلطة الفلسطينية، عاصم سالم، المنظمتين الدولية والعربية للطيران المدني للتدخل العاجل من أجل وقف بناء حي استيطاني على أرض مطار قلنديا في مدينة القدس. وقال سالم في تصريح صحافي مكتوب، إن مصادقة إسرائيل على بناء أكثر من 9 آلاف وحدة استيطانية على أرض مطار القدس (قلنديا)، إضافة إلى بناء منشآت وحدائق على مساحة 1250 دونماً تشكل «خطوة استفزازية».
وأضاف أن «سياسة هدم البيوت والمنشآت في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تطهير عرقي يستهدف تهجير المواطنين من منازلهم لإحلال المستوطنين مكانهم، وهو ما يقوض حل الدولتين وينتهك القرارات والقوانين والمعاهدات الدولية».
وانتقد التقرير اكتفاء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإبداء معارضتها اللفظية لنشاطات الاحتلال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون أن تذهب إلى أبعد من ذلك أو تفعل شيئاً لوقف هذه النشاطات الخطيرة. وقال التقرير إن إدارة بايدن «تكتفي بوعود الحكومة الإسرائيلية بأنها لن تصادق على مخطط التوسع الاستيطاني في «عطروت»، الذي صادق عليه قسم التخطيط والبناء في بلدية القدس، وإن الخطة لن تُدفَع في اللجنة القُطرية التي تسيطر عليها الحكومة، فيما تتواصل عمليات التجريف في المنطقة لتهيئة البنية التحتية للشروع في التنفيذ في الوقت الذي تراه مناسباً».
واعتبر التقرير أن الموقف الأميركي شجع مواصلة المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة على قدم وساق.
وذكر التقرير مجموعة من الخطط الاستيطانية الجديدة، آخرها خطة في الخليل.
وكانت السلطة قد دانت أول من أمس الجمعة خططاً استيطانية جديدة لإسرائيل في الخليل، جنوب الضفة الغربية، محذرة من تداعياتها على إنهاء فرص حل الدولتين.
وشجبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان مصادقة اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في مستوطنة «كريات أربع» في الخليل على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع المستوطنة. واعتبرت الوزارة الخطوة «امتداداً لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في قلب البلدة القديمة بالخليل وفي الضفة الغربية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.