جيري غزال لـ«الشرق الأوسط» : ألحق بإحساسي ولا أكذب على نفسي

يطل ابتداء من غدٍ في «شتي يا بيروت» على منصة «شاهد»

يشارك جيري غزال في مسلسل «شتي يا بيروت» مع زينة مكي
يشارك جيري غزال في مسلسل «شتي يا بيروت» مع زينة مكي
TT

جيري غزال لـ«الشرق الأوسط» : ألحق بإحساسي ولا أكذب على نفسي

يشارك جيري غزال في مسلسل «شتي يا بيروت» مع زينة مكي
يشارك جيري غزال في مسلسل «شتي يا بيروت» مع زينة مكي

عرف الممثل جيري غزال كيف يشق طريقه في مجال التمثيل بدقة وتأنٍّ. فجاءت خطواته ثابتة ومنتقاة بشكل جيد ممهداً معها للوصول إلى أهدافه. منذ إطلالاته الأولى في مسلسلات محلية كما في «ع اسمك» و«أم البنات»، ترك جيري أثره الطيب على المشاهد. فصار ينتظره من عمل إلى آخر بعد أن تعلّق بأدائه العفوي وشخصيته الدمثة التي تنعكس بصورة تلقائية على حضوره التمثيلي.
وابتداءً من غد الأحد 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، يطل جيري غزال في مسلسل «شتي يا بيروت» إلى جانب عابد فهد وديما بياعة ونخبة من الممثلين اللبنانيين والسوريين. وفي هذا العمل الدرامي المختلط الأول له، يكون جيري غزال قد وضع حجر الأساس لمشوار تمثيلي جديد يؤمن له الانتشار العربي والعالمي عبر منصة «شاهد».
ويعلق الممثل اللبناني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أمهد لهذه القفزة النوعية وأشعر أن كل خطوة أقدم عليها هي بمثابة تحضير لها. وعندما أيقنت أنني أصبحت جاهزاً لها قررت المضي بها. وأنا سعيد جداً في تعاوني مع فريق شركة الصباح ومع هذه الكوكبة من الممثلين المشاركين في المسلسل. أشعر بكثير من الارتياح وكأن هذه الخطوة مباركة».
وتدور قصة «شتي يا بيروت» في أزمنة مختلفة يتداخل فيها الماضي مع الحاضر. وتعكس أحداثه عبث الحياة التي نعيشها، كما يعالج موضوع الثأر والانتقام بين الإخوة وأولاد العم في قالب مختلف. ويتطرق أيضاً إلى موضوع الفقد والخسارة بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث تبذل الشخصيات جهداً كي لا يخسروا من يحبون سواء كان أباً أو أماً أو حبيباً.
ويجسد جيري غزال شخصية عاصي الخطيب ضمن قصة من قصص العمل التي تسير بالتوازي مع أحداثه. «الدور جديد من نوعه بالنسبة لي كما تكتنفه الجرأة. ويتضمن مشاهد رومانسية مع زميلتي زينة مكي التي أؤلف معها ثنائياً جميلاً». ولكن ألم تتردد في لعب دور ثانوي وأنت الذي سبق وقدمتك مسلسلات أخرى بطلاً مطلقاً؟ «القصة التي أقدمها مع زينة مكي تمشي بالتوازي مع الأحداث الأساسية للعمل. وهي تكسر بخطها أجواء الإجرام والإثارة والقسوة التي تتخللها. بلال شحادات كتب نصاً جميلاً ودسماً في آنٍ. وفي القصة التي أشارك فيها يعرج المشاهد على حكاية عاطفية. وما أرغب في قوله إنني كنت سعيداً جداً لمشاركتي في مسلسل من بطولة عابد فهد. فهو صاحب البطولة المطلقة للعمل، وهو أستاذ كبير في التمثيل. ومن دون تردد وافقت على هذا التعاون، خصوصاً أنه لا مجال للمقارنة بيني وبينه. فهذه الإطلالة إلى جانبه أعتبرها قيمة مضافة إلى مشواري الفني أعتز بها كثيراً. وعندما أقدم دوراً من هذا النوع يخدمني من نواحٍ كثيرة، سيما أنني أرسم من خلاله خطاً جديداً، وأعده خطوة مناسبة لي ويقدمني إلى جمهور مختلف».
يتمتع جيري غزال بشهادة من يعرفه بشخصية مستقيمة ومحببة إلى القلب. فهو يترفع عن أي مشكلات يمكن أن تواجهه مع أحد، كما أنه لا يتبجح بنجاحاته ويحاول دائماً أن يبقي على طبيعته من دون مبالغة أو تعالٍ. «يقول المثل المعروف (حسب نواياكم ترزقون)، ولذلك لا أملك نوايا سيئة تجاه غيري حتى يثبتوا العكس. عادة ما ألحق بإحساسي ولا أكذب على نفسي أو أحاول تجميل موقف ما يزعجني. فأقصى ما أقوم به أنني أنسحب من المكان بهدوء بحيث لا أعذب نفسي وأدخل في متاهة القيل والقال. كثيراً ما نصحني البعض بأنه عليّ القيام بمجهود فأتحمل الخطأ، ولكني لم أقدر ولست نادماً على ذلك».
ولكن ما قصة وقوع الطلاق بينك وبين كارين رزق الله وكلوديا مرشيليان؟ فهل هذا الخبر صحيح؟ «كلا أبداً، هذا الخبر غير صحيح وأتمنى أن توجد فرص جديدة للتعاون بيننا. فهذه الوقفة الاضطرارية في إنتاج الأعمال المحلية تعود إلى حالة اللااستقرار في أوضاعنا في البلاد، وهي المسؤولة عن توقف إنتاج أعمال محلية جديدة، ومنذ ذلك الوقت لم تتح لنا الفرصة للتعامل معاً من جديد، فمع الأسف كان هناك نية من قبل (إم تي في) اللبنانية أن تقدم سنوياً عملاً درامياً في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة. ولكن كل شيء توقف مع تأزم الأوضاع في البلاد. ومن هذا المنطلق ابتعدنا في ظل غياب لأي تعاون جديد».
وهل اتصلتا بك وهنأتاك على عملك المختلط الجديد؟ «لا، وربما لم يتسنَّ لهما الوقت، لذلك فأنا لا أحب أن أظلم أحداً، وربما بعد خروج العمل إلى النور سيقدم كثيرون على ذلك وليس كلوديا وكارين فقط. وأنا على فكرة أعرف في قرارة نفسي من هم الأشخاص الذي يفرحون لفرحي. وهذه الواجبات التي تتحدثين عنها لا تزيد ولا تنقص من قيمة علاقاتي مع الآخر».
بالعودة إلى مسلسل «شتي يا بيروت» يخبرنا جيري غزال أنه تم اختياره للدور بعدما اتصلت به لمى الصباح من شركة «الصباح إخوان». «كان هناك حديث سابق بيني وبينها وبعدما صار الطريق معبّداً وجاهزاً اتصل بي المخرج إيلي السمعان، وإثر جلسات أجريناها مع بعضنا انطلقت في العمل. وعلى فكرة لم أفاجأ بهذه الخطوة قط، كنت أترصدها من بعيد، والحمد لله وصلت في الوقت المناسب».
ويتابع: «كنت أتمنى نقلة كهذه مع فريق عمل من هذا النوع، ومع زينة مكي شكلنا ثنائياً رائعاً. رحنا نتساعد وتبادلنا رمي الكرة لبعضنا، فاستمتعت بالتجربة إلى آخر حدود».
لا يترك جيري غزال المجال للتوقعات عن رد فعل الناس بعد مشاهدتها «شتي يا بيروت»: «أعرف تماماً كيف يتلقف الجمهور اللبناني العمل الدرامي، ولكن لا خبرة لي مع الجمهور العربي. ولذلك من المبكر التحدث عن هذا الأمر، وفي المقابل أستطيع القول إنني اجتهدت واستخدمت كامل طاقتي التمثيلية كي أكون على المستوى المطلوب. وهنا لا بد من التنويه بقدرات المخرج إيلي السمعان الذي تعاون معي بثقة عمياء. وصارت لدي قناعة تامة من خلال تجربتي معه أن مخرج العمل يلعب دوراً أساسياً في تقدم الممثل أو العكس. فالمشاهد الرومانسية في العمل استطاع أن يبنيها بسلاسة ومن دون مبالغة. وكنت أتقيد بكل توجيهاته لأنه صاحب عين ثاقبة وخبرة كبيرة. وهو حريص على تقديم عمل يليق به وبباقي الفريق».
كثيرة أحلام جيري غزال الذي إلى جانب التمثيل يملك مواهب فنية كثيرة بينها كتابة الشعر والرسم والغناء والتقديم التلفزيوني. فهل استطاع اليوم أن يختار منها ما يناسب تطلعاته؟ يرد في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أسترجع شريط مشواري المهني وأرى كل الإنجازات التي حققتها أُفاجأ. ما زلت أتذكرها عندما كانت بعيدة وأتوق إليها بحماس. كنت أشعر دائماً أن هناك رسالة معينة مطلوبة مني، فالأمر لا يتعلق بالشهرة أو المادة. هناك مسؤولية ألقيت على عاتقي كفنان بحيث أقدم نموذجاً حياً وسليماً. عندما أكتب أو أرسم وأغني أحب ترجمة أفكاري، فهي تحضر معي كـ(باكيدج) مواهب أستطيع من خلالها إيصال رسالتي. حالياً أتفرغ للتمثيل والكتابة وإلى عملي التلفزيوني، وفي المقابل لست نادماً على تجاربي في الغناء والرسم». وهل من الممكن أن تكتب مسلسلاً يوماً ما؟ «ربما، فالفكرة واردة ولكن عليّ أن أتحلى بتجارب غنية قبلها، ولست مستعجلاً».
قريباً جداً يطلق جيري غزال مشروعاً جديداً يتكتم على تفاصيله ويكتفي بالقول: «استوحيته من كتاباتي وله علاقة بالتصاميم الفنية، وأتمنى أن يلاقي الاستحسان من قبل الناس». وماذا علمك التمثيل؟ «تعلمت منه الجرأة في التعبير عن آرائي، وأحياناً إلى حد الوقاحة. كنت أغض النظر عن أمور كثيرة لأنني شخص مهذب ومؤدب. ولكن اكتشفت أنه علينا أحياناً، أن نقول كلمتنا ونمشي».
«عاصي الخطيب» هو اسم الشخصية التي يجسدها جيري غزال في «شتي يا بيروت» ويقول إنه أعطاها حقها تماماً، كما أليكو ومخول وغيرهما من الأدوار التي جسدها في مسلسلات سابقة. ولكن هل يتابع مسلسلات وممثلين محددين؟ يرد: «أتابع دائماً، وأسعى لذلك خصوصاً أن عروض المنصات تزودك بالزمان والمكان اللذين ترغب بهما من دون أن تفرضهما عليك. وتأثرت كثيراً بأداء قصي الخولي وكنت أتفرج عليه في (2020) وأراقب لغة جسده، وكيف يتحرك أمام الكاميرا. فهو مثال أستوحي منه وأغب منه المعرفة. كما طبعني أداء ممثلين كثر شكلت مشاركتهم في أعمال الدراما إضافة للمشاهد، ككارول عبود مثلاً. عندما نرى هذا النوع من الممثلين الرائدين علينا أن نسكت ونتعلم منهم».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».