ليالي الهلال الملاح تعم أرجاء الوطن

الزعيم أبدع وسيطر وهيمن... وتوّج نفسه سيداً للقارة بلا منازع بعد اقتناصه اللقب الثامن

لاعبو الهلال على متن الحافلة التي أقلتهم من الملعب بعد المباراة (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو الهلال على متن الحافلة التي أقلتهم من الملعب بعد المباراة (تصوير: علي الظاهري)
TT

ليالي الهلال الملاح تعم أرجاء الوطن

لاعبو الهلال على متن الحافلة التي أقلتهم من الملعب بعد المباراة (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو الهلال على متن الحافلة التي أقلتهم من الملعب بعد المباراة (تصوير: علي الظاهري)

عمت الأفراح أرجاء المملكة، وعاش عشاق الكرة بلا استثناء لحظات احتفالية تخلد في التاريخ، عقب تتويج الهلال ممثل الكرة السعودية بطلاً لدوري أبطال آسيا بعد فوز مستحق نتيجة وأداء، على منافسة الكوري الجنوبي بوهانج في نهائي البطولة القارية الذي جرى على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وسط حضور مهيب غصت به مدرجات الاستاد.
إشادة آسيوية بالبطل السعودي
ومن جانبه أشاد موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالمنجز الذي حققه الهلال بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه، حتى بات أكثر الأندية تتويجاً باللقب القاري، متفوقاً على أقرب منافسيه فريق بوهانغ الكوري الجنوبي الذي يملك ثلاثة ألقاب.
وقال «الآسيوي» إن الهلال أكد مكانته كأكثر الأندية نجاحاً في قارة آسيا، بعدما توج بلقب دوري أبطال آسيا 2021.
وحصل الفريق على اللقب الثاني في ثلاث سنوات، بعدما كان نجح عام 2019 في إنهاء انتظار دام طويلاً من أجل نيل البطولة.
ورفع الهلال رصيده على الصعيد القاري إلى 8 ألقاب، من ضمنها أربعة ألقاب في دوري أبطال آسيا، حيث كان فاز مرتين بلقب بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري، إلى جانب دوري أبطال آسيا 2019 و2021.
نادي الهلال، الذي كان يملك قبل نهائي عام 2019 ستة ألقاب قارية في خزائنه، كان بالفعل النادي الأكثر نجاحاً في آسيا، لكن النادي السعودي اضطر إلى الانتظار لمدة 17 عاماً من أجل تاجه السابع، ثم عززه يوم الثلاثاء باللقب الثامن.
وتذوق الهلال المجد القاري للمرة الأولى، جاء في عام 1991 عندما فاز ببطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري، بعد أن احتل المركز الثاني في عامي 1986 و1987. بعد ذلك تعين على النادي الانتظار ست سنوات للحصول على شرف التتويج القاري القادم، حيث فاز النادي الذي يتخذ من الرياض مقراً له، بقيادة أساطير أمثال سامي الجابر ويوسف الثنيان، على فريق ناغويا غرامبوس الياباني 3 - 1 في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية.
تلا ذلك مباشرة الفوز بكاس الكؤوس الآسيوية لعام 1997. مما أسفر عن فترة من الهيمنة التي شهدت أنجح الأندية السعودية يفوز بثلاث ألقاب قارية أخرى.
وحصد الهلال ثنائية أخرى في عام 2000. عندما فاز بلقبي بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري وكأس السوبر الآسيوية، واحتفل النادي السعودي بالفوز بلقبه الآسيوي السادس بعد ذلك بعامين، مع إضافة بطولة كأس الكؤوس الآسيوية إلى خزائنه.
وكان ذلك في العام نفسه، الذي تم فيه تغيير اسم بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري لتصبح بطولة دوري أبطال آسيا، وصوب الهلال على الفور أنظاره نحو إضافة لقب قاري مرموق آخر إلى مجموعة الألقاب التي حصدها.
وقد اقترب الفريق مرتين من تحقيق ذلك، ولكنه خسر في نهائي دوري أبطال آسيا عامي 2014 و2017 أمام ويسترن سيدني وندررز الأسترالي وأوراوا ريد دايموندز الياباني على التوالي.قبل عامين، تم نسيان الحسرة والانتظار الطويل، عندما هزم الهلال نظيره أوراوا 2 - 0 في مباراة إياب الدور النهائي، ليفوز بلقب دوري أبطال آسيا عام 2019 حيث تفوق بنتيجة 3 - 0 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وقال «الآسيوي»: «كان الانتصار مستحقاً للغاية، حيث لم يسيطر الهلال فحسب على مباراتي الذهاب والإياب في النهائي، بل إنه قبل ذلك تغلب أيضاً على تحدٍ واجهه من مواطنيه الأهلي والاتحاد السعوديين، وكذلك بطل قطر فريق السد في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا 2019».
ومن جديد، وللمرة الرابعة منذ عام 2014 عاد نادي الهلال إلى نهائي البطولة القارية الأغلى على مستوى الأندية، وذلك بعد مشوار مميز في بطولة هذا العام. فالفريق القادم من نادي الرياض، نجح في التفوق خلال الأدوار الإقصائية على الاستقلال الإيراني 2 - 0 وعلى بيرسيبوليس الإيراني 3 - 0 ثم فاز على مواطنه النصر 2 - 1 في الدور قبل النهائي.
وفي المباراة النهائية يوم الثلاثاء سيطر الهلال بشكل واضح على المجريات ونجح في تحقيق الفوز بنتيجة 2 - 0 وذلك بفضل هدفي ناصر الدوسري في الدقيقة الأولى وموسى ماريغا بالشوط الثاني، وشهدت المباراة النهائية حضور 50171 متفرجاً احتفلوا مع نجومهم برفع اللقب القاري الثامن.
آل خليفة: الكرة السعودية استعادت مكانها
ومن جانبه، اعتبر الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن تحقيق فريق الهلال السعودي للنسخة الأخيرة من دوري أبطال آسيا وحصوله عليها للمرة الثانية خلال 3 سنوات هي نتاج للدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من قبل القيادة ممثلة في وزير الرياضة الأمير عبد العزيز الفيصل.
واعتبر آل خليفة أن هذا التفوق الهلالي يتزامن مع التفوق الذي يظهره المنتخب السعودي الأول في مشواره في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022. مما يؤكد استعادة الكرة السعودية للمكانة التي يجب أن تكون عليها.
وقال آل خليفه في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «نبارك أولاً للهلال السعودي فوزه باللقب القاري وهو فوز مستحق بكل تأكيد»، مضيفاً بالقول: «أعتقد أن الفرق السعودية بدأت تبرز ولها حضور مميز، وخصوصاً بفوزها بهذه البطولة».
وزاد: «أعتقد أن القيادة الرياضية تقوم بجهد كبير وخطواتها ثابتة، وهذا النجاح يدل على التخطيط السليم حيث نرى اليوم المنتخب السعودي الأول يسير بخطوات ناجحة، كما أن الفرق السعودية تسير بخطوات ناجحة، حيث شاهد الجميع نصف نهائي القارة عن غرب آسيا بين النصر والهلال في هذه النسخة، حيث كانت رائعة، وقد تكون أقوى حتى من النهائي الذي جمع الهلال وبوهانغ ستليرز الكوري الجنوبي، والذي كان متكافئاً إلى حد كبير ويمكن أن تتغير الأمور في أي لحظة».
منجز وطني بامتياز
ومن جهته، أكد إبراهيم القاسم أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تحقيق الهلال بطولة دوري أبطال آسيا بالنسخة الأخيرة لتكون الثانية له خلال ثلاث سنوات يمثل منجزاً جديداً لكرة القدم السعودية مباركاً للهلاليين كافة هذا المنجز، ومؤكداً أنه يضاف إلى المنجزات المتواصلة التي تتحقق لرياضة الوطن.
وأضاف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه «حينما تتواصل المنجزات في السنوات الأخيرة فهذا يدل على أن هناك عملاً متكاملاً من وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم، والأندية كذلك وتحقق استحقاق منجز تحقيق الهلال للبطولة ونتطلع للخطوة القادمة بتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2022».



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.