معهد السينما المصري بحلة جديدة «تواكب تطور الفن»

بدأ معهد السينما المصري العريق عهداً جديداً بعد إنشاء مبنى جديد له يضم استوديوهات ومعدات وتقنيات حديثة تواكب تطور صناعة الفن في العالم، ولطالما كان هذا المعهد الوجهة المفضلة لكل محبي عالم التمثيل والإخراج والمونتاج وكان عدداً كبيراً من السينمائيين المصريين احتفوا بحلته الجديدة التي تشجع الطلاب والموهوبين على الإبداع والتفوق.
واعتبر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أنّ مبنى المعهد الجديد يعدُ «أحد شواهد اهتمام الدولة بأدوات القوى الناعمة، ودعم القيادة السياسية لها، للإيمان بدورها المؤثر في التنمية وبناء الأوطان»، مضيفاً خلال حفل افتتاح المبنى مساء أول من أمس أنه «يمثل نقلة نوعية في مجال إعداد الكوادر المتخصصة القادرة على استعادة أمجاد السينما المصرية».
وجاءت فكرة تأسيس أكاديمية الفنون على يد الراحل الدكتور ثروت عكاشة، لتصبح الأولى من نوعها في المنطقة العربية، بهدف صقل المواهب وإعداد المبدعين، حسب وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، التي لفتت إلى أنّ «الصرح الجديد بنظمه التكنولوجية المتطورة ووسائله الحديثة يسطر فصلاً مشرقاً في تأهيل جيل من الواعدين المتخصصين في مجال السينما، ويتجه بهذه الصناعة نحو آفاق تؤكد تفرد الإبداع المصري، كما يتيح للدارسين التعبير عن طاقاتهم وأحلامهم من خلال الإمكانات التي تم توفيرها، حرصاً على مواكبة الوثبات الواسعة لتقنيات الفن السابع في العالم».
المعهد العالي للسينما هو أحد المعاهد العليا السبعة المكونة لأكاديمية الفنون بحي الهرم، بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، ورغم أنه يتبع وزارة الثقافة مالياً وإدارياً فإنه يخضع من الناحية العلمية لقوانين وقواعد وزارة التعليم العالي، ويتم التقديم فيه بالتوازي مع تنسيق الجامعات، وتعد طبيعة الدراسة بالمعهد عملية وتتطلب حضوراً والتزاماً بنسبة لا تقل عن 75 في المائة.
ويمنح المعهد العالي للسينما 4 درجات علمية معترف بها محلياً ودولياً هي، بكالوريوس المعهد العالي للسينما في تخصصات السينما المختلفة، ودبلوم الدراسات العليا، وماجستير في فنون السينما، ودكتوراه الفلسفة في فنون السينما، كما يمنح المعهد العالي للسينما شهادة دبلوم الدراسات الحرة.
ويوجد بالمعهد 3 أنظمة تعليمية، الأولى التعليم النظامي، أو نظام الساعات المعتمدة الذي تدعمه الحكومة المصرية مثل أي جامعة حكومية أخرى، لذلك تحكمه ضوابط من حيث الحد الأدنى لمجموع الثانوية العامة والسن وعام الحصول على المؤهل والعدد المسموح بقبوله كل عام. أما النظام الثاني فهو التعليم الموازي بمصروفات، وهو أشبه بنظام الجامعات الخاصة، وثالثاً نظام الدراسات الحرة، وهو نظام تعليمي حر مسائي على هيئة دورات متتالية يسمح لهواة السينما بالدراسة من دون شروط على السن أو عام الحصول على المؤهل أو العدد المسموح بقبوله.
ويتكون المبنى الجديد للمعهد من دور أرضي وخمسة طوابق بإجمالي مساحة 4400 م2. وبتكلفة إجمالية 250 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، ويضم الطابق الأرضي قاعات عرض ومعامل تصوير، حسب الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، التي أضافت خلال الافتتاح أنّ الدور الأول يضمّ قاعات ندوات واستقبال، فيما تشمل الطوابق العليا للمبنى فصول الدراسة وقاعات عرض وغرف خدمات، وأتيليهات، بالإضافة إلى 5 وحدات مونتاج، ووحدتي تصحيح ألوان، ومعمل P.C مجهزاً ببرنامج مونتاج وتصحيح ألوان وصوت، و3 قاعات عرض سينمائي بتقنية الدوبلي Atoms.
وتفقد رئيس الوزراء المبنى الجديد وشملت الجولة زيارة متحف المعدات السينمائية التراثية، والبلاتوه السينمائي الكبير، وقاعة المكتبة الخاصة بالمعهد.
ويهدف المعهد العالي للسينما إلى إعداد وتأهيل الكوادر الفنية والدارسة للعلوم السينمائية والتلفزيونية، وتأهيل الخريجين علمياً وعملياً للعمل في مجال صناعة السينما ومحطات التلفزيون.
وتخرج في المعهد مئات الممثلين والمخرجين والفنيين المصريين والعرب والذين تألقوا في صناعة السينما والتلفزيون على مدار العقود الستة الماضية. وعُيّن المخرج السينمائي محمد كريم كأول عميد لمعهد السينما وعهد إليه وضع نظام التدريس بالمعهد، حيث تم إيفاده من قبل الدولة إلى الخارج للاطلاع على نظم دراسة السينما في عدد من الدول. وبدأت الدراسة في المعهد بأقسام الإخراج، السيناريو، المونتاج، هندسة المناظر، هندسة الصوت، التصوير، الرسوم المتحركة، الإنتاج.
وحسب الدكتور محمد عزب، أستاذ الديكور والفنان التشكيلي، فإن الواجهة الخارجية للمعهد طُليت باللون الوردي من أجل مقاومة أشعة الشمس، والعوامل المناخية المختلفة. ووضع حجر أساس المبنى الجديد وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني عام 1989. لكن تعطل تجهيزه لسنوات طويلة حتى تم الانتهاء منه أخيراً.