غروندبرغ: الهجوم على مأرب يقوّض فرص التسوية

TT

غروندبرغ: الهجوم على مأرب يقوّض فرص التسوية

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الهجوم المستمر على مأرب تسبب بالفعل في تداعيات متوالية في جميع أنحاء اليمن، «كما أنه يستمر في تقويض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع». وشدد على أن الحلول الجزئية لن تؤدي إلى حل مستدام للصراع، قائلاً إن مشاوراته التي تجرى في مختلف المناطق والدول «إنما هي لبلورة أفكار بناءة لعملية السلام، والتي يعمل على إعداد خطة لها»، متمنياً على الأطراف الرئيسية أن يكون تعاطيها مع مهمته «تعاطياً بناءً يفضي إلى إيقاف معاناة اليمنيين السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإيقاف نزف الدم»، وقائلاً إنه سيبذل «كل الجهود خلال الأسابيع المقبلة للوصول إلى هذه الغاية».
ووفق بيان وزعه مكتب المبعوث الأممي؛ فإنه، وخلال لقاءاته في القاهرة مع المسؤولين المصريين واليمنيين، شدد على أن «الهجوم المستمر على مأرب تسبب بالفعل في تداعيات متوالية في جميع أنحاء اليمن، كما يستمر هذا الهجوم في تقويض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع». وقال إن «الحلول الجزئية لن تؤدي إلى حلّ مستدام. ويجب أن يكون هناك تركيز بشكل متساوٍ على الأولويات العاجلة الرامية لتخفيف أثر الحرب على المدنيين، وعلى القضايا طويلة المدى المطلوبة من أجل التوصّل إلى حلّ مستدام وعادل للنزاع». المناقشات في القاهرة تدور حول التطوّرات العسكرية الأخيرة في اليمن بما يشمل الحديدة، والوضع الإنساني المتدهور.
غروندبرغ الذي ترفض ميليشيات الحوثي حتى الآن استقباله في صنعاء؛ وفق تأكيدات مصادر في مكتبه، أكد على أنه «لا يوجد حلّ عسكري مستدام للنزاع في اليمن»، وأنه «يجب على جميع الأطراف المتحاربة خفض تصعيد العنف وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين بدلاً من تحقيق المكاسب العسكرية».
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، التقى خلال زيارة إلى القاهرة وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وناقشوا أهمية استقرار اليمن بالنسبة للمنطقة، والمسؤولية المشتركة لدولها في تجنّب مزيد من التصعيد في اليمن، كما تناولوا الحاجة لدعم اليمنيين من أجل الوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع يتمّ التوصّل إليها من خلال التفاوض.
كما التقى أيضاً مجموعة من اليمنيين من النساء والرجال؛ بينهم برلمانيون وممثلون عن أحزاب سياسية ومنظمات للمجتمع المدني وإعلاميون، شدّدوا خلال لقائهم على الحاجة إلى خفض تصعيد العنف، وركزوا على تأثيرات التدهور الاقتصادي على حياة المدنيين. وتشاور غروندبرغ مع المشاركين اليمنيين حول طرق بدء حوار سياسي جامع يضع طلبات الأطراف في سياق أجندة يمنية أوسع تتضمن أولويات سياسية واقتصادية وأمنية.
ونقلت المصادر الرسمية اليمنية عن المبعوث الأممي القول إنه سيعمل «وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة للمضي نحو تحقيق السلام العادل الذي يستحقه الشعب اليمني» والتأكيد أن مشاوراته التي تجرى في مختلف المناطق والدول إنما هي لبلورة أفكار بناءة لعملية السلام، والتي يعمل على إعداد خطة لها، متمنياً على الأطراف الرئيسة أن يكون تعاطيها مع مهمته تعاطياً بناءً يفضي إلى إيقاف معاناة اليمنيين السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإيقاف نزف دمائهم، وأنه «سيبذل كل الجهود خلال الأسابيع المقبلة للوصول إلى هذه الغاية».
المصادر ذكرت أن رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، ناقش خلال لقائه المبعوث الأممي مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والجهود الرامية لإيقاف الحرب، وسبل تحقيق السلام الشامل والعادل، في ظل استمرار تعنت الميليشيات الحوثية ورفضها المبادرات كافة التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية التي يشهدها اليمن. وجدد رغبة الشرعية في إحلال السلام والأمن في ربوع اليمن، وإنهاء حالة الاقتتال، وحقن دماء اليمنيين، والوصول إلى تسوية سياسية؛ وفقاً للمرجعيات الثلاث، والتعاطي الإيجابي مع الجهود الأممية ومع مختلف المبادرات.
وعدّ رئيس مجلس النواب أن تقويض ميليشيات الحوثي جهود السلام كافة والاستمرار في إشعال الحرب «مؤشرات لا تنبئ إطلاقاً عن رغبتهم في عملية القبول بخيارات السلام»، ونبه إلى خطورة «استمرار الانتهاكات الجسيمة، والجرائم الإرهابية المروعة، ومصادرة الحقوق والحريات، وتجنيد الأطفال، وإصدار أحكام إعدام صورية، ومحاكمات سرية، لا تتفق مع القوانين والشرائع السماوية، وفي تحد صارخ لإرادة العالم أجمع، وجميعها تكشف عن المفهوم الحقيقي لفكرة السلام لدى الحوثيين». وقال إن «استهداف المدنيين والتجمعات السكانية في مأرب وبقية المحافظات لم يتوقف؛ بل يزداد ضراوة، مما يفاقم من خطورة الوضع الإنساني والاقتصادي، ويقوض الجهود الدولية، فضلاً عن إطلاق الميليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر على الأشقاء في المملكة العربية السعودية بصورة عدائية سافرة».
البركاني شدد على أهمية دور الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن «للإسراع في اتخاذ خطوات عملية وجادة لما من شأنه إنهاء الانقلاب الحوثي، ووضع آليات فاعلة للوصول إلى حل شامل وعادل، وضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثي للخضوع لعملية السلام»، منوهاً بـ«الاستغلال السلبي من قبل جماعة الحوثي لـ(اتفاق استوكهولم)، وتنصلهم من تنفيذه، واتخاذه فرصة لاستقدام الأسلحة الإيرانية واستمرار زعزعة الأمن والاستقرار».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.