واشنطن و«طالبان» تستأنفان محادثاتهما في الدوحة

سيعود المبعوث الأميركي الخاص الجديد لأفغانستان توم ويست الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط لعقد جولة جديدة من المباحثات مع «حركة طالبان» المسلحة، التي استولت على السلطة في أغسطس (آب) الماضي، وتسبب ذلك بأزمة اقتصادية وإنسانية خانقة. وأعلنت واشنطن في وقت سابق أن الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست سيزور العاصمة القطرية الأسبوع المقبل لبحث مكافحة الإرهاب في أفغانستان مع قادة «طالبان». وكان ويست التقى قبل نحو أسبوعين في باكستان ممثلي الحركة الإسلامية المتشددة. وأكد الولايات المتحدة وكذلك الحركة المتمردة أنهما سيستأنفان الاجتماعات الأسبوع المقبل ولمدة أسبوعين وسيركزان خصوصاً على مكافحة الإرهاب والأزمة الإنسانية، وإلغاء تجميد الأصول المالية للشعب الأفغاني، فضلا عن القضايا ذات الصلة بالعلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي: «أستطيع أن أؤكد أن المبعوث الأميركي الخاص الجديد لأفغانستان توم ويست سيعود الأسبوع المقبل إلى الدوحة لعقد اجتماعات مع (طالبان) طوال أسبوعين». وأوضح المتحدث أن المحادثات ستتناول «مصالحنا الوطنية الحيوية في أفغانستان»، معددا «مكافحة الإرهاب» و«المساعدات الإنسانية والأوضاع الاقتصادية في البلاد»، فضلاً عن إمكانية مغادرة الأميركيين والأفغان الذين عملوا معهم في السنوات العشرين الماضية أفغانستان «بشكل آمن».
أما «حركة طالبان» فقد أكدت بدورها عزمها استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة في قطر. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن بلال كريمي، مساعد وكيل وزارة الإعلام والثقافة في الحكومة الانتقالية لـ«طالبان» القول: «نعتزم إجراء محادثات مع الولايات المتحدة في قطر في المستقبل القريب، لكن لم يتم تحديد موعد بعد». وأضاف «نعتزم خلال المشاورات مناقشة تنفيذ اتفاق الدوحة (بين (طالبان) والولايات المتحدة)... وإلغاء تجميد الأصول المالية للشعب الأفغاني، فضلا عن القضايا ذات الصلة بالعلاقات الدبلوماسية بين الطرفين». وكان مسؤولو «طالبان» عقدوا عدة اجتماعات مع دبلوماسيين أميركيين في الدوحة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبحسب «طالبان»، ركز الطرفان بشكل خاص على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وتنفيذ اتفاق الدوحة، فضلا عن الحاجة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين كابل وواشنطن. وأجريت جولة أولى من المفاوضات بين واشنطن و«حركة طالبان» يومي 9 و10 أكتوبر في الدوحة، حيث استقرت البعثة الدبلوماسية الأميركية المكلفة ملف أفغانستان بعد الانسحاب. والجمعة الماضي أكد ويست على تويتر أن الشروط التي تضعها الولايات المتحدة لكي «تستحق» «حركة طالبان» الدعم المالي والدبلوماسي الأميركي هي مكافحة الإرهاب، وتشكيل حكومة «شاملة»، و«احترام حقوق الأقليات والنساء والفتيات»، و«المساواة في فرص التعليم والعمل».
وأضاف أن الأميركيين سيواصلون إقامة «حوار صريح مع (طالبان)»، وفي الأثناء توفير المساعدات الإنسانية للأفغان. والأسبوع الماضي طالب وزير خارجية حكومة «طالبان» أمير خان متقي في رسالة مفتوحة إلى الكونغرس، الولايات المتحدة بالإفراج عن الأصول الأفغانية التي جُمدت بعد سيطرة الحركة على أفغانستان.