موسكو ودمشق تضغطان على أنقرة لفتح طريق حلب ـ اللاذقية

TT

موسكو ودمشق تضغطان على أنقرة لفتح طريق حلب ـ اللاذقية

قصفت قوات النظام السوري بعدد من قذائف المدفعية أطراف النقطة العسكرية التركية في منطقة مجدليا، جنوب إدلب، ضمن منطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا، في وقت عقد ضباط أتراك وروس اجتماعاً لبحث إمكانية فتح الطريق الدولية حلب - اللاذقية.
وقال الناشط المعارض أيهم ريحاوي، إن «قصفاً مدفعياً ثقيلاً ومكثفاً، مصدره قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في جنوب مدينة سراقب، استهدف محيط النقطة التركية، في منطقة مجدليا الواقعة على الطريق الدولية حلب - اللاذقية جنوب إدلب، دون وقوع إصابات بشرية في صفوف القوات التركية المتواجدة في النقطة، واستنفرت على إثره القوات التركية في عدد من النقاط العسكرية في المنطقة تحسبا من تجدد القصف».
وأضاف، أنه جرى أول من أمس اجتماع بين مجموعة من الضباط في الجيش التركي وآخرين من القوات الروسية في نقطة معبر الترنبة، بمحيط مدينة سراقب، والفاصل بين مناطق المعارضة السورية وقوات النظام، و«تمت مناقشة الوضع الميداني الراهن وخروقات النظام والميليشيات الإيرانية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة». وأشار، إلى أن الهجوم البري بالقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على النقطة العسكرية التركية في منطقة مجدليا، هو الثاني خلال 24 ساعة، حيث جرى استهداف محيط نقطة عسكرية تركية أخرى (الاثنين)، في قمة النبي أيوب في جبل الزاوية جنوب إدلب، دون تسجيل وقوع خسائر بشرية.
من جهته، قال قيادي في فصائل المعارضة السورية المسلحة، إن «الهدف من القصف البري والجوي المتكرر من قبل قوات النظام وروسيا على محيط النقاط العسكرية التركية المنتشرة في جنوب إدلب نقطة البارة والنيرب ومجدليا هو إرغام تركيا على الرضوخ والقبول بفتح الطريق الدولية حلب - اللاذقية، بإشراف الجانبين التركي والروسي، وإخلاء فصائل المعارضة للمناطق الواقعة أسفل الطريق جبل الزاوية في جنوب إدلب والقسم الشمالي لسهل الغاب، بالتزامن مع مواصلة قوات النظام والميليشيات الإيرانية قصفها للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل».
وأضاف، أن «التخلي عن الطريق الدولية حلب - اللاذقية وجبل الزاوية جنوب إدلب، أمر مرفوض بالنسبة لفصائل المعارضة السورية المسلحة، حيث تؤمن هذه المناطق الحماية لمحافظة إدلب من أي هجوم بري لقوات النظام والروس».
وفي السياق، قال ناشطون، إن 3 مدنيين أصيبوا بجروح خطيرة جراء قصف بقذائف المدفعية الثقيلة على بلدة عين لاروز في جبل الزاوية جنوب إدلب، وطال القصف قرى الفطيرة ومحيط البارة ودير سنبل وبنين، وقصف مماثل استهدف قرى الزيارة والعنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة، تزامن مع قصف براجمات الصواريخ من قبل قوات النظام استهدف منطقة تديل وكفرتعال بريف حلب الغربي؛ ما أسفر عن مقتل عنصر من فصيل «هيئة تحرير الشام»، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة وقصف بالأسلحة الثقيلة بين فصائل المعارضة في غرفة عمليات «الفتح المبين» من جهة وقوات النظام من جهة ثانية على محاور وخطوط القتال في دير سنبل وبنين، دون تسجيل وقوع خسائر في صفوف الطرفين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.