مصر: منع محمد رمضان من الغناء لاتهامه بمخالفة «الآداب العامة»

«الموسيقيين» توقف رخصته لحين انتهاء تحقيقات «الممثلين»

الفنان المصري محمد رمضان (صفحته الرسمية على فيسبوك)
الفنان المصري محمد رمضان (صفحته الرسمية على فيسبوك)
TT

مصر: منع محمد رمضان من الغناء لاتهامه بمخالفة «الآداب العامة»

الفنان المصري محمد رمضان (صفحته الرسمية على فيسبوك)
الفنان المصري محمد رمضان (صفحته الرسمية على فيسبوك)

موجة جديدة من الجدل فجرها نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر مساء أمس، حيث أعلن عن منع الفنان محمد رمضان من الغناء، وحظر حفلاته ووقف رخصته لحين انتهاء التحقيقات معه في نقابة المهن التمثيلية التي ينتمي إليها.
وقال شاكر خلال «صالون قصر السينما» التابع لوزارة الثقافة المصرية أمس، إن «محمد رمضان تعهد بعدم خلع ملابسه على المسرح لكنه لم يلتزم بهذا الإقرار، وبالتالي لن يمنح أي تصاريح للغناء إلا بعد التحقيق معه من نقابة المهن التمثيلية وإخطار (الموسيقيين) بنتيجة التحقيق».
وأضاف أنه بناء على التقارير المقدمة من لجنة العمل للنقابة، والمكلفة بمراقبة الحفلات فقد تم إثبات مخالفات كثيرة مقدمة من لجنة العمل بعدم التزام الفنان محمد رمضان بالإقرار الموقع منه أو من وكيله أو منظم الحفلات لذلك لم يمنح تصاريح من نقابة المهن الموسيقية».
وتعرض محمد رمضان لانتقادات حادة من متابعين ونقابيين في أكثر من مناسبة، لارتدائه ملابس غير تقليدية، وخلعها في بعض الأحيان، ورغم تعهده لنقابة المهن الموسيقية بعدم تكرار الأمر، فإنه ظهر مجدداً بهذا الشكل الذي وصفه نقيب الموسيقيين بـ«مخالفة الآداب العامة».
ورغم أن عضوية محمد رمضان في نقابة المهن التمثيلية، تتيح له الغناء بموجب بروتوكول موقع بين اتحاد المهن الفنية في مصر، فإنه لن يستطيع مزاولة نشاطه من دون الحصول على تصريح نقابة الموسيقيين، التي أكدت عدم التزامه بالتعهد الذي قام بالتوقيع عليه.
وكشف نقيب الموسيقيين أنه تواصل مع نقيب الممثلين أشرف زكي قبل إصدار القرار. مشيراً إلى أن القرار الصادر يتعلق بحفلات محمد رمضان داخل مصر فقط، لا سيما أن النقابة لا تملك سلطة على الحفلات التي تقام خارج مصر.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية في مصر قراراً بمنع 19 مؤدياً للمهرجانات الشعبية من العمل الفترة المقبلة، وسحب تصاريح بعضهم بجانب منع الممثل حسن أبو الروس كذلك من الغناء.
وتعرض محمد رمضان لانتقادات بالآونة الأخيرة إثر نشره فيديو مع ملكة جمال الهند، أورفاشي راوتيل،. كما تعرض لموجة هجوم كبيرة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقب نشره مقطع فيديو يرقص فيه مع مضيفتين على نغمات أغنيته «يا حبيبي» عبر حسابه الرسمي على موقع «إنستغرام»، خلال رحلته إلى مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) لحضور حفل افتتاح النسخة الخامسة من مهرجان الجونة وعلق على الفيديو قائلاً: «المضيفة الفرفوشة رزق». وأحدث هذا المقطع جدلاً كبيراً دفع مصادر بشركات طيران للإعلان عن أن «الطائرة التي كان يستقلها رمضان تابعة لإحدى الشركات الألمانية».
وفي بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكد منصور هندي رئيس لجنة العمل بنقابة الموسيقيين في مصر، في تصريحات صحافية أن محمد رمضان يحصل على تصريح للغناء يسمى تصريح اليوم الواحد، وفقاً للوائح النقابات الفنية الثلاث، مشيراً إلى أنه مع كل تصريح يتعهد محمد رمضان بالالتزام بالقواعد العامة وعدم خلع ملابسه على المسرح.
في المقابل، قال نبيل السويسي، منظم حفلات الفنان محمد رمضان، إن «رمضان سوف يمتثل لقرارات النقابة كما عودنا»، واعتبر السويسي أن «ما يحدث الغرض منه إحداث الوقيعة بين الفنان هاني شاكر كنقيب للموسيقيين، والفنان محمد رمضان»، مضيفاً" «أرى أن هناك طرفاً ثالثاً من مصلحته أن تكون العلاقة ما بين رمضان، والنقابة على صفيح ساخن، وكما ذكر الفنان هاني شاكر، يتم التصريح لحفلات الفنان محمد رمضان، أولاً من خلال نقابته الأساسية»، وأوضح أنه عندما خلع ملابسه في أول حفل له في عام 2019 «كانت النية تتلخص في توظيف خلع الملابس في العرض كما يحدث في جميع العروض التي تتطلب ذلك». على حد تعبيره.
وأشار إلى قيام بعض مطربي حفلات الصيف الماضي في الساحل الشمالي بخلع ملابسهم من دون أن يلتفت أو يعلق أو يشكو منهم أحد.
وأشار إلى أن رمضان لم يحيي سوى حفلة واحدة بعد انتهاء إغلاق «كورونا» ولم يقم فيها بخلع ملابسه فكيف تم إخطار نقيب الموسيقيين بأنه لم يلتزم، وهو أصلا ملتزم تماماً؟.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.