«البحر الأحمر السينمائي الدولي» يعلن أعضاء لجان تحكيم دورته الافتتاحية

مشاركة نسائية فاعلة في اللجان التي تضم خبراء عرباً وأجانب

رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي جيوسبي (الشرق الأوسط)
الفنانة الأميركية الرائدة لوري آندرسون (الشرق الأوسط)
رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي جيوسبي (الشرق الأوسط) الفنانة الأميركية الرائدة لوري آندرسون (الشرق الأوسط)
TT

«البحر الأحمر السينمائي الدولي» يعلن أعضاء لجان تحكيم دورته الافتتاحية

رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي جيوسبي (الشرق الأوسط)
الفنانة الأميركية الرائدة لوري آندرسون (الشرق الأوسط)
رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي جيوسبي (الشرق الأوسط) الفنانة الأميركية الرائدة لوري آندرسون (الشرق الأوسط)

أعلن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، اليوم (الأربعاء)، عن أسماء المشاركين في لجان تحكيم دورته الافتتاحية التي ستقام من 6 - 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، التي ستتولى اختيار الأعمال الفائزة في مسابقة «الفيلم الطويل»، ومسابقة «الفيلم القصير»، ومسابقة «السينما التفاعلية»، والتي ستتنافس على «جوائز اليُسر».
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي الحاصل على جوائز جيوسبي تورناتوري، والذي يعدّ من أهم المخرجين الإيطاليين المعاصرين، بسيرة فنية تزيد على 30 عاماً قدّم خلالها كثيراً من الأعمال التي حققت نجاحاً عالمياً، وعلى رأسها فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار «سينما براديسو» (1988). تعاون جيوسبي مع الملحن والمايسترو الراحل إنيو موريكوني في 13 من أفلامه، ويقدّم هذا العام فيلماً وثائقياً عن الموسيقار يعرضه «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ضمن برنامج «روائع العالم».
كما تضم اللجنة في عضويتها غالبية نسائية؛ من تونس الممثلة هند صبري («الفيل الأزرق»، و«صمت القصور»، و«جنينة الأسماك»)، والمخرجة والكاتبة والممثلة والمنتجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس («أميركا»، و«مي في الصيف»)، والمخرجة والكاتبة والمونتيرة الألمانية دانيلا ميشيل («إيسزيت»، و«حين تلتقي الجبال بظلالها»)، ومن السعودية المخرج الحاصل على جوائز عبد العزيز الشلاحي («المسافة صفر»، و«حد الطار»).
وقال رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة جيوسبي تورناتوري: «إنه لشرف خاص وفريد أن أترأس لجنة التحكيم في الدورة الافتتاحية لأي مهرجان؛ ناهيك بأنه أول مهرجان سينمائي دولي في منطقة تشهد على حراك سينمائي رائع، وموجة من المواهب والتجديد. تضم المسابقة أفلاماً قوية جداً، وهي بحق تقدّم أفضل الإبداعات السينمائية من آسيا وأفريقيا والعالم العربي، ولا شك في أن المهمة ستكون صعبة والمسؤولية كبيرة».
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة؛ فيترأسها المخرج المصري مروان حامد («عمارة يعقوبيان»، و«الفيل الأزرق»، و«الأصليين»)، وينضم إليه في اللجنة الممثلة والمخرجة السعودية عهد كامل («وجدة»، و«زنزانة»، و«من ألف إلى باء»)، والمخرج والكاتب الفنلندي من أصول صومالية خضر عيدروس («زوجة حفّار القبور»).
ومن المقرر أن تعرض المسابقة الرسمية بشقيها الطويل والقصير أحدث وأهم الإبداعات السينمائية من آسيا وأفريقيا والعالم العربي، كما تقدّم فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة، إضافة إلى أعمال المخضرمين، حيث ستعرض 16 فيلماً طويلاً، و18 فيلماً قصيراً، ستتنافس على «جوائز اليُسر» التي سيعلَن عنها في حفل توزيع الجوائز.
وعبّر إدوارد وينتروب؛ المدير الفني لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» عن سعادته بالإعلان عن أعضاء لجان التحكيم، بالقول: «يسعدنا أن تضم لجان التحكيم في دورتنا الافتتاحية هذه الباقة من المواهب وأصحاب الخبرات والإنجازات من مخرجين وممثلين وكتّاب ومنتجين. لا شك في أن أمامهم مهمة صعبة في اختيار الأعمال الفائزة، حيث تنتظرهم في المسابقة باقة من أفضل وأقوى الأعمال السينمائية».
كما تضم لجنة تحكيم برنامج «السينما التفاعلية» ثلاث مواهب نسائية؛ حيث ترأسها الفنانة الأميركية الرائدة لوري آندرسون، بمشاركة المخرجة الحاصلة على جائزة «بافتا» فيكتوريا مابلبيك، وواحدة من أولى المبدعات في فن الرسم على الجدران في السعودية سارة مهنا العبدلي.
يذكر أن الدورة الافتتاحية من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» تقام في «جدة البلد» من 6 - 15 ديسمبر 2021، فيما تتوفر التذاكر للحجز الآن عبر موقع المهرجان على الإنترنت.



فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
TT

فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)

«يحتاج الإنسان إلى النوم ما بين 7 و9 ساعات ليلاً؛ ليتمكّن من استعادة نشاطه والحفاظ على صحته»... هذا ما نسمعه دوماً. وهناك اعتقاد سائد، كأنه قاعدة لا تقبل الكسر، هو أن النوم لفترة أقل تترتب عليه مشكلات صحية على المديين القصير والطويل، وأعراض مثل، ضعف الذاكرة، والاكتئاب، والخرف، وأمراض القلب، وضعف جهاز المناعة... بيد أن العلماء توصّلوا، خلال السنوات الأخيرة، إلى وجود «فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة، ولا تتأثر صحتهم بقلّة ساعاته، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وهذه الفئة من البشر، وفق العلماء، مجهّزون جينياً للنوم من 4 إلى 6 ساعات فقط ليلاً، من دون أن يؤثّر ذلك على صحتهم أو أن يترك لديهم شعوراً بالإرهاق في اليوم التالي، ويقول الباحثون إن المسألة تتوقف لديهم على جودة النوم وليست على طول ساعاته.

«فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة (غيتي)

ويأمل الباحثون معرفة الأسباب التي تجعل هؤلاء الأشخاص أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بغيرهم، حتى يستطيعوا التوصل إلى فهم أفضل لطبيعة النوم لدى الإنسان.

يقول الباحث لويس بتسيك، اختصاصي طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو: «في الحقيقة نحن لا نفهم ماهية النوم، ناهيك بأسباب الاحتياج إليه، وهي مسألة مثيرة للدهشة، لا سيما أن البشر ينامون في المعتاد ثلث أعمارهم». وكان العلماء في الماضي يعتقدون أن النوم أكبر من مجرد فترة للراحة، ووصفوه بأنه مرحلة لخفض طاقة الجسم استعداداً لاستعادة النشاط مجدداً في اليوم التالي.

وكان العالم توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، يصف النوم بأنه «إهدار للوقت»؛ بل و«إرث من زمن رجل الكهف»، وكان يزعم أنه لا ينام أكثر من 4 ساعات ليلاً. بيد أن العلماء في العصر الحديث وصفوا النوم بأنه عملية «نشطة ومركبة» تُعبَّأ خلالها مخازن الطاقة في الجسم، ويُتخلص فيها من السّموم، وتُجدَّد في أثنائها الروابط العصبية وتُثبَّت الذكريات، وقالوا إن الحرمان منه تترتب عليه مشكلات صحية جسيمة.

مَن تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين» لا يحتاجون لنوم ساعات طويلة (غيتي)

وترتبط معرفة البشر بالنوم بشكل أساسي بنموذج علمي طرحه الباحث المجري السويدي ألكسندر بوربيلي في سبعينات القرن الماضي، حين قال إن النوم يقترن بعمليتين منفصلتين؛ هما «الإيقاع اليومي»، ويقصد به الساعة البيولوجية للجسم، والتوازن بين النوم والاستيقاظ (Sleep Homeostasis)، وهو التفاعلات الجسمانية التي تتحكّم في توقيت وطول ساعات النوم؛ إذ يرتبط النظام الأول بتغيرات الضوء في البيئة وأوقات الليل والنهار، ويرتبط الثاني بضغوط جسمانية داخلية تزداد خلال الاستيقاظ وتنخفض في أثناء النوم.

وفي حديث للموقع الإلكتروني «Knowable Magazine»، يؤكّد الباحث لويس بتسيك، المختص في الأبحاث الطبية، أنهم كانوا على علم بأن البشر ينقسمون إلى «عصافير صباحية» و«بُومٍ ليلي»، وأن الغالبية العظمى تقع في منطقة متوسطة بين الشريحتين، مضيفاً أن «الفئة التي لا تحتاج إلى النوم فترات طويلة كانت دائماً موجودة، ولكنهم غير ملحوظين؛ لأنهم عادة لا يذهبون إلى الطبيب».

ووفق الموقع، فقد سُلّطت الأضواء على شريحة البشر الذين لا يحتاجون إلى النوم فترات طويلة؛ عندما توجهت امرأة مسنة للطبيب بتسيك وزميله ينغ هيو فو، اختصاصي علوم الوراثة، وهي تشكو من إصابتها بما وصفتها بـ«لعنة» قلّة النوم؛ إذ كانت تستيقظ في ساعات مبكرة للغاية وتعاني، على حد وصفها، من «برودة الجو والظلام والوحدة»، وأوضحت أن حفيدتها ورثت عنها عادات النوم نفسها لساعات محدودة. ويقول الباحث ينغ هيو فو إن طفرة جينية معينة اكتُشفت لدى هذه المرأة، وبمجرد نشر نتائج البحث، بدأ الآلاف من هذه الشريحة، التي تستيقظ باكراً للغاية، يكشفون عن أنفسهم. وربط الباحثان بتسيك وزميله ينغ هيو فو هذه الظاهرة باسم طفرة في أحد الجينات يعرف بـ«DEC.2».

وعن طريق تقنيات الهندسة الوراثية، أحدث الباحثان تعديلات الجين نفسه لدى الفئران، وترتب على ذلك أن تلك الفئران أصبحت هي الأخرى أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بأقرانها. وتبيّن للباحثين أن إحدى وظائف هذا الجين هي التحكم في مستويات أحد الهرمونات التي تُفرَز في المخ، ويعرف باسم «أوريكسين»، ويتمثل دوره في تنشيط اليقظة، في حين أن نقصه يؤدي إلى حالة مرضية تعرف باسم «Narcolepsy»؛ أي «التغفيق»، وهي اضطراب في النوم يؤدي إلى الشعور بالنّعاس الشديد خلال ساعات النهار. وكشفت التحليلات عن أن الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى النوم ساعات طويلة تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين».

ومع استمرار التجارب، اكتشف الفريق البحثي 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم، وركزوا على جين معين يطلق عليه اسم «ADRB1» وهو ينشط في جذع المخ، وتتمثل وظيفته في ضبط عملية النوم. وعندما استطاع الباحثون، عبر تقنية خاصة، تنشيط هذه المنطقة من المخ التي تسمى «Dorsal Pons»، اتضح أن الفئران التي لديها طفرة في هذا الجين كانت تستيقظ بشكل أسهل وتظلّ مستيقظة لفترات أطول. كما وجدوا أيضاً أن حدوث طفرة في الجين المعروف باسم «NPSR1» يؤدي إلى قلة ساعات النوم من دون أي مشكلات في الذاكرة، بعكس ما قد يحدث مع غالبية البشر في حال انخفاض عدد ساعات النوم التي يحصلون عليها.

ويؤكد الباحثون أن هذه الشريحة من البشر، كما أثبتت الاختبارات على فئران التجارب، محصّنون، فيما يبدو، ضد الأمراض التي تحدث بسبب قلة النوم، كما أن حالتهم الصحية تكون في العادة جيدة بشكل استثنائي، وعادة ما يتميزون بالطّموح والتفاؤل والطاقة، ويكتسبون مرونة نفسية لمقاومة التوتر، وقدرة عالية على تحمل الألم، بل ربما تكون أعمارهم أطول مقارنة بغيرهم.