من قلب الرياض... الهلال في مهمة استعادة زعامة آسيا

ممثل الكرة السعودية يواجه بوهانغ الكوري أمام 58 ألف مشجع

الهلال وبوهانغ الكوري... على موعد مع لقب آسيوي تاريخي (الشرق الأوسط)
الهلال وبوهانغ الكوري... على موعد مع لقب آسيوي تاريخي (الشرق الأوسط)
TT

من قلب الرياض... الهلال في مهمة استعادة زعامة آسيا

الهلال وبوهانغ الكوري... على موعد مع لقب آسيوي تاريخي (الشرق الأوسط)
الهلال وبوهانغ الكوري... على موعد مع لقب آسيوي تاريخي (الشرق الأوسط)

تتجه أنظار جماهير كرة القدم الآسيوية، مساء اليوم (الثلاثاء)، صوب العاصمة السعودية الرياض، حيث العرس الكروي الكبير نهائي دوري أبطال آسيا بين الهلال السعودي ونظيره فريق بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي الذي سيقام على درة الملاعب ملعب الملك فهد الدولي، الملعب الذي يملك علاقة جيدة مع النهائيات الآسيوية، باستضافة أكثر من نسخة.
ويقام النهائي الآسيوي في السعودية بصفتها مستضيفة الأدوار المتقدمة من البطولة القارية التي ظلت تعاني من تبعات فيروس كورونا منذ عامين، وإقامتها بنظام التجمع في النسخة الماضية وكذلك الحالية، علماً بأن الحضور الجماهيري سيكون ممتلئاً بالمقاعد كافة، حيث بيعت التذاكر الـ58 ألفاً في ساعتين من طرحها إلكترونياً.
ويقف الهلال مع نظيره بوهانغ الكوري الجنوبي أمام تاريخ كبير يحكي عراقة الناديين على صعيد البطولات القارية، حيث يملك كل منهما في رصيده ثلاثة ألقاب، حيث واحدة في نظامها الحالي بطولة دوري أبطال آسيا واثنتان في النظام القديم.
ويسعى الهلال الذي تم اعتباره منسحباً في النسخة الماضية من البطولة بحسب بيان الاتحاد القاري بعد نقص قائمته عن العدد المحدد لانطلاق المباراة، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا بين أفراد البعثة الزرقاء، إلى تجديد علاقته مع الزعامة الآسيوية بعدما اعتلى الهلال العرش الآسيوي في 2019 بعد فوزه على أوراوا الياباني في نهائي تلك النسخة التي كانت تقام مباريات الأدوار المتقدمة فيها بنظام الذهاب والإياب.
الهلال الذي ظل علامة فارقة في سماء كرة القدم السعودية كأكثرها وصولاً للنهائي القاري، يسعى هذا المساء لتأكيد الأفضلية القارية مجدداً، وبدأت علاقته في 1991 قبل أن يكرر منجزه في 1999-2000 بنيل بطولة الأندية أبطال الدوري قبل دمج البطولات ليعود بعد غياب طويل ويحقق لقبه الأول في البطولة التي استحدثت عام 2003.
يدخل الهلال النهائي القاري بعدما استعد جيداً لهذه اللحظة منذ تعاقده مع البرتغالي ليوناردو جارديم صانع المجد لموناكو الفرنسي ومكتشف مواهبه، وذلك بعد موسم لم يعرف فيه الهلال الاستقرار الفني منذ رحيل الروماني رازفان لوشيسكو الذي قاد الفريق للثلاثية التاريخية، حيث أعقبه البرازيلي روجيرو ميكالي، الذي تمت إقالته بعد عدد من المباريات لم يظهر فيها الهلال بهويته المعهودة وكان قريباً من الخروج من البطولة الآسيوية الحالية قبل أن يتأهل لدور الستة عشر في اللحظات الأخيرة كأفضل ثاني، في حين أكمل الموسم البرتغالي مواريس قبل حضور جارديم.
جارديم وقبله المهاجم المالي موسى ماريغا، ثم صانع الألعاب البرازيلي ماثيوس بيريرا القادم من وست بروميتش الإنجليزي، أسماء ذات ثقل فني ومادي كبير تعكس حجم الرغبة الهلالية الكبيرة في تكرار المنجز الآسيوي مجدداً، خاصة أن فريق الهلال يتمتع بخبرة كبيرة في عدد مرات بلوغه النهائي القاري الذي حققه مرة واحدة مقابل فشله مرتين.
ويدخل الهلال مباراته أمام بوهانغ الكوري الجنوبي مكتملاً الصفوف باستثناء غياب المدافع علي البليهي بداعي تراكم البطاقات الملونة، مقابل تماثل اللاعبين المصابين كافة للشفاء وجاهزيتهم التامة للمباراة، يتقدمهم المالي موسى ماريغا صاحب الهدف الأول في مباراة النصر الماضية والذي غاب بعدها حتى عاد للمشاركة في المواجهة الودية التي جمعت الفريق أمام الطائي في فترة التوقف الأخيرة.
ويعتمد الهلال على حاسة غوميز التهديفية ونجومية الثنائي سالم الدوسري وسلمان الفرج أبرز الأسماء المحلية في السعودية والذين يعيشون حالياً أفضل مراحلهم الفنية، بالإضافة إلى ياسر الشهراني الذي غيّبته الإصابة عن المشاركة في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع عودته هذا المساء بعد جاهزيته الكاملة.
في حين سيترقب الإضافة الفنية الكبيرة للمهاجم المالي موسى ماريغا الذي يبدو يخوض تحديثاً واضحاً من أجل التتويج بلقب البطولة مع الفريق الأزرق، بالإضافة إلى الآمال الكبيرة المعلقة على البرازيلي ماثيوس بيريرا صانع الألعاب الذي ستتجه صوبه الأنظار هذا المساء لوضع بصمته في النهائي الكبير.
أما فريق بوهانغ الكوري الجنوبي الذي يتشارك مع الهلال بتأهله عبر مقعد أفضلية أصحاب المراكز الثانية في مجموعات شرق آسيا، لم يقدم عبر مسيرته حتى بلوغ النهائي مستويات مميزة أو نتائج مثالية، حتى بلوغه النهائي القاري حضر في اللحظات الأخيرة بعد أن كان أولسان هيونداي هو الأقرب للعبور قبل الهدف القاتل الذي سجله مدافعه غرانت واحتكمت المواجهة لركلات الترجيح.
بوهانغ الكوري الجنوبي يسعى لتحقيق لقبه الرابع في البطولات القارية، حيث بدأ علاقته بتحقيق البطولة للأندية أبطال الدوري في 1997، ثم بعدها بموسم أضاف اللقب القاري الثاني في تاريخه، قبل أن يعود في 2009 ويحقق لقبه الأول والذي كان أمام وصيفه في النهائي فريق الاتحاد السعودي، وبعدها غاب طويلاً عن تحقيق اللقب القاري.
الفريق الكوري الجنوبي يدرك أنه لا يعيش أفضل أيامه على الإطلاق، إلا أنه في المقابل يوضح أنه تحقيق اللقب سيعيد له شيئاً كبيراً من التوازن والثقة والتي ستنعكس حتى على صعيد منافساته المستقبلية التي سيخوضها الفريق، إذ يحضر بوهانغ في المركز التاسع في لائحة الترتيب.
وتخطّى كل من الفريقين منافساً محلياً في نصف النهائي، حيث تفوّق الهلال على غريمه التقليدي في العاصمة النصر 2 – 1، في حين جرّد بوهانغ مواطنه أولسان هيونداي من اللقب بالفوز عليه 5 - 4 بركلات الترجيح.
ويعيش الهلال الذي لم يخسر أي مباراة هذا الموسم، حالة مثالية من الاستقرار على الصعد كافة، كما أن جميع لاعبيه الأساسيين يعتبرون حالياً في فورمة عالية جداً، لا سيما الدوليون منهم الذين ساهموا في تصدر الأخضر السعودي مجموعته في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم.
وما يعزّز من حظوظ الهلال للظفر باللقب، عودة لاعبيه المصابين الذين يشكلون ثقلاً في تركيبته، خصوصاً ياسر الشهراني والكوري جانغ هيون - سو وقبلهم المالي موسى ماريغا.
أما بوهانغ، فرغم مركزه المتأخر في الدوري الكوري، فإنه يُعدّ من الأندية القوية في آسيا، وما وصوله للمحطة النهائية إلا تأكيد على ذلك. لكن مهمته لن تكون سهلة أمام فريق يلعب على أرضه وبين جماهيره، حيث سيتابع المباراة نحو 68 ألف متفرج.
لم يكن وصول الهلال للنهائي سهلاً، بل اعترت طريقه بعض العقبات، ففي دور المجموعات تأهل كأفضل ثلاثة ثوانٍ في المجموعات الخمس، حيث حل وصيفاً في المجموعة الأولى التي استضافها في الرياض. وفي ثمن النهائي، تجاوز استقلال طهران الإيراني 2 – 0، قبل أن يتخطى بيرسيبوليس الإيراني في ربع النهائي 3 - 0، وفي نصف النهائي اصطدم بجاره النصر وتغلب عليه 2 - 1.
وجاء تأهل بوهانغ مماثلاً لمضيفه؛ إذ تخطى دور المجموعات كأفضل ثلاثة ثوانٍ في المجموعات الخمس لشرق القارة. في ثمن النهائي تجاوز سيريزو أوساكا الياباني 1 - 0، وفي ربع النهائي اكتسح ناغويا غرامبوس الياباني 3 - 0، وفي نصف النهائي تخطى مواطنه أولسان هيونداي بركلات الترجيح.
ويمتلك الهلال نخبة من النجوم الدوليين، أمثال محمد البريك، وسلمان الفرج، وسالم الدوسري، ومحمد كنو، وصالح الشهري، وناصر الدوسري إلى جانب غوميس والبرازيلي ماتيوس بيريرا، بينما يبرز في صفوف بوهانغ، مين كوانغ جيون، وشين جين هو وليم سانغ هيوب وسونغمو لي إلى جانب الأسترالي ألكسندر غرانت والكولومبي مانويل بالاسيوس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».