«السوق السوداء» تثير غضب الهلاليين قبل النهائي الآسيوي

الأزرق ينهي استعداداته اليوم... والكوري يتدرب في «الدرة»

من استعدادات الهلال للنهائي الآسيوي (الشرق الأوسط)
من استعدادات الهلال للنهائي الآسيوي (الشرق الأوسط)
TT
20

«السوق السوداء» تثير غضب الهلاليين قبل النهائي الآسيوي

من استعدادات الهلال للنهائي الآسيوي (الشرق الأوسط)
من استعدادات الهلال للنهائي الآسيوي (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي كانت جماهير الهلال تترقب طرح تذاكر النهائي الآسيوي، نشطت سوق سوداء للتذاكر التي نفدت من الموقع الرسمي بعد ساعتين من طرحها، وسط تذمر هلالي من طرح عدد من التذاكر عبر منصات إلكترونية أخرى وبيعها بصورة علنية وبأسعار مختلفة عن الطرح الرسمي.
وأمام ذلك حذر سلطان آل الشيخ المدير التنفيذي لشركة الهلال الاستثمارية جماهير النادي بعدم الانجراف وراء ما يُطرح في مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية ببيع التذاكر أو إجراء سحوبات عليها.
وأوضح آل الشيخ: «جماهير الهلال الغالية نقدر حرصكم ورغبتكم حضور ودعم الهلال في هذا النهائي، ولمن لم يتمكن من شراء التذاكر عبر الموقع الرسمي المعلن عنه في حساب النادي، فأرجو منه الحذر وعدم الانجراف وراء أي حساب شخصي أو تجاري يعلن عن تقديم سحوبات للتذاكر أو من خلال مواقع البيع الأخرى».
وأشار عضو مجلس إدارة النادي والمدير التنفيذي لشركة الهلال الاستثمارية إلى أن الجهات التجارية الوحيدة المصرح لها بذلك هي شركاء ورعاة الهلال الرسميون فقط
وختم آل الشيخ حديثه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «أود التأكيد أن الشرط السادس في شروط شراء التذكرة كما هو موضح قبل شرائها في الموقع، ألا تستخدم لإعادة البيع أو تحويلها لطرف ثالث بهدف تحقيق الربح. وختاماً، أود التنويه بأن جُل الإعلانات التي تروج لبيع التذاكر والسحوبات عليها هي إعلانات وهمية لا أساس لها ولا نود لجماهيرنا الغالية أن تتعامل معها وتقع ضحية لتعاملات غير نظامية ووهمية».
من جانب آخر، يختتم فريق الهلال تحضيراته مساء اليوم الاثنين للنهائي المرتقب، وذلك بحصة تدريبية على ملعب الأمير تركي بن سلطان بمقر النادي الأزرق على أن يدخل الفريق بعدها المعسكر الذي يسبق المباراة.
وكان الهلال قد أجرى الحصة التدريبية الرئيسية مساء يوم أمس تحت إشراف البرتغالي ليوناردو جارديم، والتي طبق خلالها عدداً من الجمل التكتيكية والنهج الفني الذي سيدخل المباراة به.
وكانت إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل قد أبدت احترامها لمنافسهم فريق بوهانغ الكوري الجنوبي الذي سيلاقيه الهلال مساء الثلاثاء في نهائي دوري أبطال آسيا على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض. وكتب بن نافل عبر حسابه في «تويتر»: «نهائي دوري أبطال آسيا سيجمع الهلال بمنافسه بوهانغ الكوري في مواجهة نمثل فيها الوطن قبل أن نمثّل نادينا، وأمام منافس شرس ومتمرس يعادل الهلال في مرات تحقيق دوري الأبطال؛ لذا نحن أمام 90 دقيقة لا تخضع لأي معايير أو مقارنات».
وأوضح رئيس النادي الأزرق في حديثه: «مثلما نثق في قدرات أبطالنا في الملعب، نثق في جماهيرنا العزيزة ونثمّن استشعارهم أهمية النهائي، وتشجيعهم المؤثر، وتعاونهم مع القوة الزرقاء بما يحفز أبطالنا ويؤثر على المنافسين، وهو ما نلمسه في الواقع وأخبرني به اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية وختاماً نسأل الله التوفيق والسداد».
يجدر بالذكر أن البرتغالي ليوناردو جارديم سيعقد مؤتمراً صحافياً عند الساعة 3:30 في فندق كروان بلازا، وذلك للحديث عن المواجهة النهائية وبجواره أحد لاعبي الفريق الأزرق، فيما سيعقد كيم جي دونغ مدرب فريق بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي عند الساعة الثالثة مساءً المؤتمر الصحافي الخاص به.
من جانبه، يواصل فريق بوهانغ تحضيراته للمباراة النهائية حيث يستعد الفريق على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض منذ وصوله يوم الخميس الماضي، حيث أجرى الفريق حصة تدريبية صباحية واحدة قبل أن يعود للاكتفاء بحصة مسائية، بالإضافة لتدريبات يجريها اللاعبون في الصالة الرياضية بمقر السكن.
ويختتم فريق بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي تحضيراته مساء اليوم على ملعب الملك فهد الدولي «ملعب المباراة» بحصة تدريبية رئيسية، يحاول من خلالها المدرب كشف الملعب وتطبيق النهج التكتيكي الذي سيدخل به المباراة.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.