البرازيل والأرجنتين مرشحتان لإعادة الكأس الذهبية إلى قارة أميركا الجنوبية

عام على مونديال 2022: ميسي ونيمار ومبابي على الموعد ورونالدو وإيطاليا في الانتظار

البرازيل آخر دولة في أميركا الجنوبية تفوز بكأس العالم عام 2002 (غيتي)
البرازيل آخر دولة في أميركا الجنوبية تفوز بكأس العالم عام 2002 (غيتي)
TT

البرازيل والأرجنتين مرشحتان لإعادة الكأس الذهبية إلى قارة أميركا الجنوبية

البرازيل آخر دولة في أميركا الجنوبية تفوز بكأس العالم عام 2002 (غيتي)
البرازيل آخر دولة في أميركا الجنوبية تفوز بكأس العالم عام 2002 (غيتي)

قبل سنة من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، حجزت منتخبات عريقة في كرة القدم أمثال البرازيل وألمانيا وفرنسا والأرجنتين تذاكرها إلى العرس الكروي، في حين سيتقرّر مصير منتخب إيطاليا بطل أوروبا وسلفه البرتغالي مع نجمه كريستيانو رونالدو في مارس (آذار) المقبل عبر الملحق. لحقت فرنسا وكرواتيا وبلجيكا وإنجلترا التي بلغت المربع الأخير في مونديال روسيا 2018، بركب المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات المقرّرة من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) حتّى 18 ديسمبر (كانون الأول) 2022.
متسلّحاً بخبرته وثلاثي أحلامه الهجومي كيليان مبابي - أنطوان غريزمان - كريم بنزيمة، سيكون منتخب «الديوك» حامل اللقب أبرز المرشحين للاحتفاظ بتاجه، برغم أن فرنسا تأهلت إلى قطر وهي تجرّ خلفها خيبة الفشل في كأس أوروبا بخروجها من دور الستة عشر. أثارت هذه السقطة الشكوك حول قدرة الفرنسيين ومدربهم ديدييه ديشامب على النهوض مجدداً، إلا أنّ الأخير ردّ بأفضل طريقة ممكنة بإحرازه في الخريف النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية على حساب إسبانيا (2 - 1).
في المقابل، تبدو بلجيكا مع جيلها الذهبي أمثال كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو وإدين هازارد... مرشحة لإحراز اللقب، على غرار منتخب «الأسود الثلاثة» بقيادة مدرّبه غاريث ساوثغيت برغم نكسة عدم الفوز بلقب كأس أوروبا على ملعبهم الشهير في ويمبلي، إثر الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا. في الجانب الآخر، كان المنتخب الكرواتي وصيف بطل العالم أقلّ إقناعاً مما ظهر عليه في 2018، حيث سيبلغ نجمه المخضرم لوكا مودريتش سن السابعة والثلاثين عندما تدقّ ساعة مونديال قطر.
تتقدّم منتخبات ألمانيا وإسبانيا وهولندا الصفوف الأولية ضمن ترشحيات الفوز في البطولات الكبرى. لكن هذه المنتخبات الثلاثة في طور إعادة بناء نفسها واستعادة توازنها، وسيتعيّن الانتظار بضعة أشهر أخرى للتعرف على مستواها الحقيقي قبل التوجه إلى قطر. فيما يتعلق بالـ«ماكينات»، قدّم المدرب الألماني الجديد هانزي فليك الذي خلف يواكيم لوف الراحل مع نهاية كأس أوروبا، بداية مميزة محققاً سبعة انتصارات في سبع مباريات، جاءت جميعها أمام منتخبات من الصف الثاني.
في المقابل، تأهلت هولندا في اللحظة الأخيرة مع تشكيلة شابة لا تملك خبرة كبيرة مثل سابقاتها، كون المنتخب البرتقالي غاب عن كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018. من ناحيتها، تعتمد إسبانيا بقيادة مدربها العائد لويس إنريكي على لاعبين صغار السن، مثل بيدري أو غافي. وبعد نجاح منتخب إسبانيا في الوصول إلى نصف نهائي كأس أوروبا (خسر أمام إيطاليا) ونهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية (خسر أمام فرنسا)، تأهل بصعوبة لكأس العالم بفوزه على السويد 1 - صفر في الجولة الأخيرة من التصفيات الأوروبية.
في قارة أميركا الجنوبية، حجزت البرازيل مع نجمها نيمار والأرجنتين بقيادة الأسطوري ليونيل ميسي مقعديهما باكراً إلى قطر، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان تأهلتا خارج حدود القارة العجوز (باستثناء قطر، الدولة المضيفة). يدخل عملاقا القارة نادي أبرز المرشحين لرفع الكأس العالمية، حيث يسعى منتخب القمصان الصفراء لإضافة لقب سادس، والأزرق السماوي لقب ثالث، وذلك رغم صعوبة المهمة بحكم أنّ الكأس الذهبية لم تفلت من بين يدي المنتخبات الأوروبية في المونديالات الأربعة الأخيرة.
في المقابل، يتوجب على أوروغواي مع نجميها لويس سواريز وإدينسون كافاني أن ترفع من مستواها في حال أرادت اللحاق بقطار المونديال وتجنب مشاهدة النهائيات من خلف شاشة التلفزة. غير أن الواقع في المجموعة الموحّدة للقارة الأميركية الجنوبية مقلق بالنسبة لمنتخب أوروغواي الذي لم يحقق أي فوز في الجولات الخمس الأخيرة ليحتل المركز السابع، أي خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة مباشرة إلى قطر، مما أدى إلى إقالة مدربه المخضرم أوسكار تاباريس. لكن ما زال بإمكانه اللحاق بالقطار كونه يتخلف بفارق نقطة فقط عن كولومبيا الرابعة، ونقطة أيضاً عن تشيلي صاحبة المركز الخامس المؤهل إلى ملحق قاري يُقام في مارس المقبل، وذلك قبل أربع جولات على نهاية التصفيات.
ويأمل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سيبلغ 37 عاماً في فبراير (شباط) المقبل، أن يدخل ضمن الدائرة المغلقة للاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم خمس مرات، مع الألماني لوثار ماثيوس والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون والمكسيكيين أنطونيو كارباخال ورافايل ماركيس. ومن أجل إكمال إنجازه، يجب على «سي آر7» أن يتأهل من الملحق في مارس- آذار، انطلاقاً من واقع أن البرتغال الفائزة بـ«يورو» 2016 مثل إيطاليا بطلة 2020 هذا الصيف، فشلت في خطف بطاقة التأهل المباشر.
وبات محكوماً على رفاق رونالدو ورجال المدرب روبرتو مانشيني الخضوع لاختبار يعد بأن يكون صعباً، حيث يتأهل من الملحق ثلاثة منتخبات فقط من أصل 12. مع اعتماد نظام خروج المغلوب. وتخوض البرتغال وإيطاليا على ملعبيهما مباراتي نصف النهائي بحكم تصنيفيهما، في حين سيتمّ تحديد هوية المستضيف في النهائي عبر القرعة، مع احتمالية أن يتواجها معاً لحجز بطاقة إلى المونديال.
في وقت ستشاهد الجماهير أبرز نجوم الكرة المستديرة في قطر، وفي حين ينتظر بعضهم الملحق، انتهى حلم التأهل المونديالي بالنسبة للبعض الآخر، ومنهم الهداف النرويجي المتألق إرلينغ هالاند الذي لم يتمكن منتخب بلاده من فرض نفسه في التصفيات. في المقابل، سيكون البولندي روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم في عام 2020 والمخضرم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش ممن يتوجب عليهم التخلص من «مقصلة» الملحق. في أفريقيا، لا يزال ساديو ماني وإدوار مندي مع السنغال ومحمد صلاح مع مصر ورياض محرز مع الجزائر في السباق، وسيخوضون الدور الفاصل في مارس، على أمل الانضمام إلى المنتخبات المتأهلة إلى العرس الكروي في قطر.


مقالات ذات صلة

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

رياضة سعودية ياسر المسحل خلال تكريمه ماجد عبد الله الفائز بجائزة من جوائز المسؤولية الاجتماعية (الاتحاد السعودي)

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

قال ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن حظوظ الأخضر في نيل البطاقة المباشرة لنهائيات كأس العالم 2026 لا تزال قائمة، موضحاً أن الثقة حاضرة في اللاعبين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟