70 % من اللبنانيين باتوا عاجزين عن شراء الدواء

الحكومة و«المركزي» سيبحثان زيادة الدولارات المخصصة لدعمه

من الأدوية المصنعة في لبنان (الشرق الأوسط)
من الأدوية المصنعة في لبنان (الشرق الأوسط)
TT

70 % من اللبنانيين باتوا عاجزين عن شراء الدواء

من الأدوية المصنعة في لبنان (الشرق الأوسط)
من الأدوية المصنعة في لبنان (الشرق الأوسط)

أكد رئيس لجنة الصحة البرلمانية النائب عاصم عراجي، أن 70% من اللبنانيين «باتوا اليوم عاجزين عن شراء الدواء» بعد رفع الدعم عنه، وارتفاع أسعاره بشكل كبير، وهو ما دفع بناشطين غاضبين للاحتجاج أمام وزارة الصحة أمس.
واتخذت السلطات اللبنانية قراراً برفع الدعم جزئياً عن أدوية الأمراض المزمنة، على ضوء ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ونضوب العملة الصعبة من احتياطي مصرف لبنان المركزي الذي كان يوفر الدولار لاستيراد تلك الأدوية.
وتحركت لجنة الصحة النيابية على الخط لتدارك الأزمة، واجتمع رئيسها النائب عاصم عراجي، مع الرئيس نجيب ميقاتي، أمس، للبحث في الارتفاع الذي طال أسعار الأدوية بعد رفع الدعم الجزئي. وقال عراجي بعد اللقاء إنه «تمّ وضع الدعم على أساس شطور معيّنة، وبسبب انهيار الليرة اللبنانية ارتفعت الأسعار بشكل مخيف».
وكشف عراجي أن «70% من اللبنانيين باتوا غير قادرين على شراء الدواء، ولأن هذا الأمر غير مقبول طلبنا لقاء ميقاتي وقلنا له إن هذا الأمر غير مقبول، وبحثنا في عدد من الحلول». ولفت عراجي إلى «أننا طرحنا زيادة الأموال المخصصة للدواء بالدولار»، مشيراً إلى أن ذلك «سيُبحث في اجتماع بين ميقاتي ووزير الصحة وحاكم مصرف لبنان».
ويأتي ارتفاع أسعار الدواء بعد أشهر على انقطاع الأدوية من السوق، وهي مرحلة تلت مرحلة تهريب الأدوية وتخزينها، بالنظر إلى أن أسعار الأدوية المدعومة باتت أقل بكثير من أسعار الأدوية في دول محيطة، بينها العراق وسوريا وتركيا. وإثر تراجع احتياطي المصرف المركزي من العملة الصعبة، تم رفع الدعم عن الأدوية تدريجياً، وطال أخيراً رفعُ الدعم الجزئي أدويةَ الأمراض المزمنة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس: «استمررنا في دعم أدوية الأمراض المزمنة والأمراض السرطانية لمدة شهرين، لكنها فُقدت من الأسواق، فإما أن الناس قاموا بتخزينها في المنازل، وإما أنه تم تهريبها، ولذلك سنظل ملتزمين الموضوع لكي يأخذ كل مريض حقه عبر حصر تقديم الدواء المطلوب أو ما يوازيه، حسب رأي الطبيب، في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة على كل الأراضي اللبنانية مجاناً».
أما في موضوع حليب الأطفال، فقال ميقاتي: «تابعت هذا الموضوع منذ البداية وكان إصراري على دعمه، لكن تبين أنه فُقد من الأسواق، ويتم استعماله لأغراض غذائية في معامل الألبان والأجبان الموجودة».
وأثار ارتفاع أسعار الدواء موجة استياء عارمة في صفوف اللبنانيين، ودفعهم إلى وزارة الصحة للاعتراض. واقتحم عدد من المحتجين مبنى الوزارة في بيروت، احتجاجاً على رفع الدعم عن الأدوية، وأطلقوا شعارات وهتافات غاضبة، وقاموا بالطرق بأيديهم على باب مكتب الوزير في محاولة لمقابلته.
وارتفعت أسعار الأدوية بما نسبته بين 5 و9 أضعاف، وطالت أدوية أساسية يستخدمها عدد كبير من اللبنانيين بينها أدوية لأمراض السكري والضغط والقلب وغيرها.
وشدد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة على ضرورة تفعيل عمل المكتب الوطني للدواء وتكليفه شراء الأدوية واستيرادها. وقال علامة في بيان: «إنه بعد عملية رفع الدعم عن الأدوية والارتفاع المخيف في أسعار الدواء وعدم قدرة المواطن والمؤسسات الاستشفائية على تحمل الكلفة، أو التكيف مع الأسعار الجديدة في ظل الظروف المالية والمعيشية الصعبة، وإلى حين إقرار اقتراح القانون المتعلق بإنشاء وكالة وطنية للدواء وإقرار التعديلات القانونية التي تقدمنا بها ككتلة لتفعيل عمل مكتب الدواء، أدعو الحكومة إلى تفعيل عمل المكتب الوطني للدواء وتكليفه شراء الأدوية واستيرادها وتزويد السوق المحلية حاجتها منها».
يأتي ذلك في إطار الإجراءات الممكنة والسريعة التي يمكن للحكومة اعتمادها للتخفيف من عبء الفاتورة الدوائية عن كاهل المريض، حيث يفرض القانون على الجهات الضامنة شراء الأدوية من المكتب الوطني والتي حكماً ستكون كلفة استيرادها وبيعها أقل في حال تمت من جهة رسمية لا تبغي الربح، و«هذا ما ينعكس على الكلفة ويوفر على المواطن»، حسبما قال علامة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.