«المركزي الأوروبي»: بطء وتيرة التلقيح يهدد الاستقرار المالي

حذر من «جيوب الوفرة» في بعض الأسواق

حذر «البنك المركزي الأوروبي» من أن بطء وتيرة التلقيح في بعض أنحاء العالم قد يهدد الاستقرار المالي (رويترز)
حذر «البنك المركزي الأوروبي» من أن بطء وتيرة التلقيح في بعض أنحاء العالم قد يهدد الاستقرار المالي (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي»: بطء وتيرة التلقيح يهدد الاستقرار المالي

حذر «البنك المركزي الأوروبي» من أن بطء وتيرة التلقيح في بعض أنحاء العالم قد يهدد الاستقرار المالي (رويترز)
حذر «البنك المركزي الأوروبي» من أن بطء وتيرة التلقيح في بعض أنحاء العالم قد يهدد الاستقرار المالي (رويترز)

أعلن «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الأربعاء، أن بطء وتيرة التلقيح ضد «كوفيد19» في بعض أنحاء العالم قد يهدد الاستقرار المالي، حتى لو كان التعافي الاقتصادي قد بدأ بالفعل.
وفي تقريرها نصف السنوي حول الاستقرار المالي، أشارت المؤسسة الأوروبية إلى أن الانتعاش الاقتصادي المستمر، مع استمرار نشاط الشركات في منطقة اليورو قد «قلل من أسوأ المخاوف بشأن الندوب الاقتصادية وزيادة مخاطر التخلف عن سداد الائتمان» في أعقاب وباء «كورونا».
وقال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي في الوثيقة، إن «المخاطر المرتبطة بالوباء لم تختف تماماً، لا سيما لأن تقدم التطعيم ظل بطيئاً في العديد من مناطق العالم». وحذر البنك من أن الوباء لا يزال يمثل أحد المخاطر الرئيسية على النمو الاقتصادي في المستقبل، في ضوء استمرار الفيروس في الانتشار في أوروبا، مع تسجيل رقم قياسي جديد للإصابات بأكثر من 52 ألف حالة جديدة في ألمانيا يوم الأربعاء، بينما تجاوزت فرنسا 20 ألف حالة يوم الثلاثاء، مع توقع حدوث اضطرابات في سوق العمل والطلب.
ولاستكمال صورة التهديدات التي يتعرض لها الاقتصاد، أشار التقرير إلى «الضغوط على سلسلة التوريد العالمية، وارتفاع أسعار الطاقة»، والتي تشكل أيضاً تحدياً لـ«توقعات التضخم»؛ المعيار الذي يبني عليه البنك المركزي الأوروبي سياسته النقدية.
كما حذر «البنك المركزي الأوروبي» من «جيوب الوفرة» في بعض الأسواق التي تشكلت بفضل تقييم الأصول المالية والعقارية، مشيراً إلى أن هذه القطاعات تواجه خطر التصحيح، حيث تظهر الأعمال التجارية والمالية العامة «مستويات ديون أعلى» في أعقاب الوباء. وترتبط هذه الفقاعات على نحو متناقض بالسياسة المالية الوفيرة والرخيصة التي يتبعها «البنك المركزي الأوروبي» لسنوات لدعم النشاط، والتي يقول البنك إنه يراقبها من كثب.
وجاء التحذير بينما أظهرت بيانات «مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)»، يوم الثلاثاء، نمو اقتصاد منطقة اليورو بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الثالث، حيث نما إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.2 في المائة مقارنة بالربع الثاني، عندما نما بنسبة 2.1 في المائة.
وتباطأ النمو الاقتصادي على أساس سنوي إلى 3.7 في المائة، مقارنة بنسبة بلغت 14.2 في المائة خلال الفترة السابقة. وأظهرت البيانات ارتفاع عدد العاملين في منطقة اليورو بنسبة 0.9 في المائة، وذلك مقارنة بنسبة بلغت 0.7 في المائة خلال الربع الثاني.
يذكر أن «البنك المركزي الأوروبي» دعا بعد اختتام مؤتمر المناخ «كوب26» الأسبوع الماضي إلى «عمل منسق وفي الوقت المناسب» بشأن تغير المناخ من شأنه أن يحد من المخاطر التي يتعرض لها النظام المالي.
وكانت المفوضية الأوروبية قالت، يوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي يعتزم استثمار 1.1 مليار يورو في مشروعات ابتكار جديدة لتطوير اقتصاد أخضر، وذلك في إطار تحول الاتحاد إلى مستوى «صفر انبعاثات» بحلول عام 2050.
وقال فرنز تيمرمانز، نائب رئيس المفوضية، إن المنح الخاصة بالمشروعات سوف «تساعد في إعادة تشغيل اقتصاد الاتحاد الأوروبي وتحقيق تعاف أخضر». وستكون المشروعات السبعة الأكبر هي أول استثمارات يتم تمويلها من «صندوق الابتكار» التابع للمفوضية، وهي آلية استثمار تابعة للاتحاد الأوروبي والتي دعت إلى التقدم بطلبات في عام 2020.
ويستهدف الصندوق تخصيص 25 مليار يورو على مدى العقد المقبل لتطوير تكنولوجيات منخفضة الكربون من أجل المساعدة في تخليص اقتصاد الاتحاد الأوروبي من الكربون. كما جرى اختيار 6 مشروعات أخرى في بلجيكا وإيطاليا وفنلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد ليتم تمويلها.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.