واشنطن وطوكيو تعيدان بناء العلاقات التجارية

نقص الإمدادات يؤرق صادرات اليابان

حاويات في ميناء بيوكوهاما جنوب طوكيو (أ.ب)
حاويات في ميناء بيوكوهاما جنوب طوكيو (أ.ب)
TT

واشنطن وطوكيو تعيدان بناء العلاقات التجارية

حاويات في ميناء بيوكوهاما جنوب طوكيو (أ.ب)
حاويات في ميناء بيوكوهاما جنوب طوكيو (أ.ب)

أعلنت الولايات المتحدة واليابان، أمس (الأربعاء)، عن شراكة جديدة لتعزيز التعاون في قضايا العمل والبيئة والتجارة الرقمية، مع التركيز على «مخاوف مرتبطة ببلد ثالث»، في إشارة إلى السياسات الاقتصادية التي تقودها الدولة في الصين.
وقالت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، الموجودة في طوكيو للاجتماع مع وزراء بالحكومة اليابانية الجديدة، إن الاجتماعات المبدئية للشراكة الأميركية اليابانية بشأن التجارة ستعقد في مطلع 2022، مع عقد اجتماعات دورية على أساس منتظم.
وذكرت تاي، في بيان أصدره مكتبها في واشنطن: «ستعمق هذه الشراكة التعاون بين الولايات المتحدة واليابان». وتابعت: «سيدعم تعاوننا الوثيق إطار العمل الاقتصادي لإدارة بايدن - هاريس في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسيسهم في تشكيل سياسات تجارية مستدامة ومرنة وشاملة وتنافسية ترتقى بشعبينا واقتصادينا».
ومن المنتظر أن تبدأ الولايات المتحدة واليابان محادثات جديدة لمواجهة مخاوف بشأن «الفقرة 232» من الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم المرتبطة بالأمن القومي والحد من الفائض العالمي في طاقة الإنتاج من المعادن التي يتركز معظمها في الصين. وتأتي هذه المحادثات بعد اتفاق حصص أبرمته الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي يتيح لمنتجي الصلب في التكتل تصدير نحو أربعة ملايين طن من الصلب معفاة من الرسوم إلى الولايات المتحدة سنوياً.
وأشارت تاي إلى أن الشراكة الجديدة ستركز على أولويات مرتبطة بالعمل والبيئة وتسهيل التجارة ودعم النظام البيئي الرقمي والتعاون في المحافل التجارية الإقليمية ومتعددة الأطراف.
وأشار بيان مكتب الممثلة التجارية الأميركية إلى «مخاوف مرتبطة ببلد ثالث» كإحدى نقاط التركيز في المحادثات الجديدة. وقال إن الشراكة ستكون برئاسة تاي ووزارتي الشؤون الخارجية والاقتصاد والصناعة والتجارة اليابانيتين. واقترب سعر الدولار الأميركي لفترة وجيزة، صباح أمس (الأربعاء)، من 115 يناً يابانياً، ليسجل مستوى لم يظهر منذ ما يقرب من خمسة أعوام، على خلفية مبيعات التجزئة الأميركية وبيانات إنتاج المصانع التي جاءت أقوى من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، بينما تراجعت أسهم طوكيو.
وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن سعر الدولار بلغ نحو 114.97 ين، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2017، قبل أن يتراجع بشكل طفيف إلى ما بين 114.80 و114.81 ين ظهر أمس بتوقيت طوكيو، مقابل 114.78 و114.88 ين في بورصة نيويورك و114.26 و114.28 في بورصة طوكيو الساعة الخامسة مساء الثلاثاء بتوقيت طوكيو.
وانخفض مؤشر نيكاي الذي يضم أسهم أكبر 225 شركة يابانية 133.38 نقطة أو بنسبة 0.45 في المائة عن مستوى جلسة الثلاثاء ليصل إلى 29674.74 نقطة. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً لجميع إصدارات القسم الأول في بورصة طوكيو 10.44 نقطة أو بنسبة 0.51 في المائة ليصل إلى 2040.39 نقطة.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات حكومية يابانية، أمس، استمرار تراجع صادرات السيارات خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث انخفضت بنسبة 36.7 في المائة مقارنة بالعام الماضي، في ظل نقص قطع الغيار وأشباه الموصلات، ما دفع شركات صناعة السيارات المحلية لخفض الإنتاج.
وذكرت صحيفة «جابان توداي» أن تقريراً أولياً لوزارة المالية ذكر أنه رغم أن وتيرة التراجع انخفضت من نسبة 40.3 في المائة التي تم تسجيلها في سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن أكتوبر الماضي يعد ثاني شهر على التوالي تتراجع فيه الصادرات، ما تسبب في انخفاض صادرات البضائع اليابانية إلى 9.4 في المائة بعدما بلغت 13.0 في المائة في سبتمبر الماضي.
وبلغت قيمة إجمالي الصادرات 7.18 تريليون ين (62.5 مليون دولار). وقد اضطرت شركات صناعة السيارات اليابانية منذ فصل الصيف لخفض الإنتاج في ظل أزمة سلاسل الإمداد العالمية وعرقلة وعدم انتظام وصول قطع الغيار في جنوب شرق آسيا بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس «كورونا».
وارتفعت الواردات بنسبة 26.7 في المائة لتصل إلى 7.25 تريليون ين، للشهر التاسع على التوالي.
وبلغت الصادرات إلى آسيا 4.24 تريليون ين، بارتفاع بنسبة 15.0 في المائة مقارنة بالعام الماضي لتصل لأعلى مستوى منذ أن بدأت الوزارة في جمع البيانات في يناير (كانون الثاني) 1979، ويرجع ذلك إلى زيادة تصدير الحديد إلى دول مثل باكستان، وارتفعت الواردات من آسيا بنسبة 14.7 في المائة لتصل إلى 3.47 تريليون ين.
وارتفعت الصادرات إلى الصين، أكبر شريك تجاري لليابان، بنسبة 9.5 في المائة لتصل إلى 1.60 تريليون ين، كما زادت الواردات بنسبة 11.4 في المائة لتصل إلى 1.72 تريليون ين. كما ارتفعت الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 0.4 في المائة لتصل إلى 1.30 تريليون ين.


مقالات ذات صلة

صندوق النقد يتوقع استقرار النمو العالمي عند 3.3 % في 2025 و2026

الاقتصاد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا خلال اجتماعات صندوق والبنك الدولي في واشنطن 25 أكتوبر 2024 (رويترز)

صندوق النقد يتوقع استقرار النمو العالمي عند 3.3 % في 2025 و2026

توقع صندوق النقد الدولي أن يظل النمو العالمي ثابتاً عند 3.3 في المائة خلال العامَيْن الحالي والمقبل، وهو ما يتماشى بشكل عام مع الاتجاهات العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)

«غولدمان ساكس»: عمليات إعادة شراء الأسهم الأميركية قد تتجاوز تريليون دولار

تكتسب سوق الأسهم الأميركية زخماً متزايداً في ظل الترقب العالمي لعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وهو حدث يتوقع المستثمرون أن يكون له تأثير ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«حراس السندات»... القوة الخفية التي تهدد خطط ترمب الاقتصادية

مع مساهمة الأسواق في توجيه قرارات السياسة، أصبح «حرَّاس السندات» بمثابة القوة الخفية التي تحدد مصير الرؤساء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

ترمب يعيد الدولار إلى الواجهة وسط توقعات اقتصادية داعمة

دفعت عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض والتوقعات الباهتة بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل حاد، الدولار إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين بعد اجتماع مع القيادة الجمهورية في الكابيتول (أ.ب)

البنك الدولي يحذر من تأثيرات الرسوم الجمركية الأميركية على النمو العالمي

حذَّر البنك الدولي من أن الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة المتوقع أن تبلغ 10 في المائة قد تقلِّص النمو الاقتصادي العالمي الضعيف بالفعل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السواحة: مشاركة السعودية بدافوس تعزز دورها في تطويع الذكاء الاصطناعي للبشرية 

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده بدافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده بدافوس السويسرية (رويترز)
TT

السواحة: مشاركة السعودية بدافوس تعزز دورها في تطويع الذكاء الاصطناعي للبشرية 

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده بدافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده بدافوس السويسرية (رويترز)

أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المهندس عبد الله السواحة، أن مشاركة المملكة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيقام الاثنين بالمدينة السويسرية دافوس، يعزز أهمية الدور الذي تلعبه البلاد في قيادة الجهود العالمية لتعزيز الابتكار وتطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.

ومن المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع، خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث يأتي في وقت يشهد فيه العالم ازدياداً في التحديات الإنسانية والمناخية والاقتصادية والجيوسياسية، كما يجمع المنتدى قادة العالم لاستكشاف أبرز الحلول للتحديات العالمية، وإدارة الانتقال العادل والشامل للطاقة.

وقال السواحة إن المملكة لديها دور محوري في دفع الأجندة العالمية؛ لتعزيز الاقتصاد الرقمي، والابتكار، والذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية وحماية الكوكب، بحسب تصريحه لـ«وكالة الأنباء السعودية».

الأهداف العالمية

وأشار السواحة إلى أن المملكة تعمل بالشراكة مع المجتمع الدولي على تطويع الذكاء الاصطناعي؛ ليكون أداة محورية لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف العالمية.

ولفت إلى أن هذه الجهود تسعى إلى تحسين جودة الحياة، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات متنوعة، بما يسهم في بناء مستقبلٍ مستدام ومزدهر للجميع.

وشرح وزير الاتصالات السعودي أن مشاركة المملكة في دافوس، تأتي في الوقت الذي يتحول فيه العالم من العصر الرقمي إلى العصر الذكي.

وأفاد بأن الاجتماع السنوي يُمثِّل منصة عالمية لتسليط الضوء على الإنجازات التنموية والاقتصادية والتقنية التي حققتها المملكة، ضمن إطار «رؤية 2030»، التي جاءت بدعم قيادة الحكومة.

التحولات التنموية المستدامة

وتشارك السعودية في المنتدى تحت شعار «نعمل لمستقبلٍ مزدهر للعالم»، مركزة على 5 رسائل رئيسة؛ تهدف إلى تعزيز الحوار الدولي، وتسريع التحولات التنموية المستدامة، وقيادة الابتكار التحولي، وتمكين القدرات البشرية.

وتشارك المملكة بجناح مبادرة «Saudi House»، بتنظيم من وزارة الاقتصاد والتخطيط، ومشاركة عدد من الجهات الحكومية؛ منها: وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الاستثمار. كما ستعقد المبادرة عددًا من الجلسات الحوارية لمناقشة أحدث التوجهات المهمة في التحول الاجتماعي والاقتصادي محليًا ودوليًا.

ويعكس جناح هذه المبادرة الدور المتنامي للمملكة في الساحة الدولية وتأثيرها الفعّال، بوصفه منصة تربط بين رواد الأعمال، وصنّاع التغيير، والمبتكرين لطرح رؤى استراتيجية حول أهم المجالات التي تشكل مستقبل العالم.

كما سيتمكن الزوار من اكتشاف الفرص التنموية والاستثمارية التي خلقتها «رؤية 2030»، بينما سيتعاون الشركاء والقادة الدوليون للتصدي للتحديات الدولية الحرجة. ويستقبل الجناح المشاركين في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، ليكتشفوا ثروة من المعرفة والإلهام الجديد من خلال الموضوعات التي ستتم مشاركتها ضمن المبادرة.