واشنطن تطلب مساعدة إسرائيلية لإنهاء حكم العسكر في السودان

خلال لقاءات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد

ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
TT

واشنطن تطلب مساعدة إسرائيلية لإنهاء حكم العسكر في السودان

ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

ذكرت مصادر في تل أبيب أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، التي تزور إسرائيل، طلبت من وزير الدفاع، بيني غانتس، استخدام العلاقات الجيدة مع مجلس الرئاسة في السودان والتدخل في الأزمة المتفاقمة هناك.
وقالت هذه المصادر إن السفيرة أكدت أنها تطلب هذه المساعدة باسم الولايات المتحدة الأميركية، خدمة للشعب السوداني وللمثل والقيم الديمقراطية. ولكون إسرائيل تقيم علاقات جيدة مع الفريق عبد الفتاح البرهان ورفاقه في القيادة العسكرية، تطلب واشنطن منها السعي لدى الجنرالات «من أجل إنهاء أزمة الانقلاب والدفع نحو إعادة تشكيل الحكومة بالشراكة مع المدنيين». وألمحت غرينفيلد بأن واشنطن تدرس قطع المساعدات عن الخرطوم والتراجع عن خطوات الانفتاح تجاهها في حال الاستمرار في الوضع الحالي.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فإن هذا لم يكن الطلب الأميركي الأول من إسرائيل للمساعدة في السودان. فقد سبق وأن نقل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أيضاً رسالة مماثلة في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، في الأسابيع الماضية. وأكدت الإذاعة أن «الولايات المتحدة، تنظر إلى إسرائيل على أنها لديها القدرة على التأثير على ما يحدث في السودان، علماً بأن طاقماً من الموساد زار الخرطوم قبل وبعد الانقلاب العسكري، وأجرى محادثات مع زعيم الانقلاب العسكري، اللواء عبد الفتاح البرهان». وأضافت أن واشنطن ترغب أيضاً بأن تقوم إسرائيل بممارسة ضغوط على البرهان، ودفعه إلى التراجع عن الانقلاب.
ولم تقل الإذاعة كيف كان الرد الإسرائيلي على الطلب الأميركي، لكن مصادر إسرائيلية أكدت أن غانتس وبقية القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية تتعاطى مع موضوع السودان ببالغ الحساسية. فلا تنشر مواقف سياسية ولا تعطي رأياً إزاء ما يجري في السودان، مع أنها تحاول متابعة الموضوع عن كثب.
وكانت إسرائيل قد حاولت التقدم في علاقات التطبيع مع السودان خلال الشهور الماضية، وليس فقط مع العسكريين. وقالت أوساط سياسية فيها إن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، الذي كان يعارض هذا التقدم ويطالب بإبطائه في حينه، اقتنع بعد لقائه مسؤولين إسرائيليين ووافق على المشاركة بنفسه في حفل التوقيع على اتفاقية التطبيع، الذي كان مقرراً إجراؤه في الشهر الجاري في واشنطن.
الجدير ذكره أن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس - غرينفيلد، حضرت إلى إسرائيل منذ يوم الاثنين الماضي، في زيارة تعتبر تقليدية، يقوم بها كل مندوب أميركي في هذا المنصب منذ عشرات السنين. ولكن غرينفيلد حرصت على أن تشمل الزيارة أيضاً السلطة الفلسطينية والأردن وحرصت على التأكيد على ضرورة تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين. وقد عقدت اجتماعات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بنيت، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية، يائير لبيد، وأمضت يوماً كاملاً مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وعدد من الجنرالات وأخذوها إلى جولة على الحدود لغرض «الاطلاع على حقيقة التحديات التي يفرضها أعداء إسرائيل عليها»، كما قال كخافي. وتم إنزالها في نفق ضخم كان حزب الله اللبناني قد حفره تحت الحدود ويصل إلى الأراضي الإسرائيلية في الجليل. وقال لها كوخافي: «نطلعك على صورة أفضل حول التحديات الفريدة التي نواجهها هنا، وحول المنظمات الإرهابية المدعومة من قبل إيران والتي ينتشر عناصرها بمحاذاة حدودنا».
وقال لها بنيت: «هناك فرق شاسع بين الواقع الموجود في إسرائيل وما يتم ترديده عنا بين أروقة الأمم المتحدة. وأنا أشكرك على كونك تمثلين صوت النزاهة والمنطق في مؤسسة يمكن لكلانا الجزم بالنسبة لها وبشكل موضوعي بأنها منحازة ضد إسرائيل».
من جانبه رحب الرئيس الإسرائيلي، هرتسوغ، بالسفيرة، وشكرها على «دعمها المهم لإسرائيل». وقال: «لدينا الكثير من العمل المشترك الذي يتعين القيام به في المنظمات المتعددة الأطراف من أجل السلام والأمن والازدهار في منطقتنا».
وأما وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، فاعتبر المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، «صديقة حقيقية لإسرائيل، تقاتل معنا كتفاً بكتف في واحدة من أكثر الساحات تعقيداً في المجتمع الدولي». وقال: «الصداقة مع واشنطن لا تقوم فقط على المصالح المشتركة ولكن أيضاً على قيم ومبادئ مشتركة».



مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي على جنين ودير البلح

جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي على جنين ودير البلح

جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قُتل 6 فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيّم جنين في شمال الضفّة الغربية المحتلّة، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلنت الوزارة في بيان سقوط «6 شهداء وعدد من الإصابات جراء قصف الاحتلال على مخيم جنين»، مشيرةً إلى أنّ حالة الجرحى «مستقرة».

بدوره، أكّد محافظ جنين كمال أبو الرُب لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «المخيم تعرض لقصف بثلاثة صواريخ إسرائيلية».

يأتي هذا القصف الجوي الإسرائيلي بعد حوالي شهر من محاولات قامت بها السلطة الفلسطينية للسيطرة على مخيم جنين واعتقال مسلحين داخله وصفتهم بـ«الخارجين عن القانون».

وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية قصفاً إسرائيلياً على منزل في دير البلح بوسط قطاع غزة تسبب في مقتل 11 شخصاً وإصابة آخرين في الهجوم.

وقتل خلال الاشتباكات بين أجهزة السلطة الفلسطينية والمسلحين في المخيم أكثر من 14 فلسطينياً، من بينهم 6 من أفراد الأجهزة الأمنية ومسلّح.

وأعلن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب، في مؤتمر صحافي قبل يومين، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت خلال حملتها 246 مطلوباً «خارجاً عن القانون».

وكانت العمليات العسكرية الإسرائيلية توقفت في المخيم منذ أن بدأت السلطة الفلسطينية حملتها عليه قبل أكثر من شهر.