اتهامات لـ«الوطني الحر» بالحصول على «داتا» المغتربين لأهداف «انتخابية»

«التيار» ينفي... و«الخارجية» اللبنانية ترد: الوزارة ليست بيده

TT
20

اتهامات لـ«الوطني الحر» بالحصول على «داتا» المغتربين لأهداف «انتخابية»

مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة تسجيل المغتربين اللبنانيين للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، والذين لامس عددهم 180 ألفاً؛ برزت اتهامات لـ«التيار الوطني الحر» باستخدام بيانات السفارات والقنصليات خارج لبنان الخاصة بالمغتربين الذين يسجلون أسماءهم للاقتراع، وهو ما أعلن عنه أمس النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» هادي أبو الحسن، فيما تظهر بشكل يومي شكاوى من مغتربين في هذا الإطار عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفين عن أن أشخاصاً يتصلون بهم بعد تسجيل أسمائهم ويعلن بعضهم بشكل واضح أنهم من قبل «التيار الوطني الحر».
وكتب أبو الحسن على حسابه في «تويتر» أمس: «سؤال موجه إلى وزير الخارجية: هل تعلم أن بيانات وزارة الخارجية المتعلقة بالمغتربين تتسرب إلى تيار سياسي وأصبحت في متناوله ويستخدمها لمصلحته؟ إذا كنت تعلم فتلك مصيبة؛ وإذا كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر. نريد جواباً وإجراءات حاسمة تضع حداً لهذه المهزلة!».
وفي الإطار نفسه، يلفت مسؤول الإعلام والتواصل في «حزب القوات اللبنانية» شارل جبور إلى أجواء تفيد بأن الذين يُسجلون يتلقون اتصالات في محاولة لاستقطابهم انتخابياً، محذراً من استخدام فريق سياسي بيانات رسمية لمعرفة أسماء المسجلين ومعلومات عنهم. وفيما يؤكد جبور لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات» كما باقي الأحزاب تقوم بحملاتها الانتخابية بشكل طبيعي وتتواصل مع المغتربين والجالية اللبنانية على غرار الحملات التي تنظم في لبنان، يميز بين هذا الأمر وبين من يقوم باستخدام البيانات الرسمية لأغراض حزبية، مشدداً: «هذا السلوك ليس مقبولاً ويندرج ضمن توظيف المؤسسات الرسمية واستخدامها لغايات حزبية وفئوية؛ أي استخدام موقع السلطة في وزارة الخارجية لمصلحة فريق سياسي عبر وعود خدماتية كما يحصل في لبنان حيث تستخدم المؤسسات لغايات انتخابية وسياسية وطائفية».
وعلق «التيار الوطني الحر» على «ما تداوله بعض الإعلام والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من رسائل صوتية نسبت إلى (التيار)، واستخدمت لاتهامه بالحصول من مؤسسات الدولة على (داتا) المنتشرين الذين سجلوا أسماءهم أخيراً في السفارات في الخارج». ونفى في بيان «أن يكون قد استحصل على معلومات كهذه من (داتا) المنتشرين الذين تسجلوا في السفارات»، مؤكدا أنه «يملك (داتا) من دون الحاجة للحصول عليها من مصادر رسمية، وذلك ثمرة لعمله المباشر مع الانتشار على مدى ثلاثين عاماً منذ أن أنشأ مؤسسات وجمعيات في الخارج واكبت العماد ميشال عون في منفاه. وهو اليوم، مثله مثل بقية الأحزاب والتجمعات المدنية، في صدد حملة لتزخيم تسجيل المنتشرين للانتخابات المقبلة، وهو ما أظهرته أيضاً التسجيلات ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة ببقية الأحزاب والتجمعات».
في المقابل، يؤكد مصدر في وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط» «وصول بعض الشكاوى من مغتربين عن اتصالات تردهم من قبل بعض الجهات، لكن ما يمكن التأكيد عليه بالدرجة الأولى أن وزارة الخارجية ليست بيد (التيار الوطني الحر)، ولا الكوادر الأساسية فيها حزبيين في (التيار)». وحول تسريب البيانات يلفت بداية إلى «وجود (داتا) قديمة موجودة لدى كل الأحزاب، ولطالما استخدمتها في الانتخابات السابقة»، أما بالنسبة إلى المسجلين في المنصة الخاصة بهم اليوم، فلا ينفي المصدر أن الحصول على هذه المعلومات في بلد مثل لبنان حيث لا سرية للمعلومات وكل الملفات مفتوحة، «أمر ليس صعباً، والحصول عليها ممكن من قبل أي موظف في هذا القسم».
كذلك، ومع تأكيد نانسي اسطفان، الناشطة في «شبكة الاغتراب اللبناني» أن هناك اتصالات تجري مع المغتربين من قبل جهات سياسية، تشدد في الوقت عينه في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تسريب هذه البيانات «ليس أمراً جديداً، وهي موجودة لدى معظم الأحزاب التي تسيطر على مؤسسات الدولة، لا سيما أن معظم المغتربين هم خارج لبنان منذ سنوات». من هنا، وقبل 3 أيام من انتهاء مهلة التسجيل، تدعو اسطفان المغتربين إلى «عدم الخوف أو الخشية مما يقال إنه تسريب لمعلومات خاصة بهم، وبالتالي عدم الإقدام على تسجيل أسمائهم». وتقول: «على العكس من ذلك؛ علينا أن نشجع الجميع على التسجيل والمشاركة في الانتخابات لتغيير هذه المنظومة التي لا تحترم خصوصية الفرد».
يذكر أن وزير الخارجية الحالي عبد الله بو حبيب من الوزراء المحسوبين من حصة رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر»، وهي الوزارة التي تسلّمها «التيار» منذ سنوات وكان قد تولّاها رئيس «التيار» جبران باسيل في عام 2014.



الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.