الأسد ينوه بدعم روسيا لسوريا في «تجاوز العقوبات»

غير محافظي درعا... وإدلب

TT

الأسد ينوه بدعم روسيا لسوريا في «تجاوز العقوبات»

نوه الرئيس بشار الأسد بجهود روسيا في «مساعدة الشعب السوري لتجاوز العقوبات»، ذلك خلال استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرينييف في دمشق أمس.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الأسد استقبل لافرينييف الذي يزور سوريا للمشاركة في أعمال الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق و«أشاد الجانبان خلال اللقاء بالنتائج الإيجابية التي يتم تحقيقها على الأرض نتيجة العمل النشط والفعال والجهود المشتركة للطرفين من أجل تأمين الظروف الملائمة لاستمرار عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وتسريع وتيرة المصالحات الوطنية، وأكدا أهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية التي يجري توقيعها على هامش الاجتماعات المشتركة للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية».
ونقلت «سانا» عن الأسد تأكيده «أهمية ما تقوم به روسيا الاتحادية التي تتجسد من خلال الخطوات العملية التي تقوم بها على الأرض لمساعدة الشعب السوري في تجاوز آثار الحرب الإرهابية والعقوبات الجائرة المفروضة عليه إلى جانب مواقفها السياسية الثابتة والمبدئية ودعمها لحق السوريين في الدفاع عن بلادهم وسيادة أراضيهم».
بدوره، أكد لافرنتييف أن اللقاءات بين الجانبين «ستستمر وعلى مختلف المستويات من أجل تنفيذ التوصيات والاتفاقيات الموقعة وتكثيف التعاون بين المؤسسات والهيئات الحكومية في المقاطعات الروسية والمحافظات السورية».
وقال لافرنتييف في المؤتمر قبل لقائه الأسد إنه «لا بد من استمرار محاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة الموجودة في إدلب وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها تركيا التي تتحمل مسؤولية الهجمات الإرهابية هناك، كما يجب أيضاً محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي في مناطق شرق سوريا»، مشدداً على «ضرورة احترام السيادة السورية وعدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية».
كان الأسد أقال محافظي أربع محافظات سورية هي درعا وإدلب واللاذقية والسويداء، وعين أربعة جدداً خلفاً لهم، في سلسلة تعيينات تعد الأولى خلال العام الحالي.
وأصدر الأسد صباح الأربعاء أربعة مراسيم؛ الأول يقضي بتعيين عامر إسماعيل هلال، الذي كان المدير العام «للشركة العامة للبناء والتعمير» منذ عام 2011 حتى 2021. محافظاً للاذقية خلفاً لإبراهيم خضر السالم، بعد نحو ثمان سنوات من عمله محافظاً لمحافظة اللاذقية، وكان قبلها بين عامي 2012 و2014 قائداً لشرطة محافظة حلب، وقبلها رئيس فرع الأمن الجنائي في محافظات الحسكة وإدلب ودمشق.
وفي مرسوم آخر، عين الأسد نمير حبيب مخلوف محافظاً للسويداء، وكان مدير عام الشركة السورية لنقل النفط. وأنهى المرسوم ذاته تعيين المهندس همام صادق دبيات محافظاً لمحافظة السويداء، وهو عضو في قيادة حزب البعث بمدينة حماة منذ أغسطس (آب) عام 2017. وشغل منصب محافظ القنيطرة عام 2018 لغاية تعيينه محافظاً للسويداء في 2020.
أما المرسوم الثالث، فقضى بتعيين لؤي خريطة، الذي كان معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة للشؤون الفنية والتخطيط، ومدير مديرية الخدمات الفنية في ريف دمشق، محافظاً لدرعا خلفاً لمروان إبراهيم شربك بعد نحو عام من تسلمه منصب محافظ درعا.
المرسوم الرابع، قضى بتعيين ثائر ناصح خلفاً لمحمد نتوف محافظاً لمحافظة إدلب بعد عام من تعيينه محافظاً لمحافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام وتخضع لاتفاقات روسية - تركية.
ودخلت المراسيم حيز التنفيذ اعتباراً من الأربعاء 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وشهد العام الماضي سلسلة تعيينات على مستوى المحافظات تمت على ثلاث دفعات، الأولى السويداء وحمص والقنيطرة ودرعا والحسكة، والثانية الرقة وإدلب وحماة ودير الزور، فيما شهدت نهاية عام 2020 تعيين محافظ جديد لريف دمشق.
ويشار إلى أن قرارات رئاسية وحكومية صدرت في الأيام القليلة الماضية أبرزها إلغاء منصب مفتي الجمهورية العربية السورية، وتوسيع صلاحيات المجلس العلمي الفقهي وتكليفه بصلاحيات الإفتاء. كما أعلن مجلس الوزراء موافقته على إجراء مسابقة مركزية تعد الأولى من حيث اتساعها، وتشمل التوظيف في الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية كافة، حيث توفر ما بين 70 إلى 85 ألف فرصة عمل موزعة على جميع المحافظات كافة، وحسب إعلان الحكومة فإن المسابقة «مؤتمتة بالمطلق ولا تسمح بتدخل العنصر البشري بها أو التأثير في نتائجها»، ويمكن لطالب الاشتراك في المسابقة اعتماداً على بطاقة الوصف الوظيفي أن يختار الجهة العامة ومركز العمل الذي يرغب في التقدم إليه بما يتناسب مع مؤهلاته العلمية ومهاراته الشخصية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.